شهّدت قائمة المنتخب الوطني التي حدّدها المدرب رابح ماجر تحسبا لمقابلتي نيجيريا وافريقيا الوسطى، تغييرات عديدة .. بالرغم من أن الناخب الوطني حافظ على نسبة كبيرة من التعداد الذي لعب معظم مقابلات «الخضر» في السنوات الأخيرة، حيث إن الإضافة تكمن في وجود عدد من اللاعبين المحليين الذين بإمكانهم التموقع بشكل تدريجي في رواق مناسب في اختيارات الطاقم الفني خلال المقابلات القادمة.
كان الجمهور الرياضي الجزائري ينتظر بشغف كبير رؤية القائمة الأولى لرابح ماجر، بعد النقاط التي تناولها في الندوة الصحفية التي نشطها في الأيام الماضية حيث سار المعني في الخط الذي رسمه منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الوطني .. والمتمثل في إعطاء الفرصة للاعبي البطولة الوطنية، واستدعاء اللاعبين الجزائريين الأحسن في الوقت الحالي أينما كانوا.
عودة شاوشي .. وغياب مبولحي
والشيء الذي أكد ذلك هو عدم استدعاء الحارس مبولحي الذي يتواجد ضمن التشكيلة باستمرار منذ 2010، حتى عندما كان بدون نادي، كون خرجاته مع الفريق الوطني كانت مقنعة في كل مرة.. لكن بدا واضحا أن مستوى مبولحي تضاءل نوعا ما، خاصة وأنه أصبح الاختيار الثالث في نادي ران الفرنسي من جهة، ومن جهة أخرى ظهور حراس قادرين على تقديم الكثير أمثال حارس شباب بلوزداد صالحي الذي يعد بالكثير .. كما أن إعادة استدعاء شاوشي قد يكون الحل الأمثل في مجال الخبرة التي يتطلبها هذا المنصب، خاصة وأن حارس مولودية الجزائر أثبت حنكته في تحفيز زملائه في المنافسة القارية، واختير الأربعاء الماضي من طرف الكونفدرالية الافريقية ضمن اللاعبين الذين يتنافسون على جائزة أحسن لاعب افريقي ينشط في القارة السمراء، بالنظر لدوره الكبير في مشوار العميد في كأس «الكاف».
وصنع استدعاء شاوشي «الحدث» كونه غاب منذ مدة عن صفوف «الخضر» حيث أن أغلب المتتبعين لم ينتظروا عودته ولو أنه يبقى من ضمن أحسن الحراس في الجزائر ولعب عدد كبير من المقابلات مع العميد في السنوات الأخيرة.
التركيز على لاعبي المنتخب الأولمبي
وشاءت الصدف أن يزداد عدد اللاعبين الذين ينشطون في الرابطة المحترفة الأولى بعد إصابة كل من عطال وغولام، حيث أن الأول أصيب مع ناديه كورتري البلجيكي، والثاني مع نادي نابولي في رابطة الأبطال الأوروبية.. وحسب مصادر مقربة من النادي الإيطالي، فإن غولام سيغيب لمدة قد تصل إلى 6 أشهر كاملة.
وتمّ استدعاء كل نساخ من وفاق سطيف واسلام عروس من نادي بارادو لتعويض اللاعبين المصابين .. ومن الممكن جدا أن يأخذ نساخ مكان غولام بالنظر للياقة الجيدة التي يتواجد فيها اللاعب الذي توّج مع ناديه بكأس الجزائر الممتازة.
ويبدو أن استراتيجية الطاقم الفني تتحدّد بانطلاقة جديدة بالاعتماد على لاعبين يتمّ بهم تشكيل تعداد متوازن يمكنه تطبيق الخطة التي سيتم رسمها تدريجيا، خاصة وأن ماجر أعاد الثلاثي محرز، سليماني، بن طالب الذين غابوا عن التربص الماضي حيث أن دورهم سيكون كبيرا في تأطير اللاعبين الشبان خلال مقابلات الفريق الوطني كون الخط الهجومي يحتاج لخدمات اللاعبين محرز وسليماني .. ويكون بن طالب قد استرجع امكانياته لشغل منصب في وسط الميدان، خاصة بتواجد لاعبين مميّزين في هذه المنطقة على غرار بن غيث وبراهيمي.
