« وضع إستراتيجية منطقية تتماشى مع واقع الرياضة المدرسية»
أكد رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية، عبد الحفيظ إيزم، أنه مسرور جدا، بعدما تم تجديد الثقة في شخصه من طرف أعضاء الجمعية العامة للمرة الثالثة على التوالي، حيث كان المرشح الوحيد لخلافة نفسه، وهذا ما سيجعله يعمل كل ما في وسعه من أجل مواصلة مهمته التي بدأ فيها من قبل، وكان ذلك خلال نزوله ضيفا على جريدة «الشعب» مباشرة بعد انتخابه على رأس الهيئة حيث لبى الدعوة بكل تواضع وكشف عن عدة نقاط أخرى تتعلق ببرنامجه القادم.
«الشعب»: هل كنت تتوقع أن يجدد أعضاء الجمعية العامة الثقة بك؟
«عبد الحفيظ إيزم»: في البداية أشكر كل أعضاء الجمعية العامة على تجديد الثقة في شخصي للمرة الثالثة على التوالي رغم المشاكل المالية الكبيرة التي عاشتها الاتحادية خاصة في العهدة الماضية، لكن الحمد لله تمكنا من تسيير الأمور بشكل الإيجابي وطبقنا البرنامج الخاص بالأربع سنوات الماضية بنسبة 100 بالمائة من خلال عمل مشترك وشفاف بين كل الرابطات الجهوية، وهذا ما جعلهم يجددون ثقتهم بي وأنا سأواصل في العمل من أجل تطبيق نقاط أخرى مستقبلا.
كيف تقيم العهدة الماضية من كل النواحي؟
العهدة الماضية كانت سيئة بكثير مقارنة مع العهدة الأولى بسبب غياب الاستقرار، لأنه لم يكن هناك اهتمام كبير بالرياضة المدرسية، ما أثر علينا بشكل مباشر وخلق لنا مشاكل مالية كبيرة بسبب عدم وجود ميزانية كافية، ولكن لحسن الحظ تلقينا دعما من الوزير الحالي للشباب والرياضة السيد ولد علي الذي منحنا 2 مليون دينار ما جعلنا نتمكن من تسديد الديون التي كانت عالقة، إضافة الى توفير مبلغ جيد للمستقبل تجاوز المليون دينار.
نفهم من كلامك أن الرياضية المدرسية تعاني من عدم وجود اهتمام كبير بها ؟
الرياضة المدرسية هي النواة الحقيقية حتى يكون لدينا جيل ذهبي ناجح في المجال الرياضي و عنصر فعال في المجتمع في ذات الوقت، ولكن للأسف لم يعط اهتمام للرياضة المدرسية بدليل أن هناك عدة مدارس لا تحتوي على مرافق رياضية رغم أننا نغطي أكبر نسبة من المعنيين بالمقارنة مع الاتحادات الأخرى ومن المفروض أن تكون الوضعية أفضل .. لكن الأمور عكس ذلك تماما ولحسن الحظ استمع لنا وزير الشباب والرياضة ومنحنا مبلغ مالي ممتاز وهو يولي اهتماما كبيرا للرياضة المدرسية، ما يعني أن الوضع مستقبلا سيكون أفضل بكثير بحول الله.
كيف تعاملتم مع الوضع في ظل هذه المشاكل؟
الحمد لله تمكنا من تسيير العهدة الماضية بنجاح رغم المشاكل المالية الكبيرة والفضل يرجع للرابطات الولائية التي قدمت الدعم المادي لنا وبمعنى آخر بفضل جميع الرجال الذين تعاملنا معهم، لأن وزارة التربية منذ عام 2015 لم تقدم لنا أي دعم مالي ووزارة الشباب والرياضة كانت تمنحنا كأقصى حد 700 مليون سنتيم، وهذا غير كافٍ لتغطية 21 بطولة وطنية على مدار السنة، تشمل أكثر من 8 مليون طفل عبر ربوع الوطن، إضافة إلى 3000 عامل يشرفون عليهم، إضافة إلى المشاركة في بعض البطولات الدولية.
وماذا عن الاتفاقية المبرمة بين كل من وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة بهدف تطوير الرياضة المدرسية؟
المهم هو فرض الاستقرار لأن العامل الأساسي من أجل النجاح من خلال الانطلاقة وفقا لهرم متوازن حتى نتمكن من اكتشاف المواهب وتطويرها ونتحد حتى نكون كشخص واحد لخدمة المصلحة العامة للرياضة المدرسية، بما أن الطفل بحاجة لرعاية كبيرة من كل النواحي وعلينا أن نوفر له الظروف المناسبة بناءً على المقولة: «العقل السليم في الجسم السليم» ومن جهة أخرى، فإننا سنساهم في اكتساب جيل مثقف من دون وجود عقدة في ممارسة الرياضة وغير معارض بأن يكون العنصر النسوي في الميدان الرياضي بالتالي نقضي على ظاهرة العنف التي تفشت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة.
