معاناة كثيرة للتقنييـن في ظل عدم وضوح الرؤية
إحتكر الحوار حول كثافة رزنامة أنديتنا الواجهة في المدة الأخيرة ... بالنظر للمواعيد العديدة التي تنتظر البعض منها في نهاية هذا الموسم، حيث أن عدم التخطيط الدقيق وترك الأمور لإختيارات المسيرين عقد من مأمورية هذه الأندية ....ووضع الرابطة الوطنية المحترفة في ورطة من خلال تلقيها لإنتقادات حول الطريقة التي تسير بها ما تبقى من الموسم الحالي .
فهذا الوضع ساهم فيه كل الفاعلين في كرة القدم الجزائرية، كوننا دخلنا الإحتراف بدون أن تتغير العديد من التصرفات التي تفقد العمل المنهجي فعاليته ... فهل يعقل أن يتم قبول طلب نادي أراد اللعب على (4) جبهات، من بينها منافسين دوليين ... على غرار ما يحدث لفريق اتحاد العاصمة، الذي وجد نفسه يلعب مباراة كل (3) أيام، وفي مواقع مختلفة ليس فقط في الجزائر ... وإنما عليه السفر إلى بلدان بعيدة، ضمن منافسات الأندية العربية وكذا الإفريقية ... مع أنه معني بنهائي كأس الجمهورية المنتظر يوم أو ماي القادم ... وهذا بعد أيام قليلة من عودته من الكويت أين أجرى نهائي كأس الأندية العربية !!
«شكـــــــــــاوى” عديـــــــــدة
وجاءت المفاجأة كبيرة عندما أعلنت الرابطة المحترفة برنامج اتحاد العاصمة، الذي لا يدخل في أي وضع منطقي، بالنظر للمسافات الطويلة التي لابد أن يقطعها الفريق، الذي سيلعب عدد من المقابلات في فترة وجيزة ... في نفس الوقت أكد رئيس الرابطة الوطنية المحترفة السيد قرباج أن البرنامج المسطر لن يتغير، وهذا من أجل احترام موعد إسدال الستار على المنافسة الوطنية .. رغم تلقيه العديد من “الشكاوى” من طرف الأندية التي تمثلنا في المنافسات الدولية، خاصة اتحاد العاصمة ووفاق سطيف .... هذا الأخير الذي يحتل ريادة ترتيب البطولة، وبعد تضييعه لعدد من النقاط أراد الوصول إلى “تخفيف” رزنامة حتى يسمح للاعبيه استرجاع إمكانياتهم بعد السفر الشاق الذي قاموا به للعب مباراة الرابطة الإفريقية إلى الكونغو.
هاجـــــــــــس حقيقــــــــــي .....
فالمناسات الدولية أصبحت هاجسا حقيقيا لأنديتنا، مع الرزنامة المكثفة المحلية، كون الرابطة تريد حسم الأمور في موعدها وعدم توسيع أو تمديد آجال إنهاء المنافسة، لاسيما وأن “ممارسات” السنوات الماضية أنقذ البطولة طعمها بوجود عديد المقابلات المؤجلة وطول المنافسة من حيث عدد الأشهر.
دخولنا عالم الإحتراف يفرض إعداد جدول دقيق لجولات البطولة، وكل الأندية متفقة على هذاالأسلوب، الذي يعطيها حرية اختيار مواعيدها الدولية تماشيا على الرزنامة الوطنية.. لكي لا تكون الأمور على ما هي عليه في نهاية هذا الموسم والضغط الممارس على الرابطة الوطنية المحترفة .....
وبالتالي، فقد قررت الرابطة عدم السماح لأي فريق المشاركة في أكثر من منافسة دولية واحدة، لأن مثال اتحاد العاصمة أحدث طوارىء في كرة القدم الجزائرية ... وقد تساءل العديد من التقنيين عن كيفية قبول طلب الإتحاد باللعب على عدة جبهات في موسم واحد، لأن الجانب التقني معقد ولا يمكن للاعب أن يكون في المستوى برزنامة مكثفة لاتسمح له باسترجاع إمكانياته، وقد يضيّع الفريق كل الأمور التي بناها خلال الأشهر التي نافس في المنافسات التي لعبها.
كما أن هذه الطريقة أدخلت كلمات جديدة في قاموس كرة القدم الجزائرية، عندما صرّح مدرب اتحاد العاصمة، ولان كوربيس أنه يتمنى أن لا يتأهل فريقه في منافسة كأس “الكاف” كونه لا يستطيع مجابهة مع تبقى من الموسم إذا تأهل إلى ثمن النهائي ... لكن الأمور سارت عكس ذلك وتأهل الإتحاد ليزيد من ضغط العمل على التقني الفرنسي، الذي ظهر في المقابلة الموالية لنفس المنافسة وكأنه “مغلوب على أمره” تقنيا كون الاعبين وصلوا إلى نقطة “الإرهاق” وصرّح في الندوة الصحفية التي عقبت المباراة “اللّه غالب” ... أي أنه لا يمكنه فعل أكثر من ذلك وكذا لاعبيه.
تحديـــــــــد الأولويـــــــــات ......
لذلك، فإن تجربة هذا الموسم فتحت أعين العديد من المسؤولين على كرة القدم الجزائرية، لكي يتم التركيز على ايجاد الحلول المنافسة لهذه “الطرطة”، أين لابد من تحديد الأولويات بالنسبة للأندية بين المسيرين والتقنيين للحسم في المنافسة الدولية التي يشارك فيها الفريق، دون إحداث مثل هذه الأشياء التي تفقد كرة القدم نكهتها، وترهق اللاعب الذي قد يتعرض لإصابات كون الشحنة تكون أكثر مما يتحمل هذا الاعب ... وتتحول الأهداف المسطرة إلى نقمة على الفريق الذي يفقد الألقاب التي يجري وراءها واللاعبين الذي استثمر فيهم الملايير ... !!