كشف المناجير العام لفريق إتحاد البليدة نور الدين كريبازة أن صعود الفريق إلى الرابطة المحترفة الأولى لم يكن بالأمر السهل والهين على الفريق، وأن إدارة الفريق قامت بعمل كبير خصوصا في بداية المشوار من أجل تكوين فريق تنافسي، موضحا بأن هدف الفريق في بداية الموسم كان اللعب لضمان البقاء وليس اللعب على الصعود، لكن مع مرور الجولات اتضح بأن الفريق كانت لديه الإمكانيات للعودة سريعا إلى حظيرة الكبار، كما تحدث في هذا الحوار عن الصعوبات التي تلقاها الفريق خلال الموسم الكروي (20 16- 2017)، وعن الحلول التي وجدها الفريق من أجل قيادة الفريق إلى بر الأمان، وتحدث عن مستقبل الفريق، وعن الكثير من الأمور الأخرى.
❊ الشعب: أولا، هنيئا لكم الصّعود والعودة إلى المحترف الأول، هل لك أن تقدّم لنا حوصلة عن الموسم الكروي (2016 - 2017)، وهل كان الصعود هدف الفريق منذ بداية الموسم ؟
❊❊ نور الدين كريبازة : شكرا جزيلا الصعود هذا الموسم لم يكن سهلا، خصوصا بعد الظروف الصعبة التي مر بها فريق إتحاد البليدة في نهاية الموسم الماضي بعد سقوط الفريق وذهاب الإدارة السابقة ورحيل 19 لاعبا عن الفريق، الإدارة الجديدة بقيادة المدير العام للفريق، اتصلوا بي لأكون المناجير العام للفريق، جئنا في ظروف صعبة للغاية إداريا وماديا وحتى الطاقم الفني كان قد غادر الفريق، لكن الحمد لله مسكنا بزمام الأمور واتخذنا مسؤولياتنا ورفعنا التحدي، وأنا كمناجير عام للفريق كانت لدي البطاقة البيضاء من إدارة الفريق من الناحية التقنية، وبدأنا نكون في المجموعة وانتقينا بعض اللاعبين الشبان ودعمنا الفريق ببعض اللاعبين الذين يتمتعون بخبرة في هذا القسم ويساعدون المجموعة من الناحية البسيكولوجية، كما قمنا بتجارب لبعض اللاعبين منهم اللاعب «بوحنيش» وبعض المغتربين على غرار «عشيش» و»فرطاس»، والمدرب أعطى موافقته على انتدابهم وختمنا بهم قائمة الاستقدامات، ولما أنهينا مهمتنا بتكوين المجموعة لا أخف عليك بأن الهدف الأساسي بالنسبة لنا كنا اللعب من أجل ضمان البقاء في المحترف الثاني بكل أريحية بعدما كونا فريقا تنافسيا.
بعد تشكيل النواة الأساسية للفريق برمجنا تربّصا بتونس وأشرفت شخصيا على توفير كل صغيرة وكبيرة كي يكون التربص ناجحا، حضرنا جيدا ولعبنا العديد من المباريات الودية هناك، وركّزنا كثيرا على تربص تونس ليكون مفتاح النجاح والبقاء في المحترف الثاني، بعد كل هذا انطلق الموسم، وفي بداية الأمر لم تكن المأمورية سهلة علينا خصوصا أن النتائج في بداية الموسم كانت متذبذبة، وهنا أشكر الأنصار كثيرا الذين ساندونا بقوة ولم يضغطوا على شبان الفريق، وأنهينا مرحلة الذهاب في المركز الثالث برصيد 27 نقطة، رغم أننا في الجولة العاشرة أقلنا المدرب «حاج منصور» لأنّنا في تلك الفترة لم نشاهد تلك اللياقة الفردية والجماعية طيلة 10 جولات كاملة، وانهزمنا مع بسكرة وفزنا بصعوبة علىمعسكر في ميداننا والأداء لم يكن جيدا وانهزمنا بعدها على يد جمعية وهران وضيعنا على أنفسنا فوزا سهلا، بعدها حقق الطاقم الفني الجديد ثلاثة انتصارات متتالية وتعادلنا في الجولة الأخيرة لمرحلة الذهاب مع شبيبة بجاية.
