محطات عديدة عرفتها الرياضة الجزائرية في عام 2017، في العديد من الاختصاصات والتي مكّنت الجمهور الرياضي من متابعة انجازات الأندية والفرق الوطنية وكذا تعثرات بعضها على غرار أندية في كرة القدم خلال المشاركة في الكؤوس القارية.
وكانت أمال كبيرة معلّقة على فريق اتحاد العاصمة في رابطة الأبطال، بالنظر لخبرته وتعداده الثري لكسب اللقب خاصة وأنه قدم مستويات كبيرة طيلة المنافسة إلى غاية الدور نصف النهائي الذي عرف تعادله في لقاء الذهاب أمام الوداد البيضاوي هنا بالجزائر قبل أن ينهزم في مباراة العودة بالمغرب.
وكانت خيبة كبيرة لأنصاره الذين كانوا ينتظرون بشغف كبير رؤية خزائن الفريق تتزين بلقب قاري .. وبالرغم من الاقصاء، فإن أصحاب الزي الأحمر والأسود عادوا إلى مستوى كبير في البطولة الوطنية، مما قد يساعدهم على دخول المغامرة القارية بقوة هذا الموسم.
كما أن فريق مولودية الجزائر خرج في الدور ربع النهائي من كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم أمام النادي الافريقي التونسي.
وفاق سطيف وشباب بلوزداد...
وفي المنافسة الوطنية تألق فريق وفاق سطيف الذي تمكن مرة أخرى من كسب لقب البطولة بفضل العمل الكبير الذي قام به المدرب خير الدين ماضوي الذي اعتمد على تشكيلة متوازنة بقيادة صانع الألعاب جابو .. في حين أن كأس الجمهورية ابتسمت لفريق شباب بلوزداد الذي بالرغم من المشاكل الإدارية الكبيرة تمكن من صنع الحدث وخطف الكأس من الوفاق الذي كان يريد الثنائية.
وعرفت الرابطة المحترفة الأولى لهذا الموسم تغييرات كبيرة على مستوى المدربين، حيث إن الفرق أصبحت لا تعطي الوقت الكافي للطاقم الفني من أجل تجسيد خطته على الميدان من خلال البحث عن النتائج الأندية، حتى أن بعض الفرق «استهلكت» أكثر من 4 مدربين في مرحلة الذهاب فقط .. مما يعني أن الأوضاع قد لا تتحسّن في هذا الجانب في النصف الثاني من المنافسة والذي يعرف ضغطا أكبر مع ظهور الحسابات حول النقاط من أجل ضمان البقاء أو اللعب على اللقب.
وآخر الوافدين على الأندية في الأسبوع الماضي هو المدرب عبد الحق بن شيخة الذي سيدّرب وفاق سطيف في الـ6 أشهر القادمة لخلافة ماضوي الذي التحق بالنجم الساحلي التونسي .. من جهته المدرب المغربي الطاوسي سيدرب شباب بلوزداد بعد ذهاب المدرب تودوروف.
ويمكن القول من جهة أخرى، إنه بالرغم من النتائج المحتشمة والضعيفة للمنتخب الوطني لكرة القدم، إلا أن بروز اللاعب يوسف عطال كان بمثابة المفاجأة السارة بالنسبة لكل المتتبعين .. فبعد سنوات طويلة من البحث عن مدافع في الرواق الأيمن للتشكيلة الوطنية ظهر لاعب نادي بارادو (سابقا) والذي تحوّل إلى نادي كورتري البلجيكي، بامكانيات كبيرة وسيكون له مستقبل كبير حسب أغلب المتتبعين.
المجمع البترولي في الواجهة...
وفي الرياضات الجماعية كانت المنافسة شديدة طوال الموسم في كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة من أجل الوصول إلى الألقاب وترقية مستوى الأداء. ففي كرة اليد يواصل فريق المجمع البترولي فرض سيطرته على المنافسة الوطنية بكسبه الثنائية بفضل التعداد الثري الذي يزخر به بقيادة المدرب رضا زقيلي، حيث ورغم المنافسة الشديدة، إلا أن المجمع البترولي عرف كيف يضمن الثنائية .. لكنه بالمقابل فوجئ بعزيمة وإصرار نادي شبيبة برج بوعريريج في نهائي الكأس الممتازة، حيث توّج أشبال المدرب سفيان حيواني باللقب الأول للفريق البرايجي.
وفي نفس الؤطار، فإنه تمّ تعيين المدرب حيواني على رأس المنتخب الوطني لكرة اليد الذي يحضر للمشاركة في البطولة الإفريقية المقررة بالغابون في جانفي القادم، ويضم الطاقم الفني أيضا اللاعب الدولي السابق محمد الصغير، حيث يسعى «الخضر» إلى العودة الى الواجهة وافتكاك ورقة الترشح الى المونديال.
كما أن المنافسة الوطنية في كرة السلة عرفت سيطرة المجمع البترولي أيضا والذي يؤكد من موسم لآخر قدراته الكبيرة، حيث جمع الثنائية عندما فاز في نهائي كأس الجزائر على اتحاد سطيف وكسب لقب البطولة بعد فوزه في النهائي على نصر حسين داي.
في حين أن الثنائية في الكرة الطائرة عادت لأهلي برج بوعريريج الذي يؤكد أنه مدرسة حقيقية في هذه الرياضة الجماعية، فبعد تألقه في البطولة تمكن من التتويج بكأس الجزائر على حساب شباب الميلية.
التوأم بقة يصنع الحدث ...
وفي المحطات الدولية عرفت الرياضة الجزائرية تألق عناصر المنتخب الوطني لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في مونديال لندن، حيث احتلت الجزائر المركز السابع في الترتيب العام بعد نتائج باهرة، كون الحصاد وصل الى 19 ميدالية منها 9 ذهبية، 4 فضية و6 برونزية.. وكانت الأنظار مصوبة نحو التوأم بقة (عبد اللطيف وفؤاد) الذي أهدى للجزائر أربع ميداليات (ذهبيتان وفضيتان) وأسماء أخرى صنعت الحدث في هذا المحفل الدولي على غرار الهواري بهلاز، نسيمة صايفي، كمال قرجنة، مونية قاسمي، اسمهان بوجعدار.
وقد أكدت رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة مكانتها المرموقة في الرياضة الجزائرية، حيث إن المنتخب الوطني لكرة السلة على الكراسي تألق في البطولة الإفريقية التي جرت بدوربان (جنوب إفريقيا) حيث توّج منتخبنا للإناث باللقب القاري وضمن مشاركته في بطولة العالم المقررة بألمانيا في صيف 2018، فيما نشط المنتخب الوطني للرجال المباراة النهائية وأنهى المنافسة كوصيف للبطل. كما أن رياضة الريغبي تسير في الرواق المناسب من أجل الوصول إلى نتائج معتبرة في المستقبل، حيث تمكّن المنتخب الوطني من تحقيق اللقب القاري عقب الفوز في النهائي الذي جمعه بنظيره الزامبي والذي سمح له بالصعود إلى المستوى الثاني. في انتظار انجازات أخرى حسب المسؤولين على الاتحادية. وآخر منافسة شارك فيها المنتخب الوطني للريغبي خلال عام 2017، كانت بمدينة وجدة المغربية في الدورة الثلاثية والتي عرفت احتلال الجزائر للمركز الثاني بعد فوز وانهزام واحد.