يواصل فريقا اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر المغامرة القارية بطموحات كبيرة عقب اجراء عملية القرعة لدوري المجموعات التي ستكون المنافسة فيها مشوقة بالنسبة لآلاف أنصار الفريقين الذين سيحضرون لمقابلات كبيرة وسهرات كروية قد تكون في المستوى بهدف رؤية ممثلينا في أدوار متقدمة في المنافسات الافريقية.
ففي رابطة الأبطال الافريقية التي يمثلنا فيها فريق اتحاد العاصمة، فان القرعة أوقعته أمام كل من الزمالك المصري، أهلي طرابلس الليبي وكابس يونايتد الزيمبابوي حيث أن المهمة لخطف احد المركزين المؤهلين الى الدور ربع النهائي ممكنة جدا بالنسبة لأشبال المدرب بول بوت كون الاتحاد يملك الامكانيات الفنية والخبرة للوصول الى الهدف الذي لن يتوقف عند الدور ربع النهائي بالنسبة لأصحاب الزي الأحمر والأسود الذين نشطوا قبل عامين الدور النهائي لهذه المنافسة.
تجربة لاعبي «سوسطارة «.. نقطة إضافية
طموحات زملاء كودري ستكون أكبر هذه المرة بفضل تشكيلة متوازنة الى حد بعيد بوجود لاعبين يعرفون جيدا تسيير الأمور فوق الميدان بالنسبة للمنافسة القارية رقم واحد على غرار زماموش، بن موسى، بلجيلالي، مفتاح... بالرغم من أنهم سيواجهون أحد المرشحين للعب الأدوار الأولى في هذه المجموعة وهو الزمالك المصري.. هذا الأخير الذي سيكون بمثابة المنافس القوي لأبناء سوسطارة في هذه المجموعة التي ستلعب على شكل بطولة.
وسيكون حسن تسيير الرزنامة من المفاتيح الرئيسية لكسب أكبر عدد ممكن من النقاط لتجاوز هذا الدور، كم خلال «استغلال» امكانيات اللاعبين والاسترجاع في الوقت المناسب .. علما بأن الاتحاد ونفس الشئ للمولودية سوف يلعبون في نفس الوقت مقابلات الرابطة المحترفة الأولى .. و هو ما يفرض الذكاء الكبير في تجنب ارهاق اللاعبين.
والشئ الايجابي والذي قد يفيد ممثلنا في رابطة الأبطال هو أن يستقبل في عقر داره خلال الجولة الأولة، مما يعطيه أسبقية في امكانية تحقيق نتيجة ايجابية عندما يواجه الأهلي الليبي بملعب عمر حمادي ببولوغين، حيث أن الجانب البسيكولوجي مهم في حالة تحقيق الفوز في الجولة الأولى.
الزمالك.. أكبر المنافسين على بطاقتي التأهل
ويعرف لاعبو الاتحاد أن المهمة لن تكون سهلة في هذه المجموعة التي يسعى كل فريق لكسب احد المركزين، فبالإضافة الى الزمالك الذي بدون أدنى شك طموحاته تكون دائما كبيرة كونه متعود على التتويجات القارية.. في حين أن أهلى طرابلس يملك تشكيلة قوية تحاول خطف مركز مؤهل الدور القادم .. بينما يبقى نادي كابس يونايتد مفاجأة هذه المنافسة كونه أزاح في الدور الماضي نادي تي بي مازمبي الذي كان مرشحا بقوة للذهاب بعيدا في المنافسة.
وبالتالي، فان خبرة المدرب بول بوت سيكون لها وزن في تسيير أمور الفريق بشكل جيد لا سيما وأن التحسن ظهر على الفريق في المدة الأخيرة، بالرغم من أن المدرب البلجيكي ما زال يركز على ضرورة اعادة الفعالية المنتظرة لدى المهاجمين وهذا قبل الدخول في المغامرة القارية.
حلم أنصار العميد في كأس «الكاف»
وفي كأس الاتحاد الافريقي، فان حلم أنصار مولودية الجزائر بدأ يكبر مع مرور المقابلات القارية التي انتظرها عشاق العميد منذ مدة طويلة و»يحضّرون» لتدعيم زملاء حشود للذهاب الى أبعد نقطة ممكنة في المنافسة..
وفي هذا الشأن ذكر رئيس النادي عمر غريب أن هدف المولودية في الوقت الحالي هو التأهل الى الدور ربع النهائي من كأس الكاف مباشرة بعد اجراء عملية القرعة التي أوقعت الفريق أمام كل من النادي الصفاقسي التونسي، بلاتينيوم ستارز الجنوب افريقي، ونادي مبابام سالاوس من سوازيلاندا.
