تتسابق أندية الرابطة المحترفة الأولى مباشرة بعد إسدال الستار على البطولة، من أجل الظفر بـ «العصافير» النادرة وتدعيم صفوفها بلاعبين قادرين على إعطاء الإضافة التي تمكّن الفريق الوصول إلى الأهداف المسطرة.
والمفارقة أن بعض الفرق كسبت الرهان من خلال «الفوز» بجلب عدد من اللاعبين في غياب المدرب الذي سيشرف على الفريق في الموسم القادم، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول المنهجية التي يسير عليها مع المسيرين، حيث أننا لاحظنا في العديد من المرات أن المدرب مباشرة عند تدريبه لفريق ما لم يشارك في «الانتدابات» يجد نفسه أمام عدد من نقاط الاستفهام، وقد يضطر لعدم إشراك لاعب تم انتدابه بأموال كبيرة.
المسيّرون..من أجل ربح الوقت
كما أن إشراف رئيس النادي لوحده على ملف الاستقدامات لا يعطي النتائج الفنية المنتظرة، كون الأمور الفنية لها متطلباتها من حيث البحث على التوازن الضروري في التشكيلة، وفي غالب الأحيان تكون هذه النقطة من اختصاص الفنيين.
ومن ضمن الأندية التي «تتنافس» على استقدام اللاعبين ولم تحدد بعد اسم المدرب يمكن ذكر وفاق سطيف كمثال حقيقي، حيث أن المسيرين يسابقون الزمن من أجل جلب اللاعبين بعد الخيبة الكبيرة في الموسم الماضي، وهذا لإعادة «البسمة» لأنصار النسر الأسود الذين ينتظرون بشغف كبير عودة الوفاق الى مستواه الحقيقي بداية من منافسات رابطة الأبطال الافريقية رغم البداية الصعبة للفريق في هذه المنافسة.
لكن عملية الاستقدامات قد تعرف بعض النقاط السوداء في فترات مقبلة كون المدرب القادم لم يشارك في العملية.
مشاركة المدرّب في اختيار ا لمستقدمين ضروري
في حين أن هناك أندية استطاعت أن تنظّم أمورها بشكل احترافي من خلال تنصيب لجنة الانتدابات بمعية المدرب الرئيس للفريق الذي يحدد الاحتياجات ويشارك في المشاورات للعثور على اللاعبين، الذين بإمكانهم تحقيق الأهداف التقنية المنتظرة، على غرار مولودية الجزائر التي احتفظت بالمدرب كازوني الذي حدد احتياجات الفريق تحسبا للبرنامج المكثف للفريق بداية من جويلية القادم.
هذا الإستراتيجية أعطت «أكلتها» كون اللاعبين المميّزين الموجودين في سوق الانتقالات يقبلون تدعيم الفريق كون المدرب أعطى الضوء الأخضر لاستقدامهم.
لكن يبدو أنّ شبيبة القبائل ورغم الصعوبة التي عرفها الموسم الماضي لم يحدد بعد المدرب الذي سيشرف على الفريق وانطلق في استقدام اللاعبين في رؤية غير منهجية، حيث كان بالإمكان إشراك المدرب في الانتدابات لتجنب التغييرات العديدة التي حدثت للمدربين في الفريق الذين وجدوا صعوبة كبيرة في إعداد تشكيلة متوازنة .
وبالرغم من ذلك، فإنه يبدو أن الأمور قد لا تكون سهلة بالنسبة للمسيّرين الذين لا «يعثرون» على المدرب المناسب في الوقت الذي تكون الفرق الأخرى قد وضعت كل الإمكانيات لجلب اللاعبين المميّزين، وبالتالي يصبح الفريق في أزمة حقيقية عند تضييعه مرحلة الميركاتو، خاصة وأنّنا رأينا أن العديد من الفرق لم تتفق بعد مع المدرب الذي سيشرف على الفريق الموسم القادم.
وفي نفس السياق، بدا واضحا أن الأندية التي احتفظت بمدرب الموسم القادم تسير الأمور بثقة أكبر في سوق التحويلات، لا سيما إذا كان الفريق يملك الإمكانيات الضرورية للوصول الى أهدافه التقنية، حيث تكون المرحلة التي تسبق انطلاق المنافسة القادمة مناسبة أكثر من الفرق التي لم ترسم الإستراتيجية التي تمكّنها من وضع الترتيبات الضرورية لذلك، وقد تعرف بداية موسم صعبة.