نادي بارادو يصنع الاستثناء بفضل الإستقرار
تجد الفرق الصّاعدة إلى قسم النّخبة بعض الصّعوبات للتأقلم مع مستوى الرابطة المحترفة الأولى، لا سيما في مرحلة الذهاب، التي تكون في غالب الأحيان لها تأثير مباشر على النّتائج.
ويظهر جليّا من خلال جدول التّرتيب أنّ الصّاعدين الجديدين اتحاد البليدة واتحاد بسكرة لم يسيرا بالنّسق الذي تتطلّبه المنافسة في القسم الأول، ومن جهة أخرى تمكّن نادي بارادو من السير في رواق مناسب نوعا ما سمح له كسب نقاط عديدة جعلته في مأمن من الضغط الذي يعيشه كل من إ - بسكرة وإ - البليدة.
فلماذا يا ترى..؟ يمكن القول أنّ النّجاح في كسب رهان التأقلم مع المستوى الأول يبدأ من التحضيرات التي تسبق الموسم الجديد، ففي حالة توفير كل الشّروط الضّرورية لذلك، فإنّ نسبة كبيرة من المشاكل سوف لن تظهر وتؤثر بشكل سلبي على مسار الفريق.
وفي غالب الأحيان تكون الفرق التي حققت الصعود في وضعية «غير مستقرة» من حيث اختيارات التشكيلة التي يمكن الاعتماد عليها، ومرحلة الاختيارات الضرورية، والمتمثلة في أن يتم تجديد الثقة في المدرب والعديد من اللاعبين الذين حققوا الصعود أو إجراء عملية كبرى من الانتدابات، وهو الأمر الذي يضع الفريق في وضعية يضيع بعض الوقت من حيث الانطلاق في التحضير الجدي.
تضييع الوقت يعني تضييع النّقاط
فقد رأينا أنّ اتحاد البليدة غيّر العديد من مدربيه في فترة قصيرة من خلال مجيء زميتي، بوجعران، زان قبل قدوم مصطفى سبع..هذا الأخير الذي وجد الوصفة التي تسمح للفريق اللعب بشكل أفضل..لكن تضييع الكثير من النقاط في بداية الموسم أثّر على ترتيب الفريق ومعنويات اللاعبين الذين بالرغم من امكانياتهم الكبيرة، إلاّ أنّهم كثيرا ما يضيعون الفرص كونهم يلعبون تحت ضغط تحقيق البقاء.
في حين أنّ اتحاد بسكرة الذي عاد الى حظيرة الكبار لم ينطلق بشكل موفق ، رغم الطموحات الكبيرة لمسيريه و أنصاره الذين كانوا يعوّلون كثيرا على خبرة المدرب بلعطوي الذي أراد إعطاء «النقلة النوعية» المنتظرة..لكنه لم يتمكن من الوصول الى الهدف بسبب قلة خبرة اللاعبين الذين يحتاجون الى وقت للتأقلم وتحقيق الانسجام فيما بينهم.
«الميركاتو الشّتوي» لتحسين الوضعية...؟
وحسب الكثير من الملاحظين، فإن اتحاد بسكرة تحسن كثيرا مع مرور الوقت بفضل التركيز المحكم للاعبين والطاقم الفني..لكن الأمور تبدو صعبة بالنظر لترتيب الفريق الذي ضيع هدافه في الموسم الماضي جعبوط الذي التحق بشبيبة القبائل.
وبدون شك، ينتظر كل من اتحاد بسكرة واتحاد البليدة بشغف كبير
«الميركاتو الشتوي»، الذي سينطلق قريبا لمحاولة تدعيم الفريق بلاعبين بإمكانهم إعطاء الاضافة ومحاولة الخروج من المنطقة الحمراء التي يتواجد فيها كلا الفريقين اللذان صعدا هذا الموسم الى حظيرة الكبار.
أما الصاعد الثالث نادي بارادو، فإنه لم يعرف نفس تجربة الفريقين المذكورين أنفا كون وضعيته تختلف تماما في هذا المجال، فبالرغم من اعتراف مدربه الاسباني خوزي نوقاز بقلة الخبرة لدى لاعبيه في المستوى الأول من خلال تضييع بعض النقاط، إلا أن الحصيلة لحد الآن موفقة ويتواجد الفريق في وسط الترتيب.
العمل على المدى البعيد..الحل الأمثل
فقد تمكّن نادي بارادو من تقديم مستويات كبيرة في بعض المقابلات كون التشكيلة لم يطرأ عليها تغييرات مقارنة بالموسم الماضي، وبالتالي فإنّ الطاقم الفني الذي يعمل مع الفريق منذ عدة سنوات استفاد كثيرا من «عامل الوقت» مقارنة بكل من اتحاد بسكرة واتحاد البليدة.
فالسياسة المنتهجة من طرف نادي بارادو بالاعتماد على التكوين والعمل على المدى البعيد تظهر ثمارها في كل مرة، من خلال ظهور لاعبين يتمتعون بتكوين موفق ووصل البعض منهم الى الفريق الوطني الأول،
وتكوين تشكيلة متماسكة لم تتأثر بتغيير المستوى بعد صعودها الى الرابطة المحترفة الأولى.
ممّا يعني أنّ الاعتماد على التكوين يمنح العديد من الامتيازات للفرق حتى لا تتأثر لجولات عديدة من التغييرات في التشكيلة والطاقم الفني، التي تحدث عدم التوازن لدى الفريق تجعله يضيع العديد من النقاط في بداية المشوار، ويصبح يجري وراء تحسين «الأمور» من كل النواحي،
وهو أمر متعب كثيرا لدى المسيّرين وكذا اللاّعبين.
فمن الأجدر تسطير مخطط طويل المدى بالنسبة للفرق التي تريد التأقلم «بسرعة» مع قسم النخبة بعد صعودها بتجنب التغييرات التي تؤثر على توازن الفريق، والذي يعرف بعدم «معرفة طريقة تسيير النجاح».