«الشعب» تعود إلى بطولة العالم لكرة اليد لأقل من ٢١ سنة

العائــــــــــلات العاصميــــــــــة تصنــــــــــع الفرجــــــــــة

استطلاع: نبيلة بوقرين-

فرجة حقيقية عشناها بمدرجات قاعة حرشة حسان صنعها الجمهور الجزائري الذي تنقل بأعداد كبيرة من اجل متابعة مباريات الطبعة الـ 21 لبطولة العالم لكرة اليد أشبال التي احتضنتها الجزائر من الـ 18 إلى الـ 30 جويلية الماضي إلى درجة أنها لم تسعهم جميعا وهناك من بقي في الخارج ينتظر الفرصة للاستمتاع بهذا الحدث العالمي الذي نظم لأول مرة في بلد المليون ونصف مليون شهيد هذا ما وقفت عنده جريدة “الشعب” التي كانت حاضرة طيلة أيام المنافسة ورصدت كل الأجواء داخل وخارج القاعة.

رفض العاصميين تفويت فرصة الاستمتاع بأجمل المباريات التي احتضنتها كل من القاعة البيضاوية و قاعة حرشة حسان على مدار 13 يوما والإثارة الناتجة عن المستوى العالي الذي رسمه لاعبين أفضل 24 فريقا تنافسوا على  الظفر بلقب الموعد العالمي للكرة الصغيرة رغم تزامن الحدث مع فصل الصيف والارتفاع الشديد للحرارة إلا أن ذلك لم يمنعهم من التنقل إلى المدرجات منذ الصباح وذلك راجع إلى الإجراءات التنظيمية المحكمة التي قامت بها اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير للمنافسات الدولية بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية لكرة اليد ووزارة الشباب والرياضية بهدف توفير كل الراحة للمناصرين خارج وداخل القاعة.الجانب الأمني هو الآخر كان له دور كبير في استقطاب العائلات الجزائرية من المدن المجاورة للعاصمة حيث ساهم في إنجاح هذا العرس الكبير الذي سجلناه بمدرجات قاعة حرشة، إضافة إلى توفير المأكولات، الماء، دورة المياه، وكذا تزويد القاعة بنظام التبريد الذي لقي استحسان الجميع لأنه جنبهم عناء الحرارة الشديدة التي تزامنت مع الموعد العالمي بما أننا في فصل الصيف، إضافة إلى الأهازيج والأغاني الوطنية التي كانت حاضرة طيلة أيام المنافسة وكذا المستوى العالي لكل المباريات.
العائلات حاضرة بقوة وأشادت بالتنظيم المحكم
كما استحسن المواطنين الظروف التنظيمية والأمنية المحكمة التي وجودها بالقاعة على غرار السيدة ليلى “فرحت كثيرا لمجيئي إلى قاعة حرشة رفقة زوجي وأبنائي الثلاثة طيلة أيام المنافسة خاصة عندما كان المنتخب الوطني يلعب حيث استمتعنا كثيرا بالأداء الذي قدمه اللاعبين وأتمنى لهم كل التوفيق مستقبلا، في البداية ترددت قليلا لأنني كنت متخوفة من سوء التنظيم ولكن عندما جئت وجدت عكس ذلك حيث هناك استقبال ممتاز في المدخل والأجواء رائعة في المدرجات وأتمنى أن تتكرر مثل هذه المناسبات في بلادنا في القريب بحول الله لأنها فرصة لنا حتى نغير الأجواء قليلا ونستمتع بالمستوى العالي للمنافسة في إطار الروح الرياضية”.من جهتها السيدة عيدودي عبرت عن فرحتها الكبيرة لتواجدها بمدرجات قاعة حرشة في هذا التصريح “أسكن في مدينة بئر توتة، أول مرة جئت إلى قاعة حرشة واستمتعت كثيرا بالأجواء الرائعة التي وجدتها، عشنا لحظات لا تنسى وستبقى في الذاكرة بدليل أنني كنت آتي رفقة أبنائي أصغرهم يبلغ 3 أشهر في وقت مبكر خشية امتلاء القاعة وتابعت كل لقاءات الفريق الوطني الذي شرفنا كثيرا في هذا الموعد الكبير، كما استمتعنا بالمباريات الأخرى التي جمعت بين المنتخبات المشاركة، أنا أتابع كل أنواع الرياضات بدليل أن كل أبنائي يمارسون الرياضة منذ الصغر، شجعنا على المجيء التنظيم الجيد ما جعلنا نسمح في العطلة الصيفية والبحر وجئنا إلى قاعة حرشة لأننا وجدنا أجواء أفضل بكثير وهذا شرف كبير لنا لأن الجزائر بلد كبير ومضياف”.  
