كانت 2017 سنة الخيبة بامتياز بالنسبة للفرق الجزائرية المشاركة في المنافسات الإفريقية، بعدما عجز إتحاد العاصمة الذي وضع مسؤولوه التتويج بكأس رابطة الأبطال الإفريقية في مقدمة أولويات أهداف الفريق، ولم يتمكنوا من تخطي عقبة الدور النصف النهائي، فيما ودع فريق مولودية الجزائر الدور ربع النهائي في تونس أمام النادي الإفريقي، وفشلت شبيبة القبائل في دخول دور المجموعات عن كأس الكاف في الدور ثمن النهائي مكرر، في حين أقصيت شبيبة الساورة من الدور الأول في أول مشاركة إفريقية.
بعد بروز الفرق الجزائرية المشاركة في المنافسات القارية في الثلاث سنوات الأخيرة، بتتويج فريق وفاق سطيف بكأس رابطة الأبطال الإفريقية لسنة 2014 أمام فريق فيتا كلوب الكونغولي، فتح أبناء عين الفوارة الشهية للفرق الجزائرية وأعطتها أكثر ثقة، ليتبع الموسم الذي بعده فريق إتحاد العاصمة الذي بلغ نهائي منافسة رابطة الأبطال الإفريقية; لكن لم يتمكن من التتويج بلقبه القاري الأول في تاريخ الفريق أمام نادي تي. بي. مازامبي الكونغولي، ليبلغ فريق مولودية بجاية الدور النهائي في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لموسم 2016 وانهزم أمام نفس الفريق في مشاركته الأولى في المنافسات القارية التي ستبقى تاريخية بامتياز، ليعود الممثلون الجزائريون في المحافل القارية هذا الموسم إلى النقطة الصفر، بعدما عجزت الفرق الأربعة في بلوغ الدور النهائي.
إتحاد العاصمة الذي كسب الكثير من الخبرة القارية بالجيل الحالي الذي يتقدمه الحارس الدولي المخضرم «محمد لمين زماموش» وكما كان منتظرا، مرّ على الأدوار التصفاوية بسهولة، وفي الوقت الذي كان يمر فيه بفترة فراغ رهيبة من حيث النتائج محليا، تمكن من دخول دور المجموعات بقوة وحصد الكثير من النقاط في مجموعة وصفت بالصعبة بممثلين عربيين يتقدمهم الزمالك المصري والأهلي الليبي، بالإضافة إلى فريق كابس يونايتيد الزيمبابوي، لينهي دور المجموعات في صدارة الترتيب ويتأهل إلى الدور ربع النهائي الذي لعبه أمام نادي فيروفيارو الموزمبيقي، بعدما تعادل الإتحاد ذهابا وإيابا واستفادوا من تعادل الذهاب، ورغم تأهل الفريق إلى أن الأداء المقدم من قبل اللاعبين أدى إلى موجة غضب عارمة وسط أنصار الإتحاد الذين لم يتقبلوا مشاهدة فريقهم بذلك الوجه، الذي أرجعه مدرب الإتحاد السابق البلجيكي «بول بوت» إلى تذبذب التحضيرات في تركيا التي افتقد فيها الفريق إلى سبعة عناصر كاملة كانت رفقة المنتخب المحلي تحضر لمواجهتي ليبيا المؤهلة لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، لينشط أبناء سوسطارة الدور النصف نهائي ضد فريق الوداد البيضاوي المغربي الذي فرض التعادل السلبي في مباراة الذهاب بملعب 5 جويلية الأولمبي، قبل أن يقصي المغاربة الإتحاد في مباراة العودة بنتيجة ثقيلة بثلاثة أهداف لهدف وحيد وينالوا اللقب الذي يبقى أنصار الإتحاد يحلمون به.
ممثل الجزائر الثاني في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية كان شبيبة الساورة الذي أبهر كل المتتبعين موسم (2015- 2016) وأنهى البطولة في مركز الوصافة وراء إتحاد العاصمة ما جعله يشارك لأول مرة في تاريخه في المنافسة الغالية، مشاركة تبقى تاريخية لأبناء الساورة الذين عجزوا عن تخطي عقبة الدور التمهيدي لما واجهوا المدرسة النيجيرية ممثلة في نادي إينوغو رينجيرس التي فرضت التعادل الإيجابي بهدف لمثله على رفقاء «بورديم» الذي سجل هدفا رائعا في مباراة الذهاب، ليقصى أشبال المدرب السابق للشبيبة «كريم خوذة» في مباراة العودة بفارق الأهداف، بعدما تمكنوا من فرض التعادل السلبي الذي لم يكن كافيا لعبور أبناء الجنوب الكبير للدور المقبل.
في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وبعد مسيرة أكثر من رائعة في الأدوار التمهيدية وخلال دور المجموعات الذي سارت فيه تشكيلة العميد بطريقة جيدة وتمكنت من إحياء بصيص الأمل للأنصار في التتويج بلقب إفريقي جديد، بعدما ظهر رفقاء القائد «عبد الرحمن حشود» بوجه أكثر من رائع ضد جميع المنافسين، بقيادة المدرب القدير «كمال مواسة» الذي أعاد الروح للفريق منذ قيادته العارضة الفنية للفريق التي كانت تتخبط رفقة المدرب السابق «جمال مناد» في بداية الموسم من أزمة نتائج، وسار بها «مواسة» إلى التأهل إلى الدور ربع النهائي، ليأتي قرار الشركة المالكة لغالبية أسهم الفريق مؤسسة «سونطراك» بإقالة رئيس الفريق «عمر غريب» وتنصيب «كمال قاسي السعيد» مديرا رياضيا للمولودية في وقت متأخر، تنصيب جعله يقدم مباشرة على إقالة المدرب «كمال مواسة» من منصبه، وجعل الانتدابات تأتي متأخرة هي الأخرى رفقة التربص الذي كان متذبذبا وعرف العديد من النقائص ليزيد تنصيب المدرب الفرنسي «برنارد كازوني»، بعد بداية تربص فرنسا، الطين بلة مع جعل التربص التحضيري يكون فاشلا وهو ما أدى بالفريق إلى تحقيق انطلاقة سيئة في البطولة التي أفقدته الكثير من النقاط والثقة للاعبين، الذين فشلوا في تحقيق حلم الأنصار بالتتويج باللقب القاري الثاني في خزائن الفريق، فشل يعود بالدرجة الأولى إلى زعزعة الاستقرار الإداري والفني الذي كان متواجدا في الفريق.
الفريق الثاني في المنافسة، شبيبة القبائل الذي نجح رفقة مدربيه السابقين «مراد رحموني « و»فوزي موسوني» من التأهل في الأدوار التمهيدية والفوز بالدور ثمن النهائي من المنافسة، رغم أنه كان يتخبط في مشاكل كبيرة من الناحية المادية والإدارية، وكان يعاني أزمة نتائج حادة في البطولة، بدليل أنه لا أحد كان يظن بأن الكناري كان ليضمن البقاء في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بسبب سوء النتائج في البطولة، التي لم تؤثر على مردود الفريق في المنافسة الإفريقية، كونه كان يلعب دون هدف ودون ضغط، إلى أن قابل فريق تي. بي. مازامبي الإفريقي في الدور ثمن النهائي مكرر لتتغلب الواقعية على الإرادة ويفوز الكونغوليون في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين، قبل أن يفرضوا التعادل في مباراة العودة ويتأهلون إلى دور المجموعات على حساب الشبيبة التي عجزت في إعادة كتابة مجدها الإفريقي الضائع.