دانييل دوشيباييف (لاعب المنتخب الاسباني) لـ “الشعب”:

دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه .. لن أنسى الجزائر وسأسعى للعودة إليها

أجرى الحوار : محمد فوزي بقاص

أعرب “دانييل” نجل الأسطورة “تالن دوشيباييف” عن سعادته الكبيرة بتتويج المنتخب الاسباني بلقبه، الأول من نوعه،  في النهائي الذي فاز به الماتادور الاسباني بنتيجة (39 – 38) أمام الدنماركي القوي، في النهائي الذي وصفه بالأجمل منذ انشاء البطولة العالمية سنة 1977 كونه تميز بالكثير من الإثارة خاصة في المرحلة الثانية وفي الوقت الإضافي، موضحا بأن الجمهور الجزائري فريد من نوعه وحضوره النهائي بقوة يؤكد بأن الجزائر أرض كرة اليد، كما تحدث عن مستقبله وعن الكثير من الأمور الأخرى في هذا الحوار :

«الشعب”: دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه من هنا من الجزائر، وأصبحتم أول منتخب اسباني ينتزع البطولة العالمية لكرة اليد لأقل من 21 سنة ؟
دانييل دوشيباييف: حققنا ما عجز عن القيام به سابقونا الذين بلغوا المباراة النهائية قبلنا في خمس مناسبات كاملة وخسروها كلها، اليوم كما قلت دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه من هنا من الجزائر وأهدينا اسبانيا أول ميدالية ذهبية لها في البطولة العالمية لكرة اليد لهذه الفئة، وهو ما يؤكد بأن كرة اليد الاسبانية في تقدم مستمر ومتواصل، منذ بداية الألفية الجديدة عند الأكابر والفئات الصغرى، كان مهما بالنسبة لنا التتويج بهذه الكأس أمام منافس قوي ولديه تقاليد عريقة في كرة اليد العالمية، وفي هذه الفئة فقط بلغ النهائي في 9 مناسبات كاملة وتوّج بثلاثة ألقاب، وكان يريد هو الآخر هذه الكأس للثأر من هزيمته في نهائي الموسم المنقضي أمام المنتخب الفرنسي ولجلب لقبه الرابع والانفراد بوصافة ترتيب المنتخبات الأكثر تتويجا بالبطولة العالمية لهذه الفئة، لكن كان لنا رأي آخر وأظهرنا شخصية قوية في هذا النهائي أمام أحد أكبر الاختصاصيين في النهائي، وفزنا بهذا اللقب الذي كان يحتاجه المنتخب الاسباني كثيرا.
شاهدنا سيناريو “هيتشكوكي” في نهاية الوقت الأصلي من المباراة ثم الوقت الإضافي ؟
 صحيح، أعتقد أنها أجمل مباراة نهائية في تاريخ البطولة العالمية لكرة اليد لأقل من 21 سنة، لو تعود إلى تاريخ النهائيات في هذه المنافسة ستجدها كلها انتهت بفارق واسع ومريح للمنتخب المتوج، وآخر منتخب توIج باللقب في الوقت الإضافي كان ذلك سنة 2003 في النهائي بين الدنمارك والسويد الذي فازت به السويد في النهائية بفارق إصابتين، كما أن عدد النهائيات التي فصل فيها في الوقت الإضافي، منذ انطلاق المنافسة سنة 1977 ثلاثة واليوم كانت الرابعة، نحن في المرحلة الأولى كنا متقدمين لكن في المرحلة الثانية عاد المنتخب الدنماركي بقوة كبيرة في المواجهة وكدنا نسخر المواجهة بعدما سجل علينا الهدف الأخير قبل إعلان الحكم عن نهاية اللقاء بـ 13 ثانية ورغم ذلك تمكنا من تعديل النتيجة، وكما قلت تحصل المنافس على ضربة جزاء قبل نهاية الوقت الأصلي بـ 3 ثوانٍ وتصد لها زميلي “غونزاليس”، وهو ما رفع أكثر من معنوياتنا، وواصلنا اللعب بقوة وندية كبيرة إلى غاية انتهاء الـ 10 دقائق الإضافية بتفوقنا، وكادت تتجه المباراة إلى ضربات الترجيح، لكن الحظ كان معنا والكأس كانت تريدنا خصوصا بعدما ضيع المنتخب الدنماركي فرصة تعديل النتيجة في الأخير.
