بعد الهزيمة الأخيرة للمنتخب الوطني ضد المنتخب البرتغالي سهرة الخميس، اتصلنا باللاعب الدولي وقائد الخضر الأسبق «علي فرقاني» الذي أكد بأنه من غير المنطقي جلب مدرب كل 6 أشهر على رأس العارضة الفنية للخضر، مؤكدا في هذا الحوار بأن إقالة «ماجر» ستجعل أصابع الاتهام موجهة نحو «زطشي» الذي أخطأ في تعييناته منذ توليه رئاسة الفاف، كما أوضح بأن اللاعبين منهارون من الناحية المعنوية ولم يتمكنوا من تجاوز المرحلة الصعبة التي يتخبط فيها الخضر،
❊ الشعب: هزيمة ثقيلة للمنتخب الوطني ضد البرتغال وأداء هزيل؟
❊❊ علي فرقاني: النتيجة النهائية ثقيلة، خصوصا أننا نعي بأن المنتخب التونسي تمكن من فرض التعادل منذ أيام على نفس المنتخب بالبرتغال، صحيح أن المنتخب البرتغالي مستواه في تحسن خصوصا في السنوات الماضية، ضف إلى ذلك المنتخب المنافس مدجج بالنجوم في مقدمتهم «كريستيانو رونالدو» الذي شارك أساسيا وأعطى بعدا هجوميا إضافيا للمنتخب البرتغالي الذي ضغط بشكل كبير على دفاع المنتخب الوطني، النتيجة ثقيلة لكن الذي يعاب على الخضر في هذا اللقاء قلة الهجمات والفرص السانحة للتهديف، وعندما تشاهد الأهداف التي سجلت علينا اثنان منها على الجهة اليمنى لدفاعنا، لا أريد انتقاد «فرحات» لأن الأخير جناح أيمن ولم يلعب في منصبه الأصلي، هذه الهزيمة لم تأت في وقتها خصوصا بعد الهزيمة الأخيرة أمام منتخب جزر الرأس الأخضر بملعب 5 جويلية الأولمبي.
❊ ألا تعتقد أن التغييرات الكثيرة في التشكيلة جعلت الفريق يعاني خصوصا إبعاد «بلخيثر»، الذي أدى مباراة مقبولة إلى حد بعيد مع الرأس الأخضر وعوض بـ «فرحات»؟
❊❊ هذه اختيارات قام بها المدرب وطاقمه الفني، أحيانا الاختيارات تكون صائبة وأحيانا أخرى تكون خاطئة، لكن الواقع يؤكد أن خلال هذا اللقاء تلقينا هدفين من تمريرتين حاسمتين على الرواق الأيمن للمنتخب الوطني وارتقوا وسجلوا بكل راحة الأهداف، مستوى الفريق الوطني متوسط وخصوصا لم يخلق الخطورة، والفرص بدأت بعد دخول المهاجم «بغداد بونجاح» الذي وجه قذفة من خارج منطقة العمليات وانفلت من الرقابة في لقطة أخرى وضربة الكرة برأسية محكمة أرغم الحارس على إخراجها بصعوبة إلى الركنية، وقام بفرص أخرى، لكن خلال التسعين دقيقة شاهدنا لقطة وحيدة وننتظر إلى غاية دخول «بونجاح» حتى نتحرك، هذا يبقى قليلا جدا لمنتخب وطني، عندما تشاهد اللقاء الأخير بين المنتخب البرتغالي والتونسي، الجيران التونسيون خلقوا الاضافة العددية في المرحلة الثانية وتمكنوا من العودة وعادلوا النتيجة، أعتقد أن لاعبينا منهارين من الناحية المعنوية ولم يتمكنوا من تجاوز المرحلة الصعبة التي يمرون بها، خصوصا أنهم تعرضوا للكثير من الانتقادات من قبل وسائل الإعلام ومن الجمهور الجزائري، والأمر البارز في هذه اللقاءات هو غياب الاستقرار.
❊ ألا تعتقد بأن «ماجر» احترم كثيرا المنتخب البرتغالي لما أشرك «مجاني» كأول مدافع، وبعد العودة لخطة (4 – 3 – 3) تحرك الخط الأمامي؟
❊❊ عندما تلعب بمدافع متقدم قبل الخط الخلفي لتأمين الدفاع، بعد ذلك على خط الوسط أن يكون حاضرا بقوة وينقل الخطورة للخط الهجومي، «بن طالب» لم نشاهده في الأمام ولم يقدم ما كان مطلوبا منه بالتقدم نحو دفاع الخصم والقذف من بعيد والمساهمة في هجمات الخضر وكان يبدو تائها فوق أرضية الميدان، اليوم المنتخب الوطني لعب منغلقا وبدا بأن الرغبة غائبة عن اللاعبين ويكون ذلك راجعا دون شك إلى تأثر اللاعبين من الناحية الذهنية.