كما كشف لنا احد القاطنين بمحاذاة قاعة حرشة أنه جاء رفقة عائلته لأول مرة ويبلغ من العمر حوالي 50 سنة “أول مرة أدخل فيها لقاعة حرشة رغم أن منزلي قريب جدا منها لأنني كنت متخوف في السنوات الماضية ولكن هذه المرة جئت رفقة الزوجة وبناتي لأنه لا توجد مرافق كثيرة من أجل التنقل إليها ولهذا روحنا عن أنفسنا والحمد الله قضينا وقت رائع جدا لدرجة أننا لم ننتبه حتى وصلت ساعة متأخرة من الليل وقررت التواجد في كل مرة يكون هناك حدث هنا لأن التنظيم جيد الأجواء عائلة ومحترمة والأمن حاضر ونحن كجزائريين نفتخر بمثل هذه المشاهد”. وللإشارة فإن بطولة العالم لم تأخذ نصيبها من الإشهار والترويج لأسباب نجهلها ورغم ذلك إلا أن الجمهور كان حاضر إلى درجة أن أبواب القاعة كانت تغلق قبل ساعتين عن انطلاق مواجهة الفريق الوطني، ورغم خروج هذا الأخير من الدور الثاني إلا أن المدرجات بقيت ممتلئة إلى غاية النهائي وهذا ما أدهش كل المتتبعين
البراءة في قلب الحدث
الأطفال أيضا كانوا حاضرين في هذا العرس الخاص بالكرة الصغيرة العالمية حيث أكدوا أنهم استمتعوا كثيرا على غرار فارس صاحب الـ 7 سنوات “جئت إلى قاعة رفقة أخي و خالي وفرحت كثيرا للأجواء التي وجدتها شجعت الفريق الوطني ثم تونس و اسبانيا لأنني أحب كثيرا كرة اليد وأتمنى أن أصبح لاعب كبير في المستقبل وأشرف الراية الوطنية في مثل هذه المواعيد الدولية ونحن ننتظر أن تكون بطولات أخرى هنا في الجزائر لأننا استمتعنا كثيرا ولم نشعر بالملل لأن الأجواء منظمة جيدا وهناك كل ما نحتاج إليه”. الشقيقان رياض ومحمد البالغان من العمر 7 و9 سنوات على التوالي جاءا من ولاية غليزان “جئنا من ولاية غليزان رفقة الوالد من اجل متابعة مواجهة النهائي لأننا أعجبنا كثيرا بالصور التي شاهدناها في شاشة التلفزيون وأردنا الحضور إلى قلب الحدث والحمد تمكنا من تحقيق حلمنا بالتواجد في قاعة حرشة رفقة الجمهور الكبير والرائع، وأتمنى أن تتكرر هذه الفرصة مستقبلا لأننا نلعب كرة اليد ونحبها كثيرا ونطمح إلى أن نكون في الفريق الوطني مستقبلا”.
فلسطين الشهداء صنعت الحدث
كعادتهم الجماهير الجزائرية لا ولن تنسى فلسطين المحتلة من خلال رفع الرايات الفلسطينية وتريدي شعار “فلسطين الشهدا” في كل اللقاءات وبطريقة رائعة جدا جعلت كل الرياضيين والوفود الأجنبية يعبون بها بل وأثر من ذلك عندما قام كل من عناصر المنتخب الإسباني الذين حققوا أول تتويج له بالجزائر بترديدها رفقة الجمهور الجزائري مباشرة بعد صافرة النهاية وتفاعلوا معها لدرجة كبير رغم أنهم لا يفهمون ماذا تعني ما أدهش كل المتتبعين وخاصة لاعبين المنتخب الأرجنتيني والمجري ليؤكد مرة أخرى الجزائريون أنهم مع فلسطين ظالمة أو مظلومة مثلما قالها الزعيم الراحل “هواري بومين”.
