يلتقي المنتخب الوطني عشية اليوم (س 17.00) بياوندي بنظيره الكاميروني في إطار الجولة الخامسة من تصفيات مونديال 2018، في مواجهة ليست لها أهمية كبيرة من الناحية الرقمية في المنافسة ذاتها كون “الخضر” كانوا قد رهنوا كل حظوظهم في التأهل إلى كاس العالم بروسيا منذ عدة أسابيع.. ونفس الشيء بالنسبة للأسود الجموحة التي أقصيت هي الأخرى من الصراع على تذكرة المونديال.. وبقي التنافس في المجموعة الثانية بين نيجيريا وزامبيا.
وبالرغم من ذلك، فإن المباراة تعتبر محورية إلى درجة كبيرة في ظروف جديدة بالنسبة لـ “الخضر” الذين ربما ستكون الانطلاقة الجديدة لهم برؤية جديدة حول الإستراتيجية التي يريد مسؤولو الفاف انتهاجها.. وما التغييرات العديدة التي عرفتها التشكيلة خلال التربص الذي سبق مباراة اليوم لدليل على وجود ورقة طريق جديدة التي بإمكانها إعطاء قوة للمنتخب الوطني.
ألكـاراز.. التركـــيز علـى العمل في ظــلّ الانتقـادات
وبالتالي، فإن ألكاراز أكد في الندوة الصحفية التي نشطها الأربعاء الماضي أن مباراة الكاميرون هامة ويسعى إلى الفوز بها.. لتكون نقطة معنوية كبيرة بالنسبة للاعبين والمنتخب الوطني، حيث أشار أن الهدف هو تحقيق نتيجة ايجابية لإسعاد الجمهور الجزائري وتحسين مركز المنتخب الجزائري في ترتيب الفيفا الذي يعتبر مهما للغاية من الناحية المعنوية وكذا المنافسات القارية القادمة.
وظهر جليا أن الفرصة ستعطى للاعب المحلي بصفة كبيرة، بالنظر للعدد الذي يتواجد في منحى تصاعدي منذ قدوم التقني الاسباني على رأس “الخضر”، حيث من الممكن جدا أن يقدم تشكيلة مغايرة إلى درجة كبيرة مع مقابلتي زامبيا.. أين يكون قد عاين بشكل مركز مردود اللاعبين خلال الخرجات السابقة.. وقد ارتسمت التغييرات التقنية كذلك من خلال عدم استدعاء بعض “الكوادر” على غرار سليماني، محرز وبن طالب.. إلى جانب غياب براهيمي بسبب الإصابة وغولام الذي يعاني من زكام.
فرصة مواتية للوافدين الجدد
هذه الظروف قد تجعل الفرصة مواتية للاعبين الذين تمّ استدعاءهم لمحاولة فرض إمكانياتهم في مباراة اليوم، خاصة وأن الفريق الوطني سوف يلعب بدون ضغط بعد أن تبخرت أحلام لعب المونديال الثالث على التوالي.
ومن جهة أخرى، فإن مباراة اليوم تعد “ثأرية” بالنسبة للمنتخب الوطني الذي كان قد “خسر” العديد من الأشياء بسبب الانطلاقة غير الموفقة التي سجلها في مباراة الكاميرون التي جرت بالبليدة يوم 9 أكتوبر من العام الماضي، بقيادة المدرب رافاتس الذي كان قد غادر الفريق الوطني مباشرة بعد المباراة.
في حين أن التحضير لمباراة الكاميرون لم يكن “سهلا” من الناحية المعنوية بالنسبة للناخب الوطني، بعدما راجت العديد من الإشاعات حول مستقبله قبل أن يجدد المكتب الفيدرالي الثقة فيه إلى غاية نهاية تصفيات المونديال على الأقل.. كما أن المعني أكد في الخرجة الإعلامية الأخيرة أنه باق على رأس “الخضر”، وأن العقد الذي أبرمه مع الفاف يركز على نهائيات كأس افريقيا 2019.. إلى جانب ذلك، فإن اللاعب فغولي العائد إلى التشكيلة الوطنية امتدح ألكاراز وقد تكون نقطة محفزة لبقية اللاعبين في مهمتهم على الميدان.. بالرغم من أن مسار أي مدرب تحدّده النتائج أكثر من التصريحات، حيث أن على ألكاراز تقديم تشكيلة وطنية جدّ متجانسة وتسجيل نتيجة ايجابية بياوندي لإقناع الجمهور الجزائري المتعطش لرؤية المستوى المنتظر من “الخضر” والذي غاب في المقابلات الأخيرة.