وبالنسبة لكمال مواسة، فان المولودية لها حظوظ كبيرة، بالرغم من وجود النادي الصفاقسي في المجموعة، والذي يملك خبرة كبيرة في المنافسة التي توج بلقبها 3 مرات .. لكن مشوار المولودية لحد الأن في كأس الكاف أثبت أنها «قوية» بتشكيلة تملك الخبرة اللازمة في الأوقات الصعبة من خلال وجود لاعبين سبق لهم وان لعبوا عدة مقابلات على هذا المستوى في أندية مختلفة على غرار يوقار، قراوي، قورمي، شاوشي، زرداب، بدبودة.. كل هؤلاء اللاعبين بإمكانهم تقديم الكثير للفريق الذي في نفس الوقت استطاع أن يمنح الفرصة للاعبين شبان موهوبين يقدمون الاضافة اللازمة وكسبوا قلوب ألاف الأنصار أمثال منصوري، شريف الوزاني، شيتة.
مواسة.. تسيير التشكيلة بثبات على ثلاث جبهات...
فالعمل الذي يقوم به المدرب مواسة أعطى ثماره بشكل موفق، لأن المولودية تلعب هذا الموسم على ثلاث جبهات ومازالت حظوظها قائمة فيها.. فبالرغم من تواجد وفاق سطيف في المقدمة بفارق مريح، الا أن المطاردة مازالت متواصلة من طرف العميد، الذي في نفس الوقت متأهل الى الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية.. ويحضر في نفس الوقت لدخول دور المجموعات في كأس الكاف أين سيواجه في المباراة الأولى المقررة أيام 12، 13 أو 14 ماي القادم أمام نادي بلاتينيوم ستارز الجنوب افريقي.
وسيكون الشغل الشاغل بالنسبة للطاقم الفني للمولودية هو تسيير التشكيلة بشكل جيد بالمقارنة مع الرزنامة المكثفة للفريق.. لكن يبدو أن التعداد الثري للعميد يمنح العديد من الخيارات للمدرب مواسة الذي بامكانه اعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين في مختلف المنافسات التي يشارك فيها الفريق.. وفي حالة التأهل الى الدور ربع النهائي، فان المولودية ستدعم التشكيلة بلاعبين اضافيين للوصول الى الأهداف المسطرة.
آراءالمختصين
طارق غول: «المهمة صعبة بسبب الظروف التي تعيشها الكرة المحلية»
أكد الدولي الجزائري طارق غول في تصريح خاص لجريدة «الشعب» أن المأمورية لن تكون سهلة بالنسبة لكل من مولودية الجزائر ضمن كأس الكونفيدرالية الأفريقية وإتحاد الجزائر في رابطة أبطال أفريقيا وذلك راجع لعدة عوامل أبرزها الإرهاق الذي سينال من اللاعبين بسبب عدم نيلهم قسط من الراحة قبل الدخول في أجواء المنافسة القارية بما أن البطولة المحلية ستنتهي في شهر جوان القادم.
ولهذا، فإن القائمين على الناديين مطالبون بإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق نتائج إيجابية في قوله «مهمة مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة لن تكون سهلة ضمن المنافسة القارية لأن المستوى عالي بالمقارنة مع البطولة الوطنية ولهذا فإن الفريقين لا يمكنهما تقديم الكثير لأنه من غير المعقول أن يكون بوجه على الصعيد المحلي وعندما ينتقل للعب في المنافسة الأفريقية يتغير الأمر فجأة ولهذا أعتقد أن ممثلا الجزائر هذه السنة مطالبان بتقديم كل ما عليهم لتشريف الألوان الوطنية».
وأضاف محدثنا في ذات السياق «الوضع الداخلي للكرة الجزائرية سيؤثر على مستوى الفريقين قاريا لأن البطولة ستنتهي في وقت متأخر أي في شهر جوان القادم والمنافسة القارية ستنطلق بعد أيام قليلة من ذلك وهذا ما يعني أن اللاعبين لن يرتاحوا ورد فعلهم من الناحية البدنية ستتراجع لأنه من المستحيل أن يقدموا أداء كبير والمدربين لن يتمكنا من ضبط برنامج تحضيري خاص بالبطولة القارية وعليهم فقط تسيير هذه الأخيرة في مثل هذه الظروف وكل ذلك راجع إلى سوء البرمجة لأن الرابطة لم تضع في حسبانها الأندية التي ستشارك في المنافسة القارية وكل هذه النقاط لها تأثير من دون ولهذا يجب أن تكون رزنامة مضبوطة مستقبلا إذا أردنا النجاح».