جابو في أحسن أحواله ...
وعودة جابو استحسنها جميع عشاق اللعب الجميل .. وتعدّ منطقية إلى أبعد درجة كون «ابن مدينة عين الفوارة» أثبت وجوده ويعدّ «الدينامو» الحقيقي في الخرجات الموفقة لوفاق سطيف.. واستفاد كثيرا من مسيرته الطويلة في الميدان على المستوى المحلي والقاري .. والكل يتذكر المستوى الذي ظهر به في مونديال البرازيل.
وقد يكون جابو من ضمن الحلول التي يجربها الطاقم الفني بداية من مباراة نيجيريا لصنع اللعب، والاستفادة من الوضعية الرياضية والمعنوية لجابو في الوقت الحالي.
كما أن استدعاء عدد هائل من اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية سيعطي لماجر حلولا بصفة مستمرة من خلال برمجته لتربصات شهرية مع هؤلاء اللاعبين، مع المتابعة المستمرة للاعبين آخرين .. الأمر الذي يدخل منافسة كبيرة في صفوف «الخضر» وبالتالي رفع مستوى الأداء بـ «ديناميكية» مستمرة التي تفيد كثيرا المنتخب الوطني في أهدافه المستقبلية، وفي مقدمتها كأس افريقيا 2019.
غزال، بن زية، فارس، فغولي بلفوضيل .. خارج التعداد
وبالمقابل، فإن عدد معتبر من اللاعبين الذين شاركوا في تربصات الفريق الوطني في الماضي القريب غابوا في هذه القائمة، أمثال غزال، بن زية، فارس، فغولي، تايدار، بلفوضيل، دهام.. وبدون شك سيقدم رابح ماجر التفاصيل حول اختياراته بالنسبة للاعبين الذين لم يتم استدعاءهم وكذا العناصر الجديدة التي دخلت القائمة خلال الندوة الصحفية التي سينشطها في هذا الأسبوع قبل انطلاق تربص المنتخب الوطني.
وبالنسبة لمباراة الجزائر ـ نيجيريا المقررة يوم 10 نوفمبر يرى أغلب المتتبعين أن الطاقم الفني لن يقوم بتغييرات جذرية على التشكيلة، حيث إن الجانب التنظيمي فوق الميدان هو العنصر الذي سوف يتمّ التركيز عليه من خلال «تحصين» وسط الدفاع الذي يبقى من ضمن «الورشات» الكبيرة لماجر، ايغيل ومناد.
ومن الممكن جدا أن يتم اختيار شاوشي في حراسة المرمى بالنظر لتجربته الكبيرة حيث إن ذلك سيعي ثقة للمدافعين الذين قد يتشكلون من فرحات على الجهة اليمنى ونساخ على اليسار .. بينما وسط الدفاع سيعرف حضور ماندي، بن سبعيني.
مواصلة مجاني مشواره مع «الخضر»
في حين أن مجاني سيلعب في الوسط بمهمة تغطية وسط الدفاع في مهمة شغلها من قبل بنجاح كبير .. ومن المحتمل جدا أن يواصل مجاني مسيرته مع «الخضر» بالرغم من اعلانه قبل ذلك اعتزاله اللعب دوليا حسب آخر الأصداء المتداولة .. وخط الوسط يعرف كذلك تواجد كل من بن طالب، بن غيث وبراهيمي .. هذا الأخير الذي سيلعب دور صانع الألعاب لتقديم الكرات لثنائي الهجوم الذي سيتشكل من ثنائي نادي ليستر الانجليزي سليماني ومحرز.
وينتظر أن تكون التغييرات بشكل كبير في مباراة افريقيا الوسطى أين يسعى الطاقم الفني إلى تجريب عدد معتبر من اللاعبين للوقوف على مردودهم بشكل أوضح.