❊ في الميركاتو الشتوي كنتم ممنوعين من الانتداب وكانت لديكم مشاكل مادية كبيرة، وهو ما جعل الأنصار يتخوفون على مستقبل الفريق ؟
❊❊ في الحقيقة بعد نهاية مرحلة الذهاب، قدّمنا للاعبين فترة راحة وبرمجنا تربصا بالبليدة وخضنا خلاله مواجهتان وديتان لأن فترة الراحة لم تكن طويلة، وكنا كما قلت ممنوعين من الانتداب بعدما اشتكى بنا بعض اللاعبين السابقين على مستوى لجنة المنازعات للحصول على مستحقاتهم العالقة في الفريق، وفي تلك الفترة المهاجم «زرقين» تلقى دعوة رسمية من فريق شباب بلوزداد لشراء ورقة تسريحه، وخلال التربص كان يطلب منا دائما أرواق تسريحه للذهاب إلى شباب بلوزداد، نحن في البداية رفضنا الفكرة جملة وتفصيلا خصوصا أن الأمر كان يتعلق بهداف الفريق ومدلل الأنصار وكنا ممنوعين من الانتدابات ولم يكن لدينا البديل لتعويض رحيله، لكنه في تلك الفترة ألحّ على الرحيل خصوصا بعدما تلقى اتصالات رسمية من قبل شبيبة القبائل وبقيمة مالية معتبرة جدا، وجاء ذلك الاتصال في الوقت الذي كنا قد سددنا فيه كل الديون وسمحت لنا الرابطة بالانتداب، وفكرنا في مصلحة الفريق وقتها وقررنا تسريح «زرقين» لأمرين اثنين، أولا اللاعب عقله وقلبه كان في شبيبة القبائل وأراد أن يحقق أحد أحلامه باللعب في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، وثانيا لأن القيمة المالية المقترحة من فريق شبيبة القبائل كان يجب علينا قبولها لأنها كانت ستنعش خزينة الفريق وكنا بحاجة ماسة إلى تلك القيمة المادية التي كانت ستسمح لنا بتسديد الكثير من الديون وهو ما قمنا به، وبعد رحيل «زرقين» استنجدنا بابن الفريق «فارس حميتي» وواصلنا المشوار.
❊ واصلتم اللّعب بقوة في مرحلة العودة وتمكّنتم من البقاء مع ثلاثي المقدّمة؟
❊❊ نتأسّف للتصريحات الغير مسؤولة لبعض رؤساء الأندية المدربين وبعض اللاعبين، لتبرير فشلهم والإخفاق ، أتحدّث عن فريق إتحاد البليدة الصعود كان مستحقا ونزيها، عرفنا كيف نسير موسمنا بذكاء كبير لم كل المشاكل التي واجهتنا خلال الموسم واستراتيجيتنا كانت ناجحة، وفوزنا في الشلف أمام الأولمبي كان بالأداء والنتيجة، والجميع شاهد المباراة بعدما كانت منقولة على المباشر عبر التلفزيون، وخلال الشوط الثاني كنا أفضل وأمتعنا الجمهور، لا يمكنني أن أنزل المستوى لأجيب على ما قيل هنا وهناك، أنا أتحدى أين إنسان أو أي طرف يقول بأن إتحاد البليدة هذا الموسم اشترى مباراة أو ساعده فريق ما أو طرف ما أو حكم لتحقيق وضمان الصعود ومستعد لمقابلة أي طرف كان وجها لوجه، إتحاد البليدة حقق صعودا مستحقا بعد عمل كبير قامت به إدارة الفريق واللاعبين والطاقمين التقني والطبي والأنصار الذين تنقلوا معنا في كل مكان.
❊ إتحاد البليدة اليوم في المحترف الأول، وتعودنا في السنوات الماضية مغادرة ورحيل الفريق المسير بعد نهاية مهمته، هل شرعتم في التحضير للموسم المقبل أم أنكم ستغادرون؟
❊❊ بالنسبة لنا رسمنا صعودنا إلى الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بعد أسبوع واحد فقط، حاليا ليس هناك أي شيء رسمي وبدأنا نتحدث تارة عن ما سنقوم به الموسم المقبل، لكن أظن أنه يلزمنا تدعيمات من كل النواحي إداريا وماديا، والرئيس قرر فتح رأس مال الشركة كي يدخل مساهمون جدد لمساعدة ومرافقة الفريق لجلب الإضافة الموسم المقبل، لنهيكل إدارتنا وفريقنا جيدا وإذا توفرت الإمكانيات لنلعب في المحترف الأول بكل أريحية سنبقى مع الفريق ونكمل المشوار وسنواصل استراتيجيتنا في العمل، لكن إذا لم تتوفر هذه الأمور أنا شخصيا لن أبقى في الفريق وسأغادر.
❊ البعض يقول أنّ «كريبازة» هذا الموسم يمثل نسبة تزيد عن 80 بالمائة في فريق إتحاد البليدة؟
❊❊ هذا شرف لي وأمر يسعدني كثيرا أن يعترف الجمهور البليدي بالعمل الذي قمت به طيلة الموسم مع الفريق لتحقيق الصعود وإسعاد الأنصار، وإلحاح الناس على بقائي كمناجير عام للفريق يشرفني، لكن كل شيء يأتي بالإمكانيات والعمل لكي نتمكن في شهر جوان المقبل إذا كانت الأعمار طويلة أن نحصد أحد الألقاب للفريق الموسم المقبل ليكون عملنا مثمرا، لأن فريق إتحاد البليدة كبير ويجب أن لا يقتصر وجوده للعب على البقاء في المحترف الأول والعمل على العودة إلى المحترف الثاني وحان الوقت لحصد الألقاب.