أرجع الدولي الجزائري السابق لخضر بلومي فشل المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني مؤخرا إلى عدم قدرتهم في فرض السيطرة على المجموعة بسبب تمرد اللاعبين وعدم تطبيقهم للتعليمات المطلوبة منهم، رغم وجود إمكانيات فردية وجماعية كبيرة، ولهذا علينا أن نقتدي بالمنتخب الكاميروني الذي فاجأ الجميع وفاز باللقب القاري رغم غياب عدد كبير من المحترفين، وأكد أن المسيرين مطالبين بانتقاء الرجل المناسب مستقبلا من أجل إعادة الأمور إلى الطريق الصحيح، وكان ذلك خلال حوار خصّ به جريدة «الشعب».
«الشعب»: كيف تعلّق على إخفاق المنتخب الوطني في المنافسة الإفريقية؟
«بلومي»: في البداية علينا أن نطرح سؤال مهم وهو كم مرة خرجنا من الدور الأول لأننا فشلنا في تجاوز هذه المرحلة 7 مرات في تاريخنا، على غرار عام 1986، ولكن الفريق قدم مستوى رائعا في المونديال وفي سنة 1992، بعدما كنا فائزين بلقب الطبعة الذي سبقته وآخر مرة كان عام 2013 بوجود المدرب هاليلوزيتش، ولكن هذا الأخير برهن بالبرازيل وقاد المجموعة إلى الدور الثاني بنهائيات كأس العالم في 2014، ولهذا نجد أسباب فشل الفريق بالغابون سهلة وواضحة، وهي عدم تمكن المدرب من التحكم في اللاعبين.
هل نفهم من كلامك أن المدرب هو المسؤول على فشل المنتخب في تجاوز الدور الأول؟
** أسباب فشل المنتخب الوطني خلال كأس أمم إفريقيا سهلة وواضحة، لأننا لم نكن جاهزين من الناحية التقنية، لأنه بعد ذهاب هاليلوزيتش أصبح هناك تشتت داخل الفريق والمدربين الذين أتوا بعده لم يتحكموا في الوضع مثلما فعل هو لأنه فرض الانضباط داخل المجموعة، وهذا ما جعله يسيطر على الإمكانيات الموجودة وتوظيفه،ا بحسب الخطة التي يراها مناسبة، عكس ما حدث مع كل من غوركوف، رايفاتس وليكنس، لأنهم فقدوا السيطرة على الأجواء.
نفهم من كلامك أن المدربين هم السبب في وصول الفريق لهذا الوضع؟
** المدربون الذين جاؤوا بعد هاليلوزيتش لم يتحكموا في الوضع الداخلي للفريق رغم وجود إمكانيات كبيرة وهذه المجموعة هي التي تمكنت من التأهل للدور الثاني، خلال كأس العالم، وفي نفس الوقت المدرب الصربي سبق له وأن قاد غانا إلى الدور نصف النهائي من المنافسة القارية وليكنس لم يكن لديه الوقت الكافي من أجل إعادة ترتيب الأمور، وهذا ما يعني أن غياب الاستقرار هو العامل المباشر وليس المسؤولين، مثلما يتحدث البعض لأنهم يتغيّروا وكانوا موجودين عندما تألق المنتخب بالبرازيل وحاليا لم يبق الفريق يلعب بروح المجموعة وكل واحد أصبح يلعب كما يهوى له.
إذًا عدم التحكم الجيد في المجموعة هو السبب؟
**الإخفاق كان لأسباب فنية والمدربين هم المسؤولين بنسبة كبيرة لأنهم لم يتمكنوا من فرض منطقهم في الفريق، لأنه كما سبق لي القول اللاعبين الحاليين هم الذين تألقوا في السابق وحاليا نشاهدهم يقدمون مستوى رائعا مع الأندية التي ينشطون بها وأنا لا أتفق مع الذين يتحدثون عن غياب الروح الوطنية لديهم، لأنه من دون شك اللاعب عندما يكون فوق أرضية الميدان أكيد أنه يفكر في اللعب من أجل تشريف ألوان بلدهم والدفاع عنها ولكن هناك أمور أخرى لم تكن موجودة من الناحية الفنية والتكتيكية، إضافة إلى غياب الاستقرار الذي يعد أهم عامل لنجاح المدرب حتى يتعرف على المجموعة ويستطيع التعامل معها.
