عمار عمور لـ «الشعب»:

«الإخفاقات سببها غياب الاستقرار وعدم التنسيق بين الإدارة والمدرب»

حاورته: نبيلة بوقرين

أرجع اللاعب الدولي السابق عمار عمور سبب إخفاق الكرة الجزائرية على الصعيد الأفريقي في الفترة الأخيرة إلى غياب الاستقرار الذي يعد عاملا مهما للوصول إلى نتائج إيجابية ورفع المستوى.

«الشعب»: كيف تعلق على إخفاق الأندية الجزائرية في المنافسات الأفريقية؟
عمار عمور: إخفاق كل من مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة على الصعيد الأفريقي له أسباب خاصة بكل فريق الأول قدم مستوى رائع في الموسم الماضي بقيادة المدرب مواسة، ما جعله يحقّق نتائج رائعة محليا وقاريا، إلا أن التغيير الذي قامت به الإدارة على مستوى الطاقم الفني عندما على مدرب لا يعرف الكرة الجزائرية والفريق في مرحلة الانتقالات الصيفية كان له تأثير سلبي، أما الثاني أعتقد أن المدرب لم يكن في مستوى الإمكانيات الموجودة في الاتحاد لأن لمسته لم تكن حاضرة، خاصة أن الهدف الذي جاء من أجله التتويج بكأس أفريقيا ما يعني أنه غير كفء.  
 هل تقصد أن غياب عامل الاستقرار هو السبب في هذا الإخفاق؟
 أكيد لأن الاستقرار عامل مهم وأساسي للحفاظ على مستوى الأندية ولهذا سجلنا تراجعا كبيرا لدى المولودية التي كانت تسير في طريق جيد وكان بإمكان النادي الوصول على الأقل لنصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، إلا أنه وبعد رحيل مواسة ومجيء مدرب على يعرف عقلية اللاعبين وطريقة اللعب المحلي وحتى الأفريقي أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، ما أثر بشكل سلبي على النتائج بدليل الخروج من المنافسة الأفريقية وبداية صعبة وغير موفقة في البطولة المحلية ولهذا سننتظر إلى غاية مرحلة العودة من أجل الحكم على الأداء، أي حتى يتمكّن الطاقم الجديد من التعرف على التشكيلة وبدأ في العودة مؤخرا فقط عندما فاز على شبيبة  وماذا عن وضعية اتحاد العاصمة؟
 الاتحاد لديه الإمكانيات التي تسمح له بتحقيق نتائج أفضل بكثير، إلا أن الإدارة عينت مدرب غير كفء ولم يكن في المستوى مثلما سبق لي القول، بحيث أنه لم يقدم لمسته في الفريق إلى حدّ الآن رغم أنه جاء من أجل نيل لقب قاري وفي هذا الموسم الفريق بدايته كانت صعبة لأنه لم يحقّق نتائج إيجابية خاصة الخسارة أمام إتحاد بلعباس ولديه لقاءات متأخرة ما يعني أن الوضعية صعبة خاصة بعد إقصاءه من نصف نهائي رابطة الأبطال التي كان يراهن عليها، إلا أن مشواره توقّف بسبب تراجع المستوى رغم الخبرة الموجودة لدى اللاعبين لتسيير مثل هذه المواجهات ،إلا أن غياب التركيز وعدم التحضير البسيكولوجي أثر على الأداء وهذا يعني أن الرجل الأول على رأس المجموعة لم يقم بالتحضيرات اللازمة في هذا الجانب المهم.  
 نفهم من كلامك أن المدرب يتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية، أليس كذلك؟
 بالطبع يحمل الجزاء الأكبر من المسؤولية لأن مدرب الاتحاد كان مطالب بتحضير لاعبيه من كل النواحي خاصة الجانب البسيكولوجي الذي يلعب دور كبير في تحقيق نتائج إيجابية، لأنه يجعل اللاعب يحافظ على تركيزه فوق الميدان، إضافة إلى بعض العناصر التي لم تكن في المستوى، وبالتالي فإن المنظومة في النادي بعيدة عن المستوى، نفس الأمر بالنسبة للمولودية التي غيّرت الطاقم الفني والمدرب الجديد يجب أن يأخذ وقت حتى يشرع في تحقيق نتائج، ما يعني أن الاستقرار والانتقاء الجيد من طرف الإدارة شرطان أساسيان للنجاح مثلما حدث مع مواسة الذي قام بعمل كبير في العميد ما جعلنا نلاحظ الثمار في نهاية الموسم الماضي.