المنتخب الاسباني لا يملك لاعبين طويلي القامة، لكن لديكم أسلوب لعب فريد من نوعه يتميز بالسرعة ؟
سرعتنا وخفتنا هجوميا هي التي تصنع الفارق دائما حتى أمام كبار اللعبة، وكما شاهدتم دائما ما نجد الحلول رغم أننا كما قلت لا نتميز بالقامة الطويلة عكس كل المنتخبات المشاركة في هذه الدورة، كما أننا على المستوى الدفاعي نجيد حماية شباكنا من الهجمات ونملك سرعة التنفيذ، وإذا لاحظتم اليوم تمكنا من تسجيل أهداف عديدة من هجمات معاكسة وعن طريق استغلال خروج الحارس في كل مرة، كما أننا لا نطيل في هجماتنا وعند ثاني أو ثالث تقاطع هجومي نسدّد ونسجل، كما أننا نتميز بأمر إيجابي آخر هو الدقة في التسديد، وإذا رجعت إلى إحصائياتنا في هذه البطولة العالمية تلاحظ بأننا نادرا ما نضيع عندما تكون لدينا الكرة.
الجمهور الجزائري تنقل بقوة للقاعة، وساندكم منذ انطلاق المباراة وخصوصا بعد تصدي الحارس في آخر لحظات المباراة؟
 لا أخفي عليك لن أنسى الجزائر والجزائريين منذ وصولنا الجزائر وضعنا في أحسن الظروف رحب بنا جيدا ووفرت لنا كل وسائل وأساليب العمل والنقل والحماية كانا مميزين والإطعام ذو جودة عالية، كما تيقنت بأن الجزائريين يحبون الاسبانيين بطريقة فريدة من نوعها سواء في مبارياتنا التي ساندونا فيها أو من خلال ملاحظتي للجزائريين من مختلف الأعمار يحملون قمصان الأندية الاسبانية مثل البارصا والريال، واليوم تنقلوا لمساندتنا، أشكر كل الجزائريين على ما قاموا به وعلى مساندتهم لنا طوال هذه البطولة العالمية التي مرت في أفضل الظروف والتي تميزت بتنظيم محكم، وأشكر هذا الجمهور الفريد من نوعه، وهذا يؤكد بأن الجزائر أرض كرة اليد، وسأعمل على العودة إلى الجزائر مستقبلا لقضاء عطلة هنا خصوصا بعدما أصبح لدي العديد من الأصدقاء الجزائريين.
أنت ابن الأسطورة “دوشيباييف” الذي ستعمل معه، ابتداء من الموسم المقبل في فريقك الجديد “كا.س كيالس” البولوني ؟
الذي فاز تقريبا بكل الألقاب مع الأندية والمنتخبات التي لعب لها بداية كما فاز بعديد الألقاب الفردية، وأهدف للقيام بمثل ما قام به والدي أو أكثر، لدي حمل ثقيل على عاتقي لأن والدي اسم كبير في كرة اليد العالمية وعلي القيام بأمور جميلة فوق الميادين حتى أحفر اسمي في هذه اللعبة، تعلمت الكثير مع كل المدربين الذين عملت معهم وكنت دائما آخذ بنصائحهم وبنصائح اللاعبين الذين يفوقونني سنا ومن زملاء والدي ومنه كذلك، والآن ابتداء من الموسم المقبل سأخوض تجربة جديدة في مسيرتي الرياضية وسألعب في البطولة البولونية القوية، وسيكون والدي مدربي أتمنى أن يكون موسما مميزا بالنسبة لي وأن أحقق ألقابا أخرى، بعدما توجت مع المنتخب الاسباني لأقل من 21 سنة الموسم المنقضي بالبطولة الأوروبية وهذا الموسم بالبطولة العالمية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024