أكّد الدولي الجزائري السابق طارق غول في حوار خاص لـ «الشعب» أن اللاعبين الحاليين للمنتخب الوطني لم يقدموا ما كان مطلوبا منهم خلال بطولة أمم إفريقيا التي تتواصل وقائعها بالغابون، يأتي ذلك بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي تمّ توفيرها أمام الطاقم الذي تنقل لأكبر حدث كروي في القارة، ولهذا أصبح من الضروري إعادة بعث روح المنافسة وإعطاء فرصة للاعبين المحليين لأنهم قادرين على التألق وإعطاء الإضافة اللازمة، إضافة إلى عدة تفاصيل ستعرفونها معنا.
❊ الشعب: كيف تقيّم مشاركة المنتخب الوطني في الموعد القاري؟
❊❊ طارق غول: تقييم واحد لأداء المنتخب الوطني من طرف جميع المختصين والمتتبعين لأنه كان مخيب للآمال بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي وضعت تحت تصرف الطاقم الفني واللاعبين من أجل التحضير لبطولة أمم إفريقيا بالغابون لتحقيق نتائج إيجابية ومشرفة إضافة إلى الظروف الملائمة قبل وأثناء بداية المنافسة، ولكن الواقع كان عكس ذلك تماما وخرج الفريق من الدور الأول بطريقة لم تكن منتظرة.
❊ هل كنت تنتظر خروج الفريق من الدور الأول؟
❊❊ بالعودة إلى تصريحات اللاعبين قبل التنقل إلى الغابون جعلوا الجميع ينتظر منهم الكثير بعدما قالوا أنهم ذاهبون من أجل العودة باللقب القاري لتصحيح الأمور بعد النتائج السلبية بعد خوضهم للقاءين ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، لكن الأمور كانت كارثية بنسبة أكبر، وهذا ما لم نكن نتوقعه تماما خاصة أننا لم نشاهد أداء كبير سواء من الجانب الفردي أو الجماعي لأنه هناك بعض العناصر يملكون فرديات كبيرة ولكن الواقع كان له كلام آخر.
❊ وضّح لنا الفكرة أكثر؟
❊❊ الأداء كان سلبيا منذ البداية ولم يرق للتطلعات، حيث شاهدنا الأسوأ في هذه المنافسة منذ أول لقاء ضد زيمبابوي رغم أن هذا الفريق كان الحلقة الأضعف ولم يتغير بل المنتخب الوطني هو من كان بعيد عن المستوى الحقيقي بدليل أنهم لم يتمكنوا من الفوز على السنغال رغم أن هذا الأخير لعب المواجهة بالبدلاء لأن اللاعبين لم يلعبوا بتحد وإرادة على غرار غولام الذي كان في مستوى عالي مع فريقه ولكنه مع الجزائر لم يقدم أشياء كثيرة، وهذا الوضع متعلق بعدة عناصر أخرى.
❊ من المسؤول على هذه الكارثة؟
❊❊ الاتحادية هي المسؤولة عن الوضع من دون شك لأنها هي المسؤولة عن الاستراتيجية الموضوعة..ولكن الأسوأ في الأمر أن القائمين على كرة القدم الجزائرية ساروا في طريق واحد مع اللاعبين بعدما رفضوا المدرب السابق وقاموا بتغيره بليكنس، وهذا هو أساس الفشل في الموعد القاري لأنه لو تم الإبقاء على رايفاتس لكانت الأمور أفضل لأن الاستقرار عامل مهم للنجاح واللاعبين لن يتدخلوا في من يتولى قيادة الفريق بل عليهم تأدية واجبهم والتركيز على اللعب من أجل الراية الوطنية فقط.
❊ هل تعتقد أنّ اللاّعب المحلي بإمكانه إعطاء الاضافة للمنتخب من جديد؟
❊❊ بعد الأداء الذي قدّمته العناصر المحترفة خلال بطولة أمم إفريقيا الحالية، نعم اللاعب المحلي لديه مكانة في الفريق الوطني وبإمكانه إعطاء الإضافة اللازمة وأكثر لأنهم من دون شك المحليين يلعبون بإرادة أقوى عكس المجموعة الحالية، لأنهم لم يلعبوا بكل ما لديهم فوق المستطيل الأخضر.
❊ ماذا ينقص اللاّعبين المحليّين؟
❊❊ يجب أن تكون ثقة في إمكانياتهم لأنه إذا تم توفير الامتيازات التي أعطيت للعناصر الحالية سينجحون وحاليا أصبح بإمكاننا التأكد من ذلك ومن دون تردد لأنه في السابق كان تفوق من المحترفين من ناحية المستوى والأداء، ولكن بعد دورة الغابون تغير الوضع ولم يعد هناك أي فرق بالرغم من أنهم ينشطون في نوادي كبيرة إلا أنهم لم يقدموا ما كان مطلوب. ولهذا من الضروري أن نمنح المحليين الفرصة والوقت الكافي قبل الحديث عنهم مثلما كان الحال مع المجموعة الحالية التي لعبت 10 لقاءات ولم تقدم أي نتيجة، وفي حال تعلق الأمر بالمحليين لكان هناك كلام آخر عنهم وهناك نقطة مهمة يجب التطرق لها.
❊ ما هي تفضّل؟
❊❊ حاليا علينا أن لا نفكر في التأهل لكأس العالم لأنه أمر صعب للغاية في ظل الوضع الحالي الذي يمر به الفريق الوطني بعدما فشل في الفوز بأول جولتين من التصفيات والأداء الكارثي في كأس أمم إفريقيا مؤخرا، بل من الضروري العمل على إعادة بناء منتخب قوي من خلال خلق روح المنافسة وإعطاء الفرصة للاعبي الفريق الأولمبي، ويجب منح الفرصة للشباب من أجل البروز وإعادة الأمور إلى الطريق الصحيح.
❊ كيف تعلّق على الطّبعة الحالية لكأس أمم إفريقيا؟
❊❊ البطولة في مستوى متقارب وسيكون نهائي بين كل من المنتخب المصري والكاميروني ونحن تعودنا دائما من مصر الذهاب من أجل الفوز باللقب ولهذا علينا أن نقتدي بهم لأنهم يعتمدون على عناصر محلية ورغم أنهم لا يقدمون مستوى كبيرا مع نواديهم لكنهم مع منتخب بلادهم يتألقون ويبدعون، ولهذا ليس من الخطأ أن نسير في نفس طريقهم للنجاح في المستقبل لأن كرة القدم الجزائرية مريضة، وهناك عدة أمور يجب أن تتغير.