 ما هي الحلول الممكنة لإعادة الكرة الجزائرية إلى الواجهة؟
 الحلول تكمن في ضرورة توفير عامل الاستقرار، التنسيق بين الإدارة والطاقم الفني من أجل العمل سويا حتى تكون هناك نتائج إيجابية، وهذا ما نفتقده في النوادي الجزائرية في السنوات الأخيرة بدليل أننا لاحظنا ظاهرة تغيير المدربين بشكل مستمر ولا توجد عقود على المدى البعيد لـ 4 أو 5 سنوات حتى يتمكّن من العمل لأننا لا نستطيع أن نحكم على مدرب خلال شهرين أو أقل، لأنه دائما يعود إلى النقطة الصفر أو أقل من ذلك ولا توجد تكملة للعمل الذي كان من قبل بسبب اختلاف طريقة الخطاب، اللعب، التدريب ما يعني أنه من المستحيل أن نشاهد مستوى كبير منذ البداية وعلينا أن نمنح الطاقم وقت حتى يتمركز في منصبه وهذه الذهنية هي التي تؤثر دائما بشكل سلبي.
 ماذا عن المواجهات المتأخرة بالنسبة للاتحاد؟
 في كل مرة يتحدّث المسيرين عن وجود تغيير للأحسن من أجل تفادي المباريات المتأخرة، إلا أننا سجلنا أنه لم يكن هناك أي تحسن في هذا الجانب وتبقى دائما نفس العقلية المعتادة والتي تعرف ظاهرة تغيير المدربين، عدم الاحتفاظ بالتشكيلة الأساسية وانتداب عناصر أخرى في فترة التحويلات، كل هذه الأمور تتحمل مسؤوليتها الإدارة لأنها لا تنسق مع الطاقم الفني ما يجعل الأمور تسير إلى المنحى السلبي وغياب الاستقرار من ناحية النتائج المحصل عليها في الأندية وانعكس عليها في المنافسات الأفريقية.
ما هو دور الإدارة بما أنك تحدثت عنه؟
 الإدارة هي الأساس وهي مطالبة بالعمل على توفير الاستقرار من خلال العمل المشترك مع المدرب ومساعديه وتتفادى تغيير الطاقم الفني، حتى يتمكّن من المواصلة في العمل بنفس الذهنية، طريقة اللعب، والتدريب مثلما هو عليه الحال مع وفاق سطيف بقيادة حسان حمار الذي يتواجد في قيادة الإدارة منذ فترة طويلة، ما جعل الفريق يعرف حالة استقرار كبيرة منذ سنة 2013 ، رغم تغيير اللاعبين إلا أنه دائما يحتفظ ببعض اللاعبين المهمين كما سجلنا وجود تفاهم كبير مع المدرب ماضوي، وبالتالي فإن العمل من خلال استشارة البعض يبقى من أولويات الإدارة كما يمزج دائما بين عاملي الخبرة لدى الكوادر وإرادة العناصر الشابة وهذا أساس النجاح لكسب مجموعة قوية ويحافظ الفريق على المستوى العالي رغم فترة الفراغ بعد عام 2014، إلا أن الوفاق عاد إلى منصة التتويج محليا.
كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني؟
 المنتخب الوطني الأول بإمكانه التأهل لكأس أمم أفريقيا 2019، بعدما أقصي من مونديال روسيا 2018، لأن الأمور تختلف ولن يواجه منتخبات قوية مثل نيجيريا والكاميرون، خاصة أنه فاز على الطوغو خاصة بقيادة المدرب ماجر الذي يعد اسم كبير في تاريخ الكرة الجزائر عندما كان لاعب وأتمنى أن يوفق في مهمة قيادة المنتخب الوطني ولما لا التتويج باللقب القاري يصبح الوحيد الذي توج بها لاعب ومدرب ومن جهة أخرى، فإن اللاعبين سيحترمونه لأنه حقّق نتائج أفضل منهم ولكن يجب أن يمنح الوقت الكافي ولا يجب أن نتهجم عليه مثلما يحدث في الفترة الحالية، لتفادي تكرار الخطأ الكبير عندما تم التخلي عن غوركوف الذي قام ببناء فريق قوي وبعدها تم الاعتماد على مدربين لا يملكون مشوارا كبيرا مثل ليكانس وألكاراز والأكثر من ذلك أنهم صنعوا لأنفسهم اسما بفضل المنتخب الوطني.    

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024