دريس غيموز « تقني ومحلل رياضي» لـ«الشعب»:

ثقافة الاستمرارية في العمل منعدمة لدى أنديتنا

حاوره: محمد فوزي بقاص

دريس غيموز « تقني ومحلل رياضي» لـ«الشعب»:
ثقافة الاستمرارية
 في العمل  منعدمة لدى أنديتنا

لإثراء الموضوع المتعلّق بإخفاق الأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية هذا الموسم، اتصلنا بالتقني والمحلل الرياضي لقنوات التلفزيون الجزائري «دريس غيموز»، الذي أكد لنا بأن ضعف التسيير والتكوين وانعدام الاستقرار على مستوى الأطقم الفنية والإدارية من الأسباب الأساسية لإخفاقات الأندية الجزائرية على المستوى القاري.. كما تحدث غيموز عن تذبذب مشاركة الأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية وعن عودة الكرة المصرية والتونسية والمغربية إلى سالف عهدها الأمر الذي سيشكل حاجزا أمامالأندية الجزائرية للتألق، في هذا الحوار:

«الشعب»: هذا الموسم شاهدنا إخفاق مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة في بلوغ نهائي المنافسة الإفريقية؟
دريس غميوز : إخفاقات الأندية الجزائرية راجعة لعدة عوامل يتقدمها ضعف التسيير وضعف التكوين وانعدام الاستقرار على مستوى الأطقم الفنية والإدارية المستمر في أنديتنا، كل هذه الأمور تجعل أنديتنا لا تتطلع لتكون متألقة في المنافسات القارية، ومثال على ما أقول فريق وفاق سطيف تألق في موسم توج فيه بكأس رابطة الأبطال الإفريقية وبعدها مباشرة بكأس السوبر الإفريقية ليغيب منذ 2014 على المستوى القاري، ثقافة الاستمرارية في تحقيق النتائج واللعب على المستوى العالي منعدمة في الجزائر، وهذا راجع لغياب منهجية عمل تسير عليها الأندية الجزائرية، المنهجية هي إلزامية البقاء في المستوى العالي بعد حصد لقب معين وتسطير برنامج للبقاء دائما في الطليعة وحصد الألقاب على الأقل على المستوى المحلي ليبقى فريقك دائما مرتبطا بالمستوى العالي، لنطمح لبلوغ أدوار متقدمة كل سنة في المنافسات القارية، ما حدث لوفاق سطيف مؤسف لأننا كنا نود بقائه لسنوات على قمة الهرم الإفريقي بنفس التركيبة البشرية ونفس ديناميكية النتائج لتكوين عقلية الانتصار وعقلية الفريق الكبير.
 وللأسف هذا الأمر غائب عن الأندية الجزائرية التي يغيب فيها التخطيط، في الجزائر لا نسير موسم بموسم بل نسير جولة بجولة ونتائج فنية للفريق في مباراة ما هو معيار الأندية ولا نبالي بالأداء العام، كل الأمور الايجابية التي تحدثنا عنها منذ قليل موجودة عند بعض الفرق في القارة السمراء، وأقدم لك مثالا على ما أقول، ما شاهدته في مباراة نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الوداد البيضاوي وإتحاد الجزائر، من المستوى الفني والتكتيكي للاعبي الفريق المنافس أحسن بكثير من اللاعب الجزائري بالرغم من أن الجزائري لديه مقومات ومكونات فنية كبيرة، لكن ضعف التكوين يبقى الهاجس وهو المشكل الذي يلاحقنا في الكرة الجزائرية.
هناك عدم الاستمرارية في المشاركة في المنافسات القارية بشكل مميّز لدى أنديتنا؟
 الأمر الذي تتحدث عنه صحيح، لأنه كما قلت لك منذ قليل غياب إستراتيجية واضحة في التسيير وتطوير للكرة دائم ومستمر، لو نتحدث عن مولودية الجزائر الموسم الماضي أنهته وصيفا لبطل الجزائر، وبلغت نصف نهائي كأس الجمهورية وبلغت الدور ربع النهائي من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، كانت نتائج في مستوى الفريق ولو أن المولودية تستحق نتائج أفضل، مما حقّقه الفريق الموسم الماضي نظرا لسمعته ولقاعدته الجماهيرية الكبيرة وحتى ماديا الفريق مرتاح من هذا الجانب مقارنة بأندية جزائرية أخرى، والمولودية يجب أن تتطلع لأفضل من هذا الأمر ويمكن أن تتطلع للأفضل ومن المفروض أن تكون ناد بحجم الأهلي المصري أو الترجي التونسي اللذان لما كانت السيولة المالية والرفاهية المادية، سيطروا على المنافسات القارية لمدة 10 سنوات كاملة، لكن مولودية هذا الموسم عانت من أجل العودة إلى أجواء الانتصارات محليا ونتمنى أن يكون حالها أفضل وتتمكن من تحقيق مسيرة جيدة في رابطة الأبطال، الأشقاء يتبعون أسس علمية ولا شيء يمشي بالصدفة، لأن الدراسات العلمية تجعلك تصل إلى قاعدة مفادها أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج، ولهذا نقول بأن ضعف الأندية الجزائرية راجع لضعف المسيرين الذين يقودون السفينة، لأن النتائج الفنية للفريق لا يمكنها تحديد مستواه، للأسف لما كانت أموال كثيرة تدخل خزائن الفرق من دعم الدولة الجزائرية وغيرها من العائدات ولا فريق فكر أن يضع أساس صحيح ليكون في المستقبل فريق محترف بأتم معنى الكلمة بمدرسة تكوين وملاعب خاصة بالتكوين وتدريبات الفريق الأول، ولديه منشآت للفريق تسمح له أن يكون في الطليعة على المستوى الإفريقي على الأقل.
 اليوم نشاهد عودة كل من منتخبي مصر وتونس، ونعرف بأنهما مكونين من نسبة كبيرة من لاعبين ينشطون في البطولة المحلية؟
  صحيح، معيار نجاح كل المنتخبات في العالم راجع لقوة البطولة التي يملكها أي منتخب، الكرة المصرية والتونسية رجعت لمستواها السابق  للأسف الشديد الأندية الجزائرية متخلفة بشكل رهيب على الأندية المغاربية والمصرية والركائز والأسس التي يمشون عليها غائبة عنا، سنبقى دائما فرق ثانوية قاريا، وعند بلوغنا دور المجموعات أو المربع الذهبي سيعتبر انجازا كبيرا وتاريخيا وستبقى مجرد ثمرة جهود شخصية وتضحيات من اللاعبين وإرادة بعض المسيرين في بلوغ النجاح.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024