ضيوف الجزائر أجمعوا:
 “الجزائر بلد رائع وتملك جمهور من ذهب”
ضيوف الجزائر أعجبوا كثيرا بالأجواء الكبيرة والرائعة التي صنعها الجمهور منذ البداية حتى النهاية على غرار مدرب منتخب إسبانيا خافير مارتن “الجزائر بلد رائع وجميل اكتشفته لأول مرة حياتي بعدما كنت أسمع عنه فقط والأجمل من ذلك الجمهور الكبير والرياضي الذي يحب كرة اليد ويشجع بطريقة ولا أروع، واشكره لمساندتنا فيك ل اللقاءات وساهم في تحقيق أول تتويج لنا ولهذا أنا لن أنسى أبدا هذه الصور الجميلة والتاريخية لأنها المرة الأولى في حياتي أرى فيها مثل هذه الأمور رغم خروج منتخب البلد المنظم تحية كبيرة لكل الجزائريين وأهلا بكم في إسبانيا في الطبعة القادمة”.مدرب منتخب ألمانيا إريك هوغلر هو الآخر أكد أنه أعجب كثيرا بالأجواء “أول مرة زرت الجزائر بمناسبة بطولة العالم لأقل من 21 سنة وسعدت جدا باكتشاف هذا البلد الجميل من خلال المناظر الرائعة التي شاهدتها في الأماكن التي تنقلت إليها، كما أشكر الجمهور الذي شجع المنتخب الألماني وهو جمهور من ذهب ويناصر بطريقة حضارية، التنظيم أيضا كان جيد”.  
محمد علي صغير مدرب منتخب تونس “لم نشعر أننا نلعب خارج تونس والفضل يرجع للجمهور الجزائري الذي شجعنا ووقف إلى جانبنا إلى غاية آخر مواجهة وهو جمهور من ذهب ولا يوصف خاصة بقاعة حرشة التي عشنا بها أوقات رائعة ولن أنسى وقفة الجزائريين والحمد الله هناك غيرة على كل المنتخبات العربية وهذه هي ميزة شعب الجزائر الذي يعد شقيق للشعب التونسي وأهلا بكل الجزائريين في تونس وأتمنى أن تتاح أمامنا فرصة رد الجميل وسنساند الفرق الجزائرية جميعا بحول الله”. الوفد الأرجنتيني من طاقم فني ولاعبين كلهم أعجبوا بالصور التي صنعها الجمهور الجزائري منذ أول لقاء لهم بقاعة حرشة بدليل أنهم كانوا يتابعون اللقاءات من المدرجات الخاصة بالصحفيين، حيث تفاعلوا مع الهتافات والأهازيج التي كانت تردد من طرف المناصرين وكشفوا لـ “الشعب” أنهم استمتعوا كثيرا بالفترة التي قضوها في الجزائر التي اكتشفوها لأول مرة ولكن سيأتون مستقبلا من أجل التعرف عليها أكثر لنهم أعجبوا بتقاليد وعقلية هذا الشعب المضياف الذي كان في المستوى من كل الجوانب.نفس الأمر بالنسبة للكرواتيين، الروس، المجريين، الألمان، الإيسلانديين، البوركينابيين، الذين تابعوا الأجواء من المدرجات وتفاعلوا مع كل الهتافات التي كان يرددها الجمهور الجزائري ولفت انتباههم التصفيقات المنتظمة، تأدية النشيد الوطني كرجل واحد والرفع من معنويات الفرق التي تلعب كل هذه الأمور صنعت صور لا تنسى في مخيلة كل ضيوف الجزائر الذين عبروا عن ذلك في تصريحاتهم لوسائل الإعلام الجزائرية واجمعوا على أنهم لم يروا مثل هذا الجمهور من قبل الذي بقي يتوافد إلى القاعة رغم خروج منتخب بلاده من الدور الثاني وهذا دليل على الثقافة الرياضية التي يتمتع بها خاصة في النهائي حيث رفعوا من مستوى المواجهة القوية بين إسبانيا والدانمارك حتى صافرة الحكم.