❊ ألا تعتقد بأنّ اللاعبين يتحمّلون عبء الضّغط الممارس على «ماجر» وطاقمه الفني، وهو ما ينعكس على أدائهم فوق الميدان؟
❊❊ المرحلة التي يمر بها المنتخب الوطني لا تسعد أحد، لأننا نشعر بأن هناك نقص في الثقة، ضف إلى ذلك كما قلت الإعلام يعاتب «ماجر» الذي أحيانا يدفع إلى إدلاء تصريحات غريبة بعض الشيء وغير موزونة، الجميع يعرف بأن كل مدرب في العالم يحاسب بالنتائج التي يحققها مع الفريق أو المنتخب الذي يقوده، الحمد لله أن المباريات التي نخوضها في الظرف الحالي هي مباريات ودية تحضيرية، وبالنسبة لي على مسؤولي الاتحادية تركه يعمل وبعدها نحاسبه على المباريات القادمة، حتى ولو أن مباريات جزر الرأس الأخضر والبرتغال كانت لديها دور مهم للتأكد بأن المنتخب الوطني يعاني، لأننا خلال المباريات الودية نقيم أين وصل المنتخب الوطني بقيادة «مصطفى ماجر»، صحيح أن هناك بعض الشك، ويمكن للجميع أن يشك في مستوى الفريق ويخاف على مستقبله، صحيح أن هناك الكثير من الأخطاء التي أقيمت في الاتصال والتواصل، على غرار الخطأ الذي حدث مع الحارس «مبولحي» الذي أدى مباريات كبيرة مع المنتخب الوطني حتى عندما كان بدون فريق. وأعتقد بأن «ماجر» كان يجب عليه أن يتعامل بطريقة مغايرة مع هذا الحارس، الأجواء العامة ليست جيدة في المنتخب الوطني، لكن على مسؤولي الاتحادية تقرير مصير الطاقم الفني، وبعدها تقول لي هل الحل في طرد «ماجر» سأجيبك هل إبعاده سيكون الحل للأزمة التي نتواجد فيها، قبل «ماجر» كان هناك «راييفاتس» الذي رحل في ظرف قياسي وجاء بعده «ليكانس» ثم جاء «ألكاراز» ماذا قام هؤلاء المدربين على رأس العارضة الفنية، هل يجب تغيير المدربين كل 6 أشهر، هذا أمر غير عادي والاستقرار وحده من يعيد النتائج الايجابية إلى المنتخب الوطني، جاء «زطشي» جلب «ألكاراز» وأقاله بعد مدة والآن هناك كلام عن إقالة «ماجر» وإذا تم ذلك، فإن الاتحادية هي التي أخطأت في اقتناء المدرب الأنسب لقيادة العارضة الفنية للخضر، وفي نظري الآن في الظرف الراهن يجب أن نترك «ماجر» يواصل عمله على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، لأنه تنتظرنا مباريات غير صعبة في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2019 واللقاء الرسمي المقبل ستكون بغامبيا، وبعدها ربما تكون الأمور قد تحسّنت بمناسبة كأس أمم إفريقيا لأنه وقتها يكون المنتخب قد خاض عددا كبيرا من المباريات.
❊ خصوصا عندما نعود للوراء ونتذكّر ما حدث لـ «هاليلوزيتش» الذي خسر أول رهان له مع الخضر في «كان» جنوب إفريقيا وعاد بقوة بعدها في كأس العالم ؟
❊❊ صحيح، ذكرتني بالأمر في تلك الفترة المنتخب الوطني خرج من الدور الأول لمنافسة كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا ولم نكن في مجموعة صعبة مقارنة بالآخرين، لكن الاتحادية في ذلك الوقت احتفظت بالمدرب «هاليلوزتش» لأنه كانت تنتظرنا مباريات رسمية في الشهر الموالي، والفاف وقتها جنت ثمار الاستقرار في العارضة الفنية وتمكن بعدها «هاليلوزيتش» من قيادة المنتخب الوطني إلى الدور الثاني من كأس العالم وخرجنا بشرف أمام المنتخب الألماني، حاليا «ماجر» وطاقمه خاضوا مباريات ودية ستكون مفيدة بالنسبة لهم، رغم أن الخسارة قاسية وكان بإمكاننا الانهزام بنتيجة أثقل، لكن بالمقابل تنتظرنا مباريات رسمية بداية من شهر سبتمبر وليس هناك تواريخ فيفا قبل لقاء غامبيا، والوقت ليس في صالحنا لجلب مدرب جديد، الاتحادية أخطأت في تعييناتها وإن تقيل «ماجر» وتجلب مدربا جديدا ستخطأ مجددا.