اعتبر الرئيس السابق لفريق نصر حسين مراد لحلو في حوار خص به جريدة «الشعب» القرار الأخير للمكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم كان خاطئا بعدما أبقى على المدرب ألكاراز رغم النتائج السلبية التي طالت المنتخب الوطني منذ توليه المهام ما جعله يدخل في نفق مظلم، ومن المفروض أن تتخذ قرارات صارمة وجماعية رفقة المعنيين من أجل إيجاد الحلول اللازمة لإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح من جديد قبل فوات الأوان.
❊ الشعب: كيف تعلّق على الوضع الحالي للمنتخب الوطني؟
❊❊ مراد لحلو: الفريق الوطني حاليا يتواجد داخل نفق مظلم خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذها المكتب الفيدرالي، والتي تدل على أنه يفتقد الشجاعة اللازمة لإقالة المدرب الحالي ألكاراز رغم جملة النتائج السلبية التي سجلها منذ إشرافه على العارضة الفنية للمنتخب، ومن غير الصائب الإبقاء عليه لمدة شهرين وكان من المفروض تعيين مدرب آخر مكانه، ويكون كفء حتى يستغل اللقاءين ضد كل من الكاميرون ونيجيريا من أجل التحضير والتعرف على المجموعة وبداية التحضير الجاد للمواعيد الرسمية القادمة بعدما أقصي المنتخب من التأهل لمونديال روسيا 2018.
❊ ما هي الحلول التي تقترحها لتجاوز هذا الوضع؟
❊❊ يجب أن يتم تعيين مدرب قادر على إعادة الاستقرار للمجموعة من جديد، ويفرض الانضباط لأنه أساس النجاح الأمور الفنية والتكتيكية تأتي بعدها لأن الناخب الوطني لا يأتي لتعليم اللاعب كيف يمررون الكرة وإنما يستغل الإمكانيات الموجودة وفقا لإستراتيجية لعب محكمة تسمح له بتحقيق نتائج إيجابية، وهذا ما ينعدم في الفريق في الفترة الحالية أي منذ سنة 2014 لأن كل المدربين الذين تداولوا على العارضة الفنية للخضر ليسوا أكفاء، ولم يقدموا الإضافة اللازمة بدليل سلسلة النتائج السلبية، ما جعلنا نفشل في التأهل للمونديال.
❊ من المسؤول على ما آل له الفريق الوطني في السنوات الأخيرة؟
❊❊ كل القائمين على الاتحادية مسؤولون على ما يحدث للفريق الوطني لأنّهم لم يتّخذوا القرارات الصائبة منذ البداية، حيث أنّهم لم يختاروا مدرّبا ذو امكانيات وقدرات بحجة غياب الأموال وواصلوا في سياسة «البريكولاج» التي أدت بالفريق إلى هذا الوضع الصعب، كما أنّهم لم يقدروا تحمل مسؤولية أخطائهم في انتقاء الرجل المناسب، وأبقوا على ألكاراز رغم أنه لا يملك مستوى قيادة الفريق الوطني، وسننتظر إلى غاية مرور شهرين ثم يتم انتقاء المدرب الجديد، ما يعني أن العمل الجاد سينطلق خلال أربعة أشهر لأنه من دون شك سيأخذ وقت حتى يتعرف على اللاعبين، وهذا أمر صعب في ظل نقص تواريخ الفيفا.
❊ هل نفهم من كلامك أنّ رئيس الاتحادية مسؤول على ما يحصل؟
❊❊ الرئيس زطشي قام باختيار المدرب ألكاراز بمفرده دون الرجوع للمكتب الفيدرالي، وهذا خطأ كبير منه لكن بإمكانه التدارك من خلال تصحيح ما فاته من قبل والعودة إلى العمل الجماعي رفقة كل عائلة كرة القدم للخروج بالحلول المشتركة، والرفع من مستوى كرة القدم الجزائرية التي تعد هي الهدف المباشر، أما عن تعيين مدرب وطني يجب أن يتم تنصيب لجنة خاصة لاختيار الرجل المناسب الذي يشرف على المنتخب الوطني في الفترة المقبلة، لأن هذا الأخير يعد ملك للجميع وليس لشخص واحد فقط.
❊ ما رأيك في إبعاد بعض الكوادر من التّشكيلة؟
❊❊ أنا ضد فكرة إبعاد كوادر الفريق الوطني لأنّهم لا يتحملون المسؤولية، واللاعب عندما يجد المحيط المناسب ومدرب ذو «كاريزما» قوية ويعرف كيف يتعامل مع المجموعة الموجودة بين يديه مثلما فعل هاليلوزيتش سابقا أكيد أنه سينضبط ويركز على اللعب، خاصة إذا كان المدرب يملك تاريخ في ميادين كرة القدم وله ألقاب، حيث تصبح له هبة تجعل الجميع يحترمه ويتبع أوامره، ولهذا فإنّ رئيس الاتحادية وألكاراز يتحمّلون مسؤولية النتائج الأخيرة المحصل عليها لأن الناخب الإسباني ليست له خبرة طويلة ما جعله لا يقدم الإضافة، وبالتالي فإنّ المسؤولين مطالبين بإيجاد الشخص المناسب في أقرب وقت لتفادي الكارثة.
❊ كيف تعلّق على مستقبل المنتخب في ظل كل المشاكل المذكورة؟
❊❊ الفريق أقصي من مونديال روسيا 2018 ولكن يجب أن نفكر في كأس أمم أفريقيا 2019، التي لم يتبق عليها الكثير من الوقت من أجل إعادة التوازن إلى المجموعة من جديد من خلال تجاوز الفوضى الموجودة في كل محيط الاتحادية الجزائرية التي كانت بمثابة قلعة ومركز سيدي موسى كان له هيبة كبيرة طيلة 12 سنة ماضية واتخاذ فلسفة جديدة مبنية على اللعب من اجل الألقاب والتواجد في كل المواعيد الأفريقية والدولية، وإبعاد الكوادر خطأ كبير من طرف المسيّرين لأنّهم ركيزة الفريق واتخاذ قرارات شجاعة حتى يعود الانضباط والاستقرار وكل يتحقق من خلال قائد يستطيع تسيير الفريق وفقا لسياسة ناجحة لأنّنا نملك لاعبين لهم مستوى عال ويلعبون في أقوى البطولات، وهذا أمر جيد.