بعد المشاركة الكارثية لـ «الخضر» في كان 2017

عدم استقرار الإطار الفني أثّر على آداءالمنتخب

حامد حمور

لم يقدم المنتخب الوطني المستوى الذي كان الجمهور الجزائري ينتظره في منافسات كأس افريقيا المتواصلة بالغابون، وخرج من الدور الأول بعد أن حصّل على نقطتين فقط وقدم عروضا هزيلة من الناحية التقنية.

فبالرغم من أنه دخل الدورة في ثوب المرشح للذهاب إلى أبعد حدّ في هذا الموعد، بالنظر للتعداد الثري الذي يملكه، إلا أن الأمور كانت عكس ذلك تماما ولم نر المستوى الحقيقي لعدة لاعبين فوق المستطيل الأخضر، وهذا بداية من المباراة الأولى أمام زيمبابوي و التي كانت المؤشر الحقيقي لعدم جاهزية «الخضر» لهذه الدورة .. والدليل على ذلك قدّم لنا بعد ذلك أين لم يتمكن فريق زيمبابوي منافسة منتخبي السينغال وتونس وانهزم بسهولة نسبية.
عدم التأقلم .. لماذا؟
كما أن بعض التبريرات المتعلقة «بالتأقلم» مع الظروف في أدغال افريقيا لا تكون في معظم الأحيان ذات صلة وثيقة مع المستوى المقدم، لأن منتخبات من شمال افريقيا تقدم حاليا عروضا في المستوى بفعالية بدنية كبيرة الى غاية انتهاء الـ 90 دقيقة في المباراة، بعد أن درست كل «الحلول العلمية» المتاحة في محور التأقلم بحكم أننا نشارك منذ سنوات عديدة في المنافسات القارية.
فالسبب الرئيسي الذي يكون في مقدمة الإخفاق، لا يمكن إبعاده عن مسألة عدم استقرار الطاقم الفني لـ «الخضر» حيث إن اشراف ثلاثة تقنيين على العارضة الفنية للفريق الوطني أثر على «المردودية الجماعية» للتشكيلة التي وجدت صعوبات كبيرة لتجسيد الامكانيات الفردية المعترف بها لعديد اللاعبين، هؤلاء لم يجد معالمهم من خلال التغييرات المستمرة للخطط التكتيكية.
فذهاب غوركيف كان له تأثير مباشر على أداء الفريق الوطني، الذي كان خلال تواجد هذا التقني يلعب باستراتيجية واضحة فوق الميدان .. وسارت الأمور بطريقة سلسة بعد مغادرة هايلوزيتش للفريق الوطني عقب مونديال البرازيل .. كون غوركيف لم يقم بتغييرات عميقة على التشكيلة واحتفظ  بأغلب اللاعبين الأساسيين الذين كانوا قد ساروا في هذه الاستراتيجية منذ فترة.
منعرج تصفيات المونديال ...
لكن مجئ رايفاتس والطريقة التي عمل بها لفترة وجيزة وذهابه المفاجئ كان له وقع معنوي على الفريق الوطني الذي كان في بداية الطريق لمهمة كبيرة وهي اقصائيات كأس العالم 2018 والهدف التأهل الى المونديال للمرة الخامسة والثالثة على التوالي .. وكان على «الخضر» عدم تضييع منعرج حاسم في المباراة أمام نيجيريا، أين تمّ تعيين المدرب ليكنس الذي كان يحمل العديد من الميزات التي قد تكون الحل الأمثل في موعد نيجيريا الذي اقترب بشكل كبير مقارنة مع تعيين مدرب، هذه الميزات تتلخص في أن التقني البلجيكي يعرف جيدا المنتخب الجزائري بحكم أنه دربه في السنوات الماضية ويعرف المنافسات القارية كونه أشرف على المنتخب التونسي مؤخرا.
وكانت الطموحات كبيرة لعودة «الخضر» بنتيجة موفقة من نيجيريا، لكن الأمور لم تكن في هذا الاتجاه، وأكثر من ذلك فإن الفريق الوطني ظهر بشكل متواضع من الناحية الدفاعية أدت إلى تلقيه 3 أهداف كاملة...
ولذلك، فإنه ظهر جليا أن الحلول في المنظمة الدفاعية غير متوفرة، فالخط الخلفي أجريت عليه العديد من التغييرات، سواء في تمركزه أو اللاعبين الذين يشكلونه .. الأمر الذي أثر على التوازن الكلي للتشكيلة التي دخلت كأس افريقا بالغابون بدون «تحصين» دفاعي قوي وتلقى الفريق الوطني حصة كبيرة من الأهداف، وعددها (6) أي بمعدل هدفين في كل مباراة و هو عدد كبير بالنظر للطموحات التي كانت لدينا قبل انطلاق المنافسة، حيث احتلت الجزائر المركز الثاني في أسوأ خط دفاع خلال الدور الأول لـ «كان 2017».
العمل على المدى المتوسط على الأقل
وبالتالي، فإن تساؤلات عديدة مطروحة في الوقت الحالي عن اسم المدرب القادم للمنتخب الوطني بعد استقالة ليكنس حيث إن «مفتاح النجاح» هي ضرورة الاعتماد على خطّة متوسطة المدى بتعيين ناخب وطني بإمكانه اعطاء نتائج عمله على الأقل بعد عامين لرؤية ثماره على أرض الواقع .. وسيكون اجتماع المكتب الفيدرالي المقرر يوم 7 فيفري القادم حاسما للفصل في تعيين مدرب جديد لـ «الخضر» الذي تكون مهمته إعادة الأمور التقنية إلى سكّتها، خاصة وأن المواعيد عديدة تنتظر زملاء محرز من خلال مواصلة تصفيات كأس العالم 2018، التي ستكون صعبة بالنظر لعدد النقاط التي ضيعها الفريق الوطني في بداية التصفيات، إلى جانب خوض غمار اقصائيات كأس افريقيا 2019.
التراجع في ترتيب الفيفا .. وارد
وبدون شك، فإن المنتخب المنتخب الوطني سوف يتراجع في تصنيف الفيفا لشهر فيفري القادم بعد خروجه المحتشم والمبكر من منافسات كان 2017، وقد يصل ترتيبه إلى الـ 45 أو يقترب من المرتبة الـ 50 بن كون المنتخبات التي تواصل المنافسة القارية ستكسب عدد من النقاط في هذه الفترة .. ويأتي هذا الظرف بعد أن تعودنا منذ سنوات عديدة رؤية الفريق الوطني في مراكز متقدمة في هذا الترتيب الذي يعطي دائما دعما معنويا كبيرا للاعبين و المسؤولين لتحقيق نتائج أفضل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024