بوشكريو و زغيلي عادا بنا إلى الصور التي صنعها الجمهور سابقا
شهدت بطولة العالم أشبال تواجد قدماء لاعبين المنتخب الوطني على غرار صالح بوشكريو “الأجواء كبيرة ورائعة والجمهور الجزائري معروف بتعلقه الكبير بكرة اليد وسبق له أن برهن على ذلك في المواعيد الماضية وهو سند للفريق واللاعبين في نفس الوقت”، لم يختلف رأي المدرب رضا زغيلي الذي عاد بنا إلى أجواء 2014 “لدينا جمهور من ذهب ودائما حاضر ويساند الفريق الوطني مثلما سبق له أن فعل عام 2014 حيث كان له الفضل في تتويجنا باللقب القاري ولم يتخلف في بطولة العالم ما يعني أنه جمهور استثنائي بصريح العبارة”.
الحنين لأجواء حرشة جلبهم للمدرجات
سلاحجي، حماد، شهبور، بركوس عاد بهم الحنين إلى السنوات الماضية “الجمهور الجزائري دائما حاضر في المواعيد الكبرى وهذا أمر غني عن التعريف يعتبر اللاعب رقم 8 في كل اللقاءات والحمد لله لم يتخلف في بطولة العالم وأثبت للجميع أنه يعرف جيدا كرة اليد ومتعلق بالفريق الوطني وكان له الفضل سابقا في النتائج المحصل عليها ونفس الأمر حاليا ولهذا نقدم تحية كبيرة لكل الأنصار خاصة العائلات التي جعلتنا أجواء أكثر من رائعة وسماع النشيد الوطني في قاعة حرشة شعور لا يمكن وصفه أبدا”.
الإعلاميون عبروا عن ارتياحهم لظروف العمل
الصحافة الجزائرية كانت حاضرة بقوة هي الأخرى لتغطية هذا الحدث العالمي الذي نظم لأول مرة في الجزائر وكشفوا أنهم عاشوا أجواء لن تنسى على غرار الزميلة فروجة نية من جريدة “المساء”، وهيبة بلحوى من التلفزة الوطنية، إيمان عصماني من قناة الدزاير تي في، عادل من جريدة أورزون، رضا من جريدة المجاهد، نور الدين من القناة الإذاعية الثانية، عادل مالكي من قناة جيل أف أم، مراد بلوشراني رئيس لجنة الإعلام، عبد الله قسوم من جريدة بلانيت سبور استحسنوا جميعا الظروف التنظيمية، التسهيلات المقدمة للصحفيين سواء المتعلقة بالمعلومات، أخذ التصريحات، المكان المخصص من اجل متابعة اللقاءات، الجانب الأمني حيث تم تخصيص أعوان أمن لحراسة المدرج الخاص بالإعلاميين، وكل هذه الأمور جعلت الجميع يعترفون باحترافية التنظيم إلى درجة كبيرة وسمحت لهم بعيش لحظات لن تنسى وستبقى في المخيلة.
”الشعب”: غطت الحدث في منتهى الدقة والاحترافية
جريدة “الشعب” كانت حاضرة بكل عناصر القسم الرياضي والمصور الذين تجندوا لتغطية هذا الموعد وبشهادة جميع المتتبعين سواء منظمين أو رياضيين وحتى الإعلاميين من المؤسسات الأخرى أم الجرائد قامت بأفضل تغطية خلال العرس العالمي من خلال الإلمام بكل الجوانب المتعلقة بالمونديال، كما كانت النتائج آنية، كواليس، أجواء المدرجات، حوارات خاصة مع مسؤولين، الوزير، مدربين، لاعبين، وذلك راجع للتنسيق الكبير بين الوفد المتواجد في الميدان بكل من قاعة حرشة والقاعة البيضاوية والزملاء داخل المؤسسة من مدير التحرير إلى المخرج وهذا دليل على الاحترافية الكبيرة الموجودة بين كل عمال الجريدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024