كيف تتم عملية تعيين المدربين في المدارس؟
لأساتذة التربية البدنية دور كبير وفعال من أجل تكوين النشء، ولهذا كان في السابق يتم تعيينهم من طرف وزارة الشباب والرياضة بالنظر إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وكانوا يتمتعون بمستوى عالٍ، لأنهم يملكون الخبرة والتجربة الكافية، لكن في السنوات الأخيرة تراجعنا كثيرا بسبب التهرب من المسؤولية من طرف المعنيين ما يعني أنه يجب أن تكون هناك إستراتيجية عمل محكمة وشاملة وبرنامجا مسطرا، وفقا لتحليل ميداني حتى تكون هناك نتائج إيجابية على الصعيدين الداخلي والدولي، بما أننا نملك كفاءات بشرية كبيرة ونستطيع استغلال طاقة هذه الفئة الهامة في الأمور الإيجابية حتى يكون لدينا مجتمع سليم.
ما هي الأمور التي يجب أن تتوفر لديكم لتجاوز هذه المشاكل؟
لتجاوز هذه المشاكل يجب أن يكون تنسيق بين كل من وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية الوطنية لكي يكون برنامج مكتمل حتى لا يكون هناك خلل بالنسبة للتلاميذ عندما يشاركون في المنافسات يستطيعون تدارك تأخر الدروس من دون أي خوف، و من جهة أخرى يجب أن يكون عمل جماعي مكثف من كل الفاعلين والمعنيين بالرياضة المدرسية حتى نخرج بتوصيات بين الجهتين الوصيتين، إضافة إلى التنسيق بين كل الاتحادات الأخرى حتى نتمكن من دمج الرياضيين كل واحد في الاختصاص الذي يرغب فيه ولما لا ليكونوا من بين أفضل الأسماء التي من شأنها تشريف الجزائر في المحافل الدولية، مثلما كان عليه الحال مع عدة وجوه في السنوات الماضية على غرار حسيبة بوالمرقة التي حققت نتائج رائعة وبالتالي فإن الرياضة المدرسية تبقى هي الأساس والنواة، لأنها تهتم بالقاعدة.
ما هو الجديد في البرنامج الخاص بالعهدة الأولمبية القادمة؟
سنكمل في نفس العمل الذي بدأنا به في العهدتين السابقتين وأضفنا بعض النقاط على البرنامج الخاص بالأربع سنوات القادمة والتي تتمحور أساسا حول الجانب التنموي، سعيا منا لترقية وتنمية النشاط الرياضي بالوسط المدرسي، انطلاقا من الطور الابتدائي وفقا للإمكانيات الموجودة لدينا والموفرة من طرف السلطات العمومية والتي ستسيرها الرابطات والجمعيات الرياضية المدرسية بتكفل كمي ونوعي لا من حيث الجانب التقني فحسب، بل من الناحية الإدارية أيضا ومن بين أهم الخطوط العريضة التي عرضتها على الجمعية، لكي تدخل مجال التنفيذ بمعية المكتب التنفيذي، يمكن تحقيق المسعى المشترك لتجسيد كل البرنامج على أرض الواقع.
ما هي هذه النقاط؟
وضع إستراتيجية منطقية لدراسة واقع الرياضة المدرسية لاستدراك العراقيل وتقويمها وتكثيف المساعي والإجراءات للوصول إلى نتائج عملية تجسد في الميدان ومن أجل الوصول لهذه النقطة المهمة يجب أن يكون اختيار السبل الحسنة للنهوض الفعلي بالرياضة المدرسية في إطارها الواسع لتحديد الآليات الفعالة للنجاح في ذلك، تطوير البرامج التقنية التي تساعد في عملية الانتقاء، التكوين والتكفل بالمواهب الشابة، توفير الوسائل واستغلال المجال الزمني الأسبوعي المخصص للرياضة، تطوير وتحسين كفاءات المدربين لدعم الجمعيات الرياضية للتكفل الصحيح بالنشاطات الرياضية، إعادة النظر في القانون الأساسي للاتحاديات والرابطات التي تتميز بصفة تعدد الرياضات، التنقيب الجيد للموارد المالية وعدم الاكتفاء بميزانية الدولة، تجسيد مشروع تنظيم الجلسات الوطنية حول الرياضة المدرسية وهي الفرصة التي تسمح بإعطائها مكانتها اللائقة، تمثيل الرياضة المدرسية على المستوى الوطني والدولي بفتح المجال على كل الاختصاصات، تحسين المجال الإعلامي وتوسيعه ومحاولة الرجوع لكأس الجزائر المدرسية.