أكّد اللاعب الدولي السابق هشام بودرالي أنّ نقص التحضير وغياب بعض اللاعبين المهمين سببان رئيسيان في خروج المنتخب الوطني لكرة اليد من ربع نهائي كأس إفريقيا 2018.
واعتبر بودرالي بقاء المنتخب بدون مدرّب لفترة طويلة أثّر على عملية التحضير، حيث حمّل الاتحادية المسؤولية خاصة في عملية الاختيار التي كانت خاطئة من خلال المراهنة على أفنديتش.
ولم يفوّت بودرالي الفرصة ليؤكّد على ضرورة تجديد الثّقة في المدرب حيواني، الذي يملك المؤهّلات التي تسمح له بتحقيق نتائج أفضل خلال الفترة المقبلة خاصة أن المنتخب مقبل على المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
❊ الشعب: كيف تقيّم مشاركة المنتخب الوطني في كاس إفريقيا؟
❊❊ اللعب هشام بوردالي: مشاركة مخيّبة بكل المقاييس خاصة أنّ الإخفاق عكس مرة أخرى الوضعية الصّعبة التي تمر بها كرة اليد الجزائرية، حيث أصبحت مشاركاتنا في بطولة إفريقيا هامشية وغير مؤثرة بدليل خروجنا من ربع النهائي، وهو الأمر الذي أفقد هيبة كرة اليد الجزائرية عكس ما كان الحال في السابق. والآن يجب البحث عن الآليات التي تسمح لنا بتطوير مستوى المنتخب، الذي مازال يدور في دوّامة مغلقة منذ فترة،
ويتوجّب إيجاد الحلول اللازمة من أجل تحقيق نتائج أفضل خلال المنافسات المقبلة.
❊ ما هي أسباب الظّهور المخيّب للمنتخب؟
❊❊ هناك أسباب فنية ممثّلة في نقص عملية التحضير، فمن غير المعقول التحضير لكأس إفريقيا في شهر، إضافة إلى طول فترة بقاء المنتخب بدون مدرب، وهو عامل آخر دون نسيان سوء اختيار الاتحادية التي راهنت على أفنديتش، وانتظرته لفترة طويلة قبل أن يتأكد أن الرجل لا يريد العمل في الجزائر بسبب تراجع مستوى المنتخب، إضافة إلى غياب بعض اللاعبين المهمين في المنتخب، وهو الامر الذي صعّب المأمورية على الجهاز الفني. وفيما يخص عملية التحضير أعتقد أنّها كانت سيئة خاصة أن المنتخب واجه أندية مغمورة في تربّصه بصربيا بما أن فترة التحضير تزامنت مع أعياد الميلاد، وبالتالي كان من الصعب الحكم على مستوى المنتخب.
❊ من يتحمّل المسؤولية: الاتحادية، المدرب أم اللاعبون؟
❊❊ اللاّعبون قدّموا ما عليهم خلال الدورة وقبلها، وأعتقد أنه لم تمّ وضعهم في ظروف جيدة لقدّموا مستوى أفضل من الذي ظهروا به، خاصة أنّنا نملك مجموعة جيدة من العناصر التي تستطيع الوصول على الأقل الى نصف النهائي. أما المدرب فهو الآخر غير مسؤول لأنه لبّى النّداء عندما عرضوا عليه المنصب رغم ضيق الوقت لكنه رفع التحدي وحضّر اللاعبين بالامكانيات المتوفرة، لكن المسؤول الاول يبقى الاتحادية لأنّها أساءت الاختيار بالمراهنة على أفنديتش الذي انتظرته كثيرا قبل أن يتأكد أن الرجل لا يريد مواصلة الاشراف على المنتخب، خاصة أنه لاحظ التراجع الرهيب في مستوى التشكيلة، لهذا لا يجب إلقاء اللوم على اللاعبين أو المدرب لأنّهم قدّموا ما عليهم، وهذا ليس دفاعا عنهم لكن كلمة حق كان يجب أن أقولها.
❊ هل أنت مع استمرار المدرّب حيواني؟
❊❊ بالنسبة لي بقاؤه ضروري لأسباب عديدة أهمها أنه أصبح يعرف المجموعة جيدا بعد الفترة التي قضاها معها، إضافة إلى أن المنتخب مقبل على المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ويجب منحه الفرصة من أجل التحضير حتى لا نقع في نفس المشكل عندما بقي المنتخب بدون مدرب لفترة طويلة، وحيواني أعرفه جيدا فهو لاعب سابق ومستشار في الرياضة ويملك المؤهلات التي تسمح له بالنجاح مع المنتخب.
❊ متى تخرج كرة اليد الجزائرية من النّفق؟
❊❊ قبل أن أجيب يجب القول أن الرياضة الجزائرية كلها مازالت داخل النفق، وكل الرياضات تعاني. وهنا يجب فتح باب التساؤل حول الأسباب لكن للاجابة على السؤال أعتقد أن الاستراتيجية غائبة فلا الاتحادية السابقة التي كان يرأسها بوعمرة قدّمت الإضافة ولا حتى الحالية التي يرأسها لعبان قدّمت مؤشرات توحي بتحقيق نتائج أفضل، فالمنتخب لا يملك قاعة خاصة به ونحن في سنة 2018، وفي الدول المجاورة في تونس مثلا الترجي له قاعة خاصة به وفي مصر الأهلي كذلك، نفس الأمر ينطبق على الزمالك وفي أنغولا أيضا هناك أندية لها امكانات ضخمة، وفي قطر نفس الشيء، كما يجب وجود منتخب وطني (ب) لكرة اليد، ومن غير المعقول أن يمر اللاعبون مباشرة للمنتخب الاول. وبخصوص عملية التحضير مثلا في السابق كنّا نبرمج دورات ودية دولية بالجزائر بمشاركة منتخبات كبيرة، وكانت الفرصة مواتية للاحتكاك لكن الآن الأمر لا يحدث والمنتخب لا يواجه منتنخبات كبيرة وديا، وآخر عامل حسب رأيي هو غياب الرياضة المدرسية، فمن غير المعقول أن يدرس التلميذ من 8 صباحا إلى 5 مساءً ثم يذهب بعدها لحضور دروس التقوية ولا مكان للرياضة في قاموسه، لم لا يجب اعتماد المنهج الاوروبي من 8 إلى 2 بعد الزوال، وبعدها يكون هناك متّسع من الوقت لممارسة الرياضة للتلاميذ، صحيح أنّ البعض قد يستغرب علاقة هذا بكرة اليد لكن الكل مرتبط ببعضه البعض.