لم تكن المشاركة الجزائرية في إولمبياد ريو عند مستوى تطلعات المتابعين للشأن الرياضي، خاصة أن الجميع راهن على تحقيق نتائج مشرفة بالنظر لعدد المشاركين، لكن العكس هو الذي حدث حيث خيّب معظم الرياضيّين آمال الجمهور الرياضي العريض ما عدا البطل مخلوفي الذي كان عند مستوى التطلعات وعاد بميداليتين فضيتين.
وضعت اللجنة الأولمبية الجزائرية الحصول على أربع ميداليات خلال الألعاب الاولمبية هدفا لها لكن بعد نهاية هذه الطبعة لم يتحقق إلا نصف هذا العدد في ظل المستوى الهزيل الذي ظهر به معظم الرياضيين.
وبالنظر إلى المستوى الفني المتواضع الذي ظهر به أغلب الرياضيين ما عدا الثنائي مخلوفي وبورعدة، فإن المستقبل يبقى غامضا خاصة أن المستوى العالمي في تطور مستمر وتراجع الرياضة الجزائرية بهذا المستوى.
وصنع مخلوفي الفرجة والمتعة وكان راسم البسمة على شفاه الشعب الجزائري بعد الإنجاز الذي حققه في «ريو» من خلال الفوز بالميدالية الفضية لسباق 800 م دون نسيان مشاركته المميزة في سباق 1500 م، وهذا رغم ظروف التحضير الصعبة التي مر بها قبل الألعاب الأولمبية بسبب مرضه من جهة والضغوطات التي واجهها بكل عزيمة وإرادة من جهة أخرى.
ورفع ابن سوق أهراس التحدي من خلال مشاركته في سباقين، وهو ما كان يمثل مغامرة كبيرة بالنسبة له إلا أنه أصر على ذلك وكان عند وعده عندما شرّف ورفع الراية الوطنية عاليا في «ريو» بعد النتائج المميزة التي حققها مقارنة بزملائه.
وكان مخلوفي قد واجه عدة صعوبات قبل خوض غمار الأولمبياد أثّرت كثيرا على تحضيراته للألعاب الاولمبية إلاّ أنّ عودته كانت في الوقت المناسب، واستطاع الوفاء بالعهد وتأكيد قيمته كبطل أولمبي نجح بفضل عصاميته وتفانيه في العمل بعيدا عن الأضواء، وهو ما حقق له النجاح الذي كان يصبو إليه .
تراجع الجيدو والملاكمة
خيّب المصارعون الذين شاركوا في الألعاب الاولمبية ممثلين للجيدو الجزائري الظن بعد أن تسابقوا على باب الخروج من الأولمبياد.
وكانت الآمال معقودة على صونيا أصلاح إضافة إلى بويعقوب وزملائه، إلا أنهم خرجوا كما دخلوا بخفي حنين فاتحين الباب أمام التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي أدت لتراجع الجيدو الجزائري.
وتعدّ هذه النتيجة من أسوء النتائج التي سجّلها الجيدو خلال السنوات الماضية بالنظر إلى الانجازات التي تحققت في الألعاب الاولمبية من طرف بن يخلف وصوريا حداد ليفشل المصارعون الحاليون في اجتياز عقبة الدور الأول.وكانت الملاكمة من بين الرياضات التي يراهن عليها قبل الألعاب الاولمبية من أجل حصد الميداليات لتكتفي بالدور ربع النهائي، الذي أصبح يمثل عقدة لها خلال الألعاب الاولمبية رغم مشاركة سبعة ملاكمين.
وفشل السباعي في تخطي عقبة ربع النهائي رغم الإمكانيات الفنية المميزة التي يتمتعون بها، حيث خرجوا تباعا من دور ربع النهائي الذي لم يقدموا فيه ما يشفع لهم من أجل المرور إلى نصف النهائي وضمان ميدالية.
مستوى متواضع للسّباحة، رفع الأثقال، التّجديف، المبارزة والمصارعة
لم تحدث المفاجأة في الرياضات الأخرى التي لم تصنع الاستثناء وتتألق في «ريو»، حيث اكتفت بما يسمى المشاركة المشرفة التي يبقى تعريفها صعبا وغير منطقي، خاصة أن الإقصاء والخروج كان من الأدوار الأول.
ففي السباحة لم يستطع سحنون مواجهة قوة التيار الذي شكله منافسوه، واكتفى بالدور الأول في اختصاصين قبل أن يقصى ويؤكد مرة أخرى غياب إستراتيجية واضحة لدى المسؤولين عن هذه الاتحادية.
وضيّعت المبارزة خرجتها في «ريو» وخرج الثنائي خلفاوي وسنتاس من الدور الأول رغم أنهما تم المراهنة عليهما من أجل افتكاك ميدالية على الأقل لكنهما فشلا في مسعاهما.
نفس الأمر انطبق على ممثلي رياضة رفع الأثقال، حيث كان الثقل كبيرا عليهما ممّا جعلهما ينسحبان من الدور الأول.
ولم تحد رياضتا المصارعة والتجديف عن قاعدة الإخفاق بعد أن خرج ممثّلوهما من الأدوار الأولى، واكتفوا بالمشاركة فقط من أجل المشاركة.
أهدى الجزائر فضيتين في 1500 م و800 م
مخلـــوفي غطّـــــى علــى الإخفاقــات في أولمبيــاد «ريو»
عمار حميسي
شوهد:402 مرة