حركة كبيرة تشهدها الساحة الرياضية الجزائرية هذه الأيام والتي تتواصل الى غاية شهر أفريل القادم، كونها تعرف مرحلة انعقاد الجمعيات العادية والانتخابية للاتحاديات الرياضية، والتي تعتبر وقفة جد هامة في مسار هذه الهيئات التي تسيّر مختلف الأنواع الرياضية كل اتحادية، بحسب اختصاصها.
تسير هذه الجمعيات في ظروف عادية بحسب الأصداء الواردة، أين يكون رئيس كل اتحادية و طاقمه أمام أعضاء الجمعية العامة لعرض التقريرين الأدبي و المالي قبل أن يفسح المجال بعد ذلك بأيام محددة للترشح، وتتواصل العملية وسط اهتمام اعلامي كبير بالنسبة لسيرها وكذا معرفة مصير المسيرين الذين سوف يحتفظون بمناصبهم لعهدة أولمبية جديدة الى غاية 2020 ، أو سيغادرون « الباخرة «، بالنظر لعدة معطيات خاصة بتطبيق الاجراءات القانونية المحددة في هذا الميدان وهذا عند عرض التقريرين الأدبي و المالي على الجمعية العامة أو عند انطلاق مسار الجمعية العامة الانتخابية و تسجيل الترشيحات و دراستها.
بالموازاة مع هذه العملية، كان وزير الشباب و الرياضة قد أكد في عدة خرجات له أن « الذي فشل في مهمته خلال العهدة الأولمبية السابقة عليه أن يغادر و يترك منصبه.. لقد تم التوقيع على عدة أهداف من قبل الاتحاديات و على هذا الأساس سيتم تقييم عمل كل هيئة « .
يظهر أن بعض رؤساء الاتحاديات بعد عقد الجمعيات العامة الانتخابية الأولى لم يتمكنوا من الترشح لعهدة أخرى، في حين ان بعض رؤساء الهيئات احتفظوا بمناصبهم بعد أن كانت الجمعية العامة قد أعطت لهم الضوء الأخضر على غرار ايزم في اتحادية الرياضة المدرسية ورئيس اتحادية البادمنتون زوبيري مسعود.
تقييم الاتحاديات ..
كان المدير العام للرياضة بوزارة الشباب والرياضة جباب قد أكد في احدى الحصص الاذاعية: «أن تقييم الاتحاديات يقوم على أساس قانوني حيث أن كل الاتحاديات أمضت على اتفاقيات أهداف، وعلى ضوئه سيتم تقييم كل اتحادية» .. مما يعني أن السلطات العمومية حريصة على الوصول الى هذه الأهداف من طرف الاتحاديات على ضوء الامكانيات المالية التي تقدمها لهذه الهيئات نظير خطتهم التي أمضوا على برنامجها من أجل الوصول الى الأهداف. مع سير العملية يتم من حين لأخر توضيح بعض الاجراءات التي تدخل في الاطار التنظيمي، هذا ما ظهر مؤخرا بعد تصريحات أحد أعضاء الرابطة الوطنية لكرة القدم. أين أصدرت الوزارة الوصية بيانا في بحر الأسبوع الماضي تؤكد فيه : « طبقا للتشريع والتنظيم الساريين المفعول، لاسيما القانون رقم 13-05 المؤرخ في 23 جويلية 2013 والمتعلق بتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية وتطويرها والمرسوم التنفيذي رقم 14-330 المؤرخ في 27 نوفمبر 2014 الذي يحدد كيفيات تنظيم الاتحاديات الرياضية الوطنية وسيرها وكذا قانونها الأساسي النموذجي، باشرت وزارة الشباب والرياضة بعملية تقييم حصائل الاتحاديات المعنية بمسار تجديد هيئاتها الرياضية..
بهذه الصفة وعلى أساس عقود الأهداف الموقعة بين الوزارة والاتحاديات، فإن المساعدات تخضع لتقييم السلطات العمومية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة. من ثمة، فإن وزارة الشباب والرياضة تذكر بأن هذا التحليل للحصائل لا يتأثر بأي نزاع شخصي ويكذب بصرامة وجود أي نزاع من هذا النوع بين وزير الشباب والرياضة ورؤساء الاتحاديات والرابطات والنوادي الرياضية».
التركيز على ترقية مستوى الأداء
يمكن القول أن المشاركة الأخيرة للرياضة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بريو لم تكن في المستوى، بالنظر لاخفاق بعض الاتحاديات للظفر بالميداليات بالرغم من أن كل المتتبعين كانوا مركزين على امكانية رؤية بعض من الرياضيين التألق و الفوز بالميداليات، في هذا الصدد قال جباب: «سوف يتم التركيز في المستقبل على النوعية و ليس الكمية في المشاركات الأولمبية».
تبقى المشاركات الجزائرية في الألعاب الأولمبية هي محصلة لكل المجهودات التي تقام خلال عهدة أولمبية .. لذلك فإن الخطوات لا بد أن تكون مدروسة و تقييم مرحلي للوصول الى أهداف نوعية تعطي للرياضة الجزائرية بريقها .
على غرار الاتحاديات الأخرى، فإن اتحادية كرة القدم ستعقد جمعيتها العامة العادية يوم 27 فيفري، أين سيكون التركيز بشكل أكبر في متابعتها من طرف الجمهور الرياضي بالنظر لمكانة كرة القدم في بلادنا .. في انتظار الجمعية العامة الانتخابية، المقررة يوم 20 مارس.
للإشارة، فإن عملية تجديد الهيئات الرياضية سيختتم، يوم 28 أفريل، بإجراء الجمعية الانتخابية للجنة الأولمبية الجزائرية التي تجمع كل الاتحاديات الرياضية الوطنية.