تطرّق المشاركون في ندوة «الفاف» حول تجديد كرة القدم الجزائرية الى عدة نقاط تصبّ في منحى قد يعطي حلولا تنظيمية التي ترتسم على المستوى العام لهذه الرياضة في السنوات القليلة القادمة.
واتفق كل الحضور تقريبا أن الكرة في بلادنا «مريضة» وتمرّ بفترة صعبة بعد تدني مستوى الممارسة، وكذا الصعوبات التنظيمية الكبيرة التي تعرفها الأندية بصفة خاصة .. حتى أن رئيس الاتحادية أعلنها صراحة: «أننا فشلنا في الاحتراف وعلينا تغيير العديد من الأشياء التنظيمية التي تسمح لنا بإعادة الأمور الى نصابها» .. وبالرغم من أن الأضواء سلطت بشكل مركز على الاحتراف، إلا أن التنظيم العام للكرة الجزائرية قد تمّ «تشريحه» بشكل مفصل وتمّ تشخيص كل النقائص التي أدت إلى هذا «التدهور» الكبير للممارسة على مستويات عديدة.
الطريق سيكون طويلا وشاقا
ومن خلال التوصيات التي خرج بها المشاركون في الورشات المختلفة يظهر جليا أن الطريق ستكون شاقة للعودة إلى الواجهة، خاصة وأن المدير التقني الوطني رابح سعدان أشار قائلا: «نضع كل التدابير حاليا ونسعى إلى التنسيق بين كل المعنيين وتسطير أهداف متعددة والتي لا تأتي بالثمار الا بعد 4 أو 5 سنوات على الأقل».
والتوصيات إلى تمّ اعتمادها تظهر أنها عملية كونها درست من طرف مختصين ومتابعين بشكل مركز للشأن الكروي الجزائري، ومن بين هذه التوصيات ما سيكون تحت عنوان «المستعجل» الذي يتطلب اتخاذ اجراءات تنظيمية في وقت قصير وهذا الشقّ متعلق مباشرة بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي تعهد رئيسها أنه سيدرسها في المكتب الفيدرالي القادم .. الى جانب توصيات يتم تقديمها للسلطات العمومية لاتخاذ إجراءات وإحداث الإقلاع الذي يتمناه الجميع بالنسبة للرياة الشعبية رقم واحد في بلادنا.
اجتماعات تنسيقية من أجل إعداد «مشروع لعب»
وأخذ ملف التكوين حيزا كبيرا ضمن اهتمامات كل المعنيين بهذا اللقاء، كون «الضعف» بارز بقوة في هذا المجال، حيث أن مستوى أداء الأندية يعد نتيجة مباشرة لـ»منتوج» كل المعنيين بالتكوين في كرة القدم، حتى أن أنديتنا عجزت لفترات طويلة من تموين المنتخب الوطني بلاعبين دوليين من مستوى مقبول.
ولعلّ القرارات المتخذة على مستوى الفاف بتعيين مديرية فنية وطنية قوية قد تعطي وجها مغايرا لملف التكوين، خاصة وأن الاجتماعات التنسيقية مع المدراء التقنيين الجهوين ورؤساء الرابطات الجهوية قد بدأت منذ يوم أول أمس الخميس لإعداد إستراتيجية تصبّ في منحى «مشروع اللعب» من خلال اكتشاف المواهب ومتبعتها بشكل «علمي» والذي يفتح لها أفاقا واسعة في المستقبل.
ومن ضمن المقترحات التي لاقت إشادة يمكننا ذكر على سبيل المثال، إعادة مسابقة أحسن لاعب شاب، والتي كانت تجربة ناجحة في الماضي من خلال تشجيع اللاعبين الشبان على إظهار مهاراتهم من جهة، وكانت هذه المسابقة قد أعطت الفرصة لبعض اللاعبين الذين أصبحوا نجوما بعد سنوات فقط .. كما أن العمل بالتنسيق مع اتحاديتي الرياضة المدرسية والجامعية قد يعطي أرضية صلبة لاختيار الأندية للاعبين الشبان.
كما أن المشاكل التنظيمية للأندية تعدّ من ضمن النقاط التي ستركز عليها الاجراءات التي قد تتخذ لاحقا، لاسيما وأن العديد منها يعاني من صعوبات مالية كبيرة أثرت على السير الحسن لكل الأصناف .. مما جعل اقتراح مراجعة دفتر الأعباء يلقى ترحيبا كبيرا لدى المشاركين.
تسعى «الفاف» إلى الحصول على أكبر عدد من المقترحات حتى بعد انعقاد هذه الندوة من خلال اعلانها عبر موقعها الرسمي أنها مستعدة لتلقي مقترحات أخرى إلى غاية الـ 20 من شهر ديسمبر الحالي .. ربما لمعنيين بالشأن الكروي لم تسمح لهم الظروف للمشاركة في الورشات المختلفة بإعطاء بعض الأفكار التي ستكون قيّمة خدمة للكرة الجزائرية التي أكد بشأنها رئيس الفاف: «أن هذه الاستراتيجية تحتاج لعمل الجميع من أجل الوصول الى الأهداف المسطرة».
وللإشارة، فإن كل المعنيين والجمهور الرياضي ينتظرون أن تتجسد كل هذه الاقتراحات على أرضية الميدان للعودة إلى الواجهة من حيث مستوى الأداء أو النتائج على المستوى الدولي.