وأكد اللاعب السابق للاتحاد أن المواجهة الأولى مهمة من أجل مواصلة المشوار «اللقاء الأول مهم بالنسبة للفريقين لأنه المعيار الذي سيظهر إمكانياتهما في المنافسة القارية من كل الجوانب البدنية، الفردية، التكتيكية، البسيكولوجية، ولهذا يجب تحفيز اللاعبين لتحقيق نتيجة إيجابية رغم صعوبة المهمة بما أننا سنكون في شهر رمضان ولهذا يجب أن يركز الجميع على الاسترجاع إضافة إلى استغلال الخبرة الموجودة عند المدربين لأنه كلا الناديين لا يملكان عناصر تتمتع بالخبرة اللازمة للذهاب بعيدا في هذا الموسم ولهذا عليهم تسيير المنافسة والعمل على كسب الخبرة لتحقيق نتائج في السنوات القادمة».
عمر بتروني: «بإمكان المولودية والاتحاد الذهاب بعيدا»
في حين كان لعمر بتروني رأي آخر في الموضوع حيث تفاءل كثيرا من نجاح كل من مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة على الصعيد في تصريحه لجريدة «الشعب» في قوله «مشاركة المولودية ضمن كأس الكاف سيكون أسهل من رابطة الأبطال وهي قادرة على التأهل للنهائي، خاصة أنها ستواجه أندية ذات مستوى متقارب ولهذا حظوظها كبيرة في الذهاب بعيدا بحول الله، عكس الاتحاد الذي سيلعب ضمن المنافسة الأقوى قاريا ما يعني أن مهمته لن تكون سهلة خاصة أنه سيلاقي فرق قوية ولها خبرة وتجربة».
وعن المباريات التي ستكون في شهر رمضان قال الدولي الجزائري السابق «كلا الفريقين يملكان عناصر لها خبرة وتجربة على الصعيد القاري ولهذا لا أعتقد أن يتأثروا بشهر رمضان لأنهم يعرفون كيف يسيرون الأمور فوق الميدان والإيجابي في الأمر أنهم سيدخلون بشكل مباشر في جو المنافسة الأفريقية بعد انتهائهم من البطولة الوطنية، حيث سيساعدهم كثيرا لأنه غير ملزمين بإجراء تحضيرات خاصة بما أن اللاعبين في قمة الجاهزية البدنية».
كما تطرّق بتروني إلى مستوى البطولة الوطنية الذي أصبح يتراجع من موسم لآخر في قوله «مستوى البطولة الوطنية متدني كثيرا رغم توفر الإمكانيات المادية وظروف الاسترجاع إلا أن الجانب التكتيكي في تراجع كبير من موسم لآخر وبالعودة للماضي القريب في 2014، كانت الأمور أفضل بكثير بدليل أن الوفاق تحصل على اللقب القاري وفي الثمانينات فاز بالتاج وهو في القسم الثاني ومن هنا نستنتج أن البطولة المحلية ليست في مستواها الحقيقي ولهذا أتنمى أن تعود الأمور إلى سابق عهدها ونشاهد فرق أخرى تتألق قاريا».
منير دوب: «المهمة صعبة لممثلينا»
أما لاعب الشبيبة السابق منير دوب أكد لـ «الشعب» أن المهمة صعبة بالنسبة للناديين الجزائريين على الصعيد القاري في قوله «المنافسة القارية دائما تحمل المفاجآت، ولكن الطريقة الجديدة التي ستكون عليها هذا الموسم من خلال تأهل فريق فقط عن كل مجموعة بعدما تم تحديد أربعة مجموعات ستكون المهمة صعبة بالنسبة للإتحاد والمولودية ما يعني أنهما مطالبان بالفوز بكل المواجهات التي تلعب في الديار والعمل على تحقيق نتائج إيجابية خارج ملعبهما لضمان التأهل للدور المقبل».
وأضاف محدثنا في ذات السياق «المشكل الأساسي يكمن في غياب برنامج محدد في البطولة الوطنية لأنه من المفروض تحديد رزنامة تتماشى مع الأندية المقرر أن تشارك قاريا ولكن للأسف لم يتم وضع ذلك في الحسبان وهذا ما سيؤثر على مستوى الفريقين في هذا الموعد والحل واضح وهو أن يتم تصليح الخلل الحاصل حاليا من خلال التشاور بين جميع القائمين على الكرة الجزائرية من مسيرين ورؤساء نوادي وترك المصلحة الشخصية جانبا والعمل على المصلحة العامة للكرة الجزائرية حتى تستعيد هيبتها مثلما كانت عليه في السابق والاقتداء بوفاق سطيف الذي سير في الطريق الصحيح لأنه نادي كبير والآن يركز على التكوين والاستثمار في العناصر الشابة».
جمعتها: نبيلة بوقرين