يلعب اليوم المنتخب الوطني إحدى أهم مقابلاته في تصفيات كأس العالم 2014 عندما يواجه نظيره البنيني في ملعب هذا الأخير بمدينة بورتونوفو في إطار الجولة الرابعة من التأهيلات ، حيث أنّ “الخضر” الذين يحتلون المركز الأول
في هذه المجموعة عليهم الاحتفاظ به لإبقاء كل الحظوظ في موقع مميز تحسبا للمواعيد القادمة التي سوف تصعب في حالة الاخفاق أمام الفريق البنيني.
فالمنعرج حاسم بالنسبة لأشبال هاليلوزيتش الذين حضّروا لهذا الموعد بجدية، وسافروا إلى البنين بمعنويات عالية بعد الفوز الذي سجلوه في الاختبار الودي أمام الفريق البوركينابي، فهذه المباراة أعطت رؤية شاملة للطاقم الفني حول الامكانيات الحالية للاعبين الذين خرجوا من موسم مكثّف على مستوى أنديتهم.
فالفوز أكثر من ضروري اليوم لتجنّب أيّة مفاجأة في هذه المجموعة التي يوجد فيها الفريق المالي الذي يراقب السباق ويعتبر من ضمن المرشحين بعد المنتخب الجزائري للظفر ببطاقة المرور إلى الدور القادم.
وللوصول إلى هدف كسب كل النقاط التي بقيت في الملعب، فإن هاليلوزيتش وحسب مصادر مقربة من الطاقم الفني الوطني الذي يريد العودة بـ 6 نقاط كاملة من الرحلتين إلى البنين ورواندا ليكون شهر جوان موفقا بدرجة كبيرة بالنسبة للفريق الوطني، في انتظار حسم الأمور في سبتمبر القادم عندما يستضيف الفريق الجزائري نظيره المالي.
خبرة بوقرة...
وقبل ذلك فإنّ مباراة اليوم ستكون تكتيكية بالدرجة الأولى أين يعتزم هاليلوزيتش إدخال تشكيلة تكون معزّزة بعدة لاعبين في وسط الميدان، بالاضافة إلى مهاجمين (2) فقط لأن الفريق الوطني سيكون في حالة الانتظار وترك المبادرة في الأول للفريق المحلي مع الانطلاق في هجومات معاكسة لمباغثته، خاصة وأنّنا نملك لاعبين سريعين وبإمكانهم صنع الفارق في هذا الاطار.
وبالتالي، فإنّ اختيارات هاليلوزيتش اليوم ستعتمد على مدى رؤيته لمردود اللاعبين خلال التربص الماضي، وفي مقدمة الاهتمامات في مثل هذه المواعيد يكون مركز حارس المرمى مهما للغاية، وتذهب كل الآراء نحو امكانية رؤية دوخة لأول مرة كأساسي في مباراة رسمية بالنظر للفورمة التي أبانها في المدة الأخيرة وحالة الحارس الأساسي الحالي مبولحي الذي ضيّع الكثير من بريقه،
ولو أنّ هاليلوزيتش قد يفضّل الخبرة في نهاية المطاف.في حين أنّ الأمور تحسّنت في الدفاع بعد عودة مجيد بوقرة الذي سيفيد كثيرا اللاعبين الشبان كونه لعب العديد من المواعيد في أدغال إفريقيا وحضوره جاء في الوقت المناسب، أين سيكون له دور محوري كقائد للمجموعة عشية اليوم، ويفضّل هاليلوزيتش إقحام بلكالام إلى جانبه لإعطاء قوة حقيقية لهذه المنطقة التي تعرف حضور الثنائي مصطفى على اليمين ومصباح على اليسار. ولكبح المحاولات في وسط الميدان فإنّ وجود تايدار ولحسن وربما مجاني قد يكون في الموعد لعدم ترك الفريق البنيني صنع اللعب في منطقة الفريق الوطني، في حين أنّ فغولي وسوداني سيكونان في الهجوم، مع عودة لاعب فالنسيا دائما إلى الوسط الدفاعي لإعطاء الدعم لزملائه .
الانتظار...ثم الانطلاق في هجومات معاكسة
وبما أنّ الهدف هو العودة بالنقاط الـ 3 في هذه المباراة، فإنّ الاستراتيجية قد تتغير مع مرور الوقت بإعطاء الفرصة للعب الهجومي أين بإمكان مصباح تقديم الدعم للخط الأمامي وإبقاء فغولي دائما في الأمام، إلى جانب الاستفادة من النزعة الهجومية لتايدار، الذي كان قد أقنع الجميع بمردوده في الخرجتين الأخيرتين.
ويمكن القول أن الخطة التي سيعتمدها “الكوتش وحيد” مستمدة من الدراسة الدقيقة التي قام بها الطاقم الفني بعد مباراة الذهاب التي جرت في مارس الماضي أمام المنتخب البنيني، الذي بالرغم من أنّه ظهر ضعيفا في المرحلة الأولى، إلاّ أنّه عاد بقوة في الشوط الثاني بعد التغييرات التي قام بها المدرب اموروس، هذا الأخير الذي سيستفيد اليوم من عودة مهاجمه “النجم” سيسينيون، الغائب في المباراة الأولى بسبب الاصابة، لكن هذه المرة سيكون لاعب ساندرلاند الانجليزي قاطرة الفريق البنيني.
وتوعّد عناصر “الفريق الأصفر” لاعبي “الخضر” بأن تكون مباراة اليوم مختلفة تماما عن موعد البليدة، وهذا بالنظر للعزيمة الكبيرة لأشبال المدرب أموروس، بالاضافة إلى الظروف المحيطة ونعني بها أرضية الميدان التي وحسب الأصداء الواردة من البنين فهي في حالة غير جيدة، وتعيق اللاعبين الذين يعطون الأولوية للجانب الفني كلاعبي المنتخب الجزائري، كما أنّ الحرارة والرطوبة ستؤثّران بدون شك على لاعبينا، الذين عليهم التأقلم مع الظروف بسرعة، واتباعالنصائح التي تقدمها العناصر التي سبق لها وأن تنقّلت عدة مرات إلى أدغال إفريقيا.
فالمأمورية تبدو صعبة لأشبال هاليلوزيتش بالرغم من أن الحسم في المباراة قد يأتي من جانب الخضر الذين يتفوّقون على منافسيهم في العديد من الأشياء من الناحية الفنية و فريق متكامل. والعمود الفقري للنخبة الجزائرية سبق له وأن خاض العديد من المقابلات منذ سنتين تقريبا.