تغييرات مرتقبة على التشكيلة الأساسية
وعلى الميدان، ستكون تغييرات على مستوى كل الخطوط لمحاولة إعطاء “دم جديد” للفريق الوطني وإعادة التنافس بين اللاعبين بصفة ايجابية للوصول إلى نتائج ملموسة من الناحية التقنية.
ففي حراسة المرمى بالرغم من الاستعداد الجيد لحارس شباب بلوزداد صالحي ودخوله الموفق في المباراة الماضية للمنتخب الوطني أمام نظيره الزامبي، إلا أن خبرة مبولحي قد تؤهله لشغل المنصب وإعطاء الثقة لزملائه، بما أنه في نفس الوقت قائد الفريق.
بينما سيشكل ألكاراز وسط خط الدفاع من ماندي وكادامورو أو شافعي، كون لاعب اتحاد العاصمة يلعب حاليا بشكل موفق في المغامرة الافريقية في رابطة الأبطال، حيث إن إمكانياته الفنية كبيرة في مركز وسط الدفاع.. ولو أن ألكاراز أشار أنه لا يعرف اللاعب بشكل جيد مقارنة باللاعبين الآخرين.
بينما الرواق الأيسر للدفاع سيعرف تغييرا هذه المرة في غياب فوزي غولام الذي شغل المنصب منذ عدة سنوات بالنظر لمستواه الكبير، بالرغم من تدني مردوده منذ عدة أشهر.. وفي غياب مدافع نادي نابولي سيخلفه لاعب آخر ينشط في الكالتشيو الايطالي، وهو الوافد الجديد محمد فارس لاعب نادي هيلاس فيرونا الايطالي الذي يسعى لإظهار الوجه المنتظر منه و«اطلاق” المنافسة بشكل كبير على الرواق الأيسر للدفاع.
وقد يختار ألكاراز لاعب نادي لوهافر زين الدين فرحات في الرواق الأيمن للدفاع في غياب عطال حيث إن اللاعب السابق لاتحاد العاصمة سبق له وأن لعب بنجاح كبير في هذا المنصب، إلى جانب النزعة الهجومية التي يمتاز بها، والتي قد تفيد لاعبي الوسط والهجوم.
كما أن خط الوسط سيتشكل من الثنائي تايدار بن غيث في شقه الدفاعي، حيث إن لاعب بولونيا الايطالي استرجع امكانياته مقارنة ببداية الموسم من جهة، ومن جهة أخرى فإن لاعب اتحاد العاصمة ترك “صورا جميلة” في المباراة الأولى التي لعبها مع “الخضر” في الشهر الماضي بقسنطينة أمام منتخب زامبيا.
في حين أن وسط الميدان الهجومي سيختار ألكاراز كل من العائد فغولي وسفيان هني لمحاولة تقديم كرات ذكية لثنائي الهجوم الذي قد يتشكل من سوداني ودرفلو أو اسحاق بلفوضيل.
والخطة التي سيعتمد عليها الناخب الوطني ترنكز أكثر على تحصين الوسط وإرباك المنافس، مع محاولة الانطلاق في هجومات معاكسة بوجود عدة لاعبين يمكنهم نقل الخطر إلى الأمام بسرعة، لا سيما بوجود لاعبين ذوي الخبرة على غرار سوداني وفغولي، هذا الأخير الذي عاد بقوة منذ انقاله إلى البطولة التركية.
بـروس: تجنــب إنهـــاء التصفيـات في المركــز الأخـــير
وفي الجهة المقابلة، فإن مدرب منتخب الكاميرون هوغو بروس أكد في تصريحه الأخير “أن الأسود الجموحة ستلعب مباراة السبت (اليوم) من أجل الفوز بهدف تحسين مركزها في ترتيب الفيفا وتجنب انهاء تصفيات المونديال في المركز الأخير للمجموعة الثانية كون الفريق الكامنيروني هو بطل افريقيا “.. وبالتالي يظهر جليا أن الضغط سيكون كبيرا على “الخضر” في ياوندي على أرضية الميدان من طرف لاعبي المنتخب الكاميروني الذين سيحاولون فرض ظغط على دفاع الفريق الوطني منذ الانطلاقة، خاصة بعودة مهاجم نادي مارسيليا كلينتون نجي.
فالمباراة تعد بالكثير بين عملاقي الكرة في القارة السمراء، حيث إن كلا التشكيلتين تضمّ لاعبين مميّزين.