الأمور مرشحة للتفاقم في 2018 بسبب الأجور المرتفعة

تزايد احتجاجات اللاعبين بسبب الأزمة المالية التي ضربت أندية الرابطة الأولى

عمار حميسي

  عرفت السنة الماضية معاناة اندية الرابطة المحترفة الأولى موبيليس من ضائقة مالية كبيرة اثرت بشكل كبير على نتائجها، خاصة بعد المشاكل العديدة التي طفت على السطح بسبب غياب الأموال والتي كانت اغلبها عبارة عن احتجاجات قام بها اللاعبون من اجل المطالبة بأموالهم.
وكانت هناك العديد من الأمثلة التي اكدت ان هذه الاندية على شفا الافلاس بسبب غياب الموارد المالية بصفة منتظمة وان توفرت فإنها تنتهي بسرعة البرق وكانت هناك العديد من الحركات الاحتجاجية التي قادها اللاعبون الذين أبدوا تذمرهم من هذه الوضعية والامثلة عديدة في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، لم يجد لاعبو شباب بلوزداد من حل سوى تحرير رسالة موجهة للأنصار يحيطون إياهم علما بوضعيتهم المالية الصعبة في الوقت الذي كان الفريق يستعد لخوض مباراة الدور نصف النهائي لكأس الجزائر، وهي منافسة يعول عليها الجميع في بلوزداد لمعانقة السيدة الكأس مجددا بعد ثمانية مواسم عجاف علما بأن آخر لقب للبلوزداديين يعود إلى سنة 2009،
وحتى مدرب الشباب بادو زاكي اظهر انزعاجه من هذه الوضعية بسبب التأخر الحاصل في تسوية المستحقات المالية للاعبين، حيث هدّد الناخب الوطني السابق لأسود الأطلس قائلا: «لو تبقى هذه الوضعية على حالها  نخشى تضييع الهدف الأساسي للموسم والمتمثل في كأس الجزائر، حيث يصعب على اللاعبين التركيز».
ونفذ المدرب المغربي وعيدة، حيث رحل بدون رجعة رغم قيادته للفريق لتحقيق كأس الجمهورية على حساب وفاق سطيف. وتشمل هذه الوضعية أيضا الأغلبية الساحقة لأندية الرابطة الأولى سواء منها المعنية باللقب أو تلك التي تصارع من أجل ضمان البقاء. وعانى البطل المتوج وفاق سطيف بلقب الموسم «2016 -2017» الذي خسره الموسم ما قبل الفارط لصالح اتحاد الجزائر، حيث وجد صعوبات جمّة للإيفاء بالتزاماته المالية إزاء اللاعبين منذ عدة شهور والذين لا يفوتون أي فرصة لمطالبة رئيس النادي حسان حمار بمستحقاتهم. وكانت هذه الأزمة المالية قد عجلت برحيل المدرب عبد القادر عمراني في نهاية مرحلة الذهاب من الموسم الماضي، وكان بإمكان أن تتعقد وضعية الوفاق أكثر لوكان الفريق المتعود على المشاركة في المنافسات الإفريقية متأهلا هذا الموسم في كأس الكاف أو رابطة الأبطال بالنظر للمصاريف الباهظة المنجرة عنها.
وحتى مولودية الجزائر الذي أنهى البطولة في المركز الثاني والتي هي تابعة لشركة سوناطراك، فإن لاعبيها انتظلاوا كثيرا قبل الحصول على مستحقاتهم المالية العالقة.
نفس الوضع عاشه اتحاد بلعباس وأندية أخرى عديدة دفعت الثمن غاليا نتيجة نقص الموارد المالية على غرار مولودية بجاية وشباب باتنة اللذين غادرا الرابطة الأولى بينما لفت اتحاد الحراش الأنظار بحركاته الاحتجاجية المتكرّرة وإضراباته المتعددة للمطالبة بأموالهم.
  لا توجد أغلبية الفرق الأخرى في حال أفضل مثلما هو الشأن مع اتحاد الحراش الذي لا يكاد يمر أسبوع دون أن يصعد لاعبوه لهجتهم للمطالبة بمستحقاتهم المالية وإنما غالبا ما يلجأون إلى الإضراب عن التدريبات، لكن بدون فائدة.
كل ذلك يدل على أن الإجراءات التقشفية التي اتخذتها خلال الصائفة المنصرمة من خلال تقليص كتلة الأجور تظلّ غير كافية، لاسيما إذا علمنا أن ذلك الأمر يقابله دائما «سخاء كبير في سلم المنح  الخاصة بالمباريات الأسبوعية بشكل يثقل كاهل الأندية التي تعاني بدورها من شحّ الموارد المالية».
وحول هذه النقطة كان رئيس رابطة كرة القدم المحترفة محفوظ قرباج قد انتقد بشدة مسيري الفرق الجزائرية التي لم يتخلى - حسبه - عن عاداتهم السيئة في هذا الإطار ليساهموا بذلك بأنفسهم في تعقيد وضعية خزائنهم.
وجّه قرباج في عدة مناسبات نداءات لمسيري الفرق قصد توخي العقلانية في التسيير المالي لأنديتهم لكن كل تلك النداءات لم تجد آذانا صاغية بدليل ما تعانيه تلك الأندية من مشاكل.
في رأي الملاحظين يكمن طوق النجاة من هذه الأزمة في فتح رأسمال الشركات الرياضية ذات الأسهم التي تسير الأندية المحترفة ولو أن ذلك أصبح معقدا بل يرى فيه البعض ضربا من الخيال بالنظر إلى العراقيل التي يضعها العديد من المساهمين في وجه المستثمرين على قلتهم إذ أن رجال الأعمال الذين يغامرون بالاستثمار في كرة القدم الجزائرية يعدون على اليد الواحدة، بالنظر إلى عدم جدوى الاستثمار في هذا الميدان رغم مساعي بعض الموالين لهذه الأندية بإقناعهم على دخول رأسمال الأندية التابعة لولاياتهم.
يتزامن تقاعس المستثمرين عن ولوج رأسمال الأندية المحترفة في الجزائر مع  تراجع كبير في العقود التمويلية التي تستفيد منها الأندية، باعتبار أن معظم تلك الشركات الممولة تبحث في حدّ ذاتها عن توازنها المالي الذي افتقدته في ظلّ الأزمة الاقتصادية وهو ما زاد في تعميق جراح الفرق الجزائرية المقبلة على فترات غير مأمونة العواقب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024