**ما هي الحلول التي تقترحها لكي يعود الفريق الوطني إلى الواجهة من جديد؟
** الآن يأتي دور المسؤولين لأنهم مطالبون بإيجاد المدرب المناسب في أسرع وقت ممكن من أجل بداية العمل حتى نحقق نتائج إيجابية في قادم المواجهات، خاصة أّننا ما زلنا نلعب من أجل التأهل لمونديال روسيا 2018 رغم صعوبة المأمورية.. لكن يجب أن نلعب كل حظوظنا بما أنه كل شيء ممكن في كرة القدم وبإمكان الأمور أن تتغير رغم أن مصيرنا موجود بيد غيرنا، إلا أننا يجب أن لا نفقد الأمل ونعمل على تحقيق الفوز باللقاءات المتبقية وانتظار نتائج الفرق الأخرى.
لكن الفريق الوطني يعاني من فترة فراغ وغياب مدرب في الفترة الحالية؟
** يجب أن يتم تعيين مدرب مناسب وله كفاءات عالمية حتى يتمكن من إعادة الأمور إلى الطريق الصحيح من خلال فرض منطقه من الناحية الفنية ويحضرهم معنويا أيضا، لأن هذا الجانب مهم بما أنهم يلعبون بانتظام في الفترة الحالية مع أنديتهم في مختلف البطولات، ولهذا يجب أن يعرف فقط كيف يتعامل مع الإمكانيات الكبيرة الموجودة في الفريق ويتحكم فيها ويوظفها بالشكل الصحيح، ولكن قبلها، عليه أن يفرض الانضباط أولا حتى تسهل عليه الأمور لتصحيح الأخطاء الموجودة.
ما رأيك في نجاح بعض المدربين إفريقيا، بعدما تم انتقادهم في الجزائر؟
** صحيح هناك بعض المدربين تم انتقادهم في الجزائر، لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية مع الأندية التي أشرفوا عليها، لكنهم نجحوا مع المنتخبات الإفريقية وخير مثال رونار الذي تألق وفاز بالتاج القاري، ولهذا علينا أن نقتدي بغيرنا على غرار المنتخب الكاميروني الذي لم نكن نتوقع فوزه بالكأس في هذه الطبعة، بعدما رفض بعض المحترفين الالتحاق بالمجموعة، ولكنه في الأخير نجح مع المحليين بدليل أن المدرب أبقى على لاعبين محترفين في دكة البدلاء، وعندما أدخلهما سجلا هدفي الفوز وهذه السياسة ناجحة وعلينا الاعتماد بالعناصر التي تقدم الإضافة اللازمة وهناك نقطة أخرى.
ما هي تفضّل؟
** هؤلاء المدربين الذين نجحوا، بعدما غادروا الجزائر، وجدوا الجو المناسب وكان لديهم الوقت الكافي من أجل العمل، عكس ما هو عليه الحال في البطولة حيث نجد عدة فرق تعاني من غياب الاستقرار رغم وجود أموال كبيرة على غرار شبيبة القبائل التي لها تاريخ عريق محليا وقاريا، إضافة إلى نوادٍ أخرى، و الأمر طال الفريق الوطني، وهذا ما يعني المشكل يكمن في الكرة الجزائرية، ولهذا علينا أن نأخذ الدرس من الفرق الأخرى على غرار الكاميرون وزيمبابوي حتى ننجح مستقبلا، لأن الحل ليس في تغيير المدربين، بل في الاستقرار والعمل الجاد.