الارتياح كان باديا على مدرب المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة رابح غربي عندما التقينا به بالمدرسة الوطنية للفندقة والاطعام بعين البنيان بعد المسيرة الذهبية لـ«الخضر” في بطولة العالم، والأمال الكبيرة التي فتحها هذا الفريق للكرة الصغيرة الجزائرية.
ان التجربة الكبيرة لهذا المدرب على المستوى عال ارتسمت على طريقة لعب زملاء اللاعب حاج صدوق الذين أمتعوا جمهور قاعة حرشة بلقطات و فنيات جعلت المنتخب الجزائري يعود الى واجهة كرة اليد العالمية .. و كانت الفرصة مواتية للحديث مع اللاعب الذي توج بكأس رابطة الأبطال الأوروبية في السنوات الماضية قبل أن يصبح مدربا .
هل لك أن تقيم لنا مسيرة الفريق الجزائري في هذه الدورة ؟
عندما أتحدث عن التقييم أود أن أتكلم عند بداية الطريق بالنسبة لهذا الفريق حيث انطلقنا في المشروع مع رئيس الاتحادية السابق رفقة المدرب الوطني السابق بوشكريو .. والأهداف التي رسمت تتعلق بالبطولة الافريقية و بطولة العالم حيث كان الفريق أنذاك ضعيف جدا .. ضف الى ذلك فإن تغيّر القوانين على مستوى الاتحاد الدولي لكرة اليد زادت صعوبة ويصعب اللّعب بدفاع 3 – 3 . ضمن الإستراتيجية التي اتفقنا على بنائها، قلنا أنه لابد ان نصل بالفريق للعب مونديال كبير في الجزائر.
بالتالي فقد اخترنا التحضير بدفاع 5 – 1 الذي أتقنه بشكل جيد عندما كنت لاعبا هنا في مونبلييه الفرنسي .. إلى جانب أنني كنت أتمتع بثقافة تكتيكية هنا بالجزائر .. وبدأنا الطريق الطويل باختيار 40 إلى 50 لاعبا .. و عملنا على محو النقائص في الدفاع و الهجوم و تطوير أداء اللاعبين كوني استقدمت أحسن العناصر الموجودة على المستوى المحلي.
وماهي الأهداف التي سطّرت ؟
الهدف الأول الذي تم تسطيره متعلق بالبطولة الافريقية، وهو الصعود فوق منصة التتويج وهو ما حدث حيث تحقق هذا الهدف ولعب الفريق مقابلات مشجعة للغاية .. أما الهدف الثاني كان يخص ألعاب التضامن الاسلامي التي لم تكن مبرمجة في خطتنا في أول الأمر، وهذا باللعب مع فرق الأكابر .. لكنني قلت نعم لهذا التحدي و أتحمل المسؤولية، وكانت النتائج باهرة وربحنا منافسة رسمية بالنسبة لتحضيرات اللاعبين.
في المونديال كان البعض يؤكد على أن الفريق الجزائري لن يحقق نتائج ايجابية، إلا أنني كنت متيقنا من امكانيات هذا الفريق وثقتي كانت كبيرة في قدرات اللاعبين.
أقولها لك بكل صراحة، الشيء الذي أغضبني وتأثرت له كثيرا هو سماعي بأننا لا نلعب مع منتخبات أقل من 21 سنة خلال التحضيرات عندما كنا نحقق نتائج جيدة، ففي كل مرة كان علينا تبرير هذه الأمور، و هذا شيء مؤسف للغاية . لكن في بطولة العالم برهنا عن امكانياتنا ورأينا أن هذا الفريق يملك قدرات عجيبة، و “الوقت أعطانا الحق”، كما يقال .
لقد قدمت الكثير لهذا الفريق بفضل خبرتك؟
أنا كمدرب قدمت خبرتي، لكن النجوم هم اللاعبون الذين قدموا الوجه المشرف فوق الميدان .. مسيرتي في الميدان كلاعب في الماضي، لكن مستقبل كرة اليد الجزائرية بين أيدي هؤلاء اللاعبين .. فقد تم تسطير برنامجا طموحا مع هذا الفريق بلعب 6 دورات للبطولة الافريقية على الأقل .. و لقد تألق كل اللاعبين في هذه البطولة بالفوز في مقابلتين و تحقيق تعادلين في مستوى كبيرا أنهيناه في المركز الثالث للمجموعة الرابعة .. و هو ما حمّس الجمهور بالتوافد الى قاعة حرشة بأعداد غفيرة.
إنه منعرج حاسم للكرة الصغيرة الجزائرية، أليس كذلك؟
بالفعل، إنها انطلاقة جديدة بهذا الجيل من اللاعبين حيث قمنا باعداد خطة دفاع جديدة وكنا في الترتيب الثالث من حيث الدفاع، كوننا أبقينا المهاجمين من الفرق المنافسة خارج الـ9 أمتار و لم نتلق أكثر من 25 هدف في المباراة هذا شيء مميّز . أكررها لك، فإذا عمل هذا الفريق بشكل جيد سيتحسن كثيرا في المستقبل .
.. وعن مستقبل المدرب غربي مع هذا الفريق ؟
لدي عقد مع الاتحادية ينتهي في 30 جويلية (اليوم)، وهذه الأمور تعود للإدارة و المديرية الفنية .. في حين أنا مازلت مدربا للفريق ..
.. وعن لاعبي التشكيلة الوطنية، من هم المؤهلون للعب مع الفريق الوطني الأول؟
هناك العديد من لاعبي المنتخب الوطني أقل من 21 سنة بامكانهم اللعب مع الفريق الأول على غرار جديد، جغابة،، كوري،، نعيم،، هلال .. الى جانب الحارس غضبان وعبدي الموجودان في الفريق الأول .. فيمكنني القول أن هناك 7 لاعبين على الأقل الذين بامكانهم تشكيل المنتخب الوطني للاكابر، بالاضافة الى اللاعبين الموجودين حاليا.
.. وماهو تقييمك لمستوى الدورة ككل؟
الرباعي الذي تأهل الى الدور نصف النهائي يملك امكانيات كبيرة و ليست مفاجأة بالنسبة لمتتبعي الكرة الصغيرة العالمية.. لم تكن مفاجأت في هذه الدورة العالمية.