سجلت كرة اليد الجزائرية إخفاقا كبيرا خلال سنة 2016، بالعودة إلى النتائج السلبية التي طالت الفريق الوطني أكابر سيدات ورجال ضمن البطولة الإفريقية بكل من أنغولا ومصر على التوالي ..وهذه النتيجة صنفها المختصون في عالم الكرة الصغيرة بالأسوأ في تاريخ المشاركات الجزائرية وهذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر بعد التراجع الرهيب للجزائر التي كانت في الماضي القريب مسيطرة على المنافسة من كل النواحي.
البداية كانت مع المنتخب الوطني رجال الذي فشل التأهل لبطولة العالم التي ستجري وقائعها بالعاصمة الفرنسية «باريس» مطلع العام الداخل بعدما اكتفى بالمركز الرابع في كأس أمم إفريقيا التي جرت وقائعها في شهر جانفي الماضي بالقاهرة، حيث خيب آمال كل المتتبعين في الحصول على أحد المراتب الثلاثة الأولى التي تسمح بالتواجد في أكبر محفل خاص بالكرة الصغيرة في العالم.
جاء ذلك عقب الفشل الكبير لدى الفريق الوطني بعدما كان المستوى متذبذب من لقاء لآخر طيلة الطبعة الـ 22 للموعد القاري، حيث انهزم في أول لقاء له ضمن المجموعة الأولى وكان ذلك أمام صاحب الأرض والجمهور مصر، ليفوز بعدها في الداربي المغاربي ضد منتخب المغرب ثم الكاميرون، الغابون واختتم مواجهات الدور الأول ضد نيجيريا ليتأهل بعدها في المركز الثاني إلى الدور ربع النهائي الذي تجاوزه نظيره من الكونغو الديمقراطية بنتيجة 34 مقابل 25.
خبرة بوشكريو لم تكف من أجل إنقاذ الوضع
إلا أن الأمور كانت صعبة بالنسبة للمدرب بوشكريو الذي قاد الخضر خلال هذه الموقعة الهامة ولم يتمكن من مواصلة المشوار نحو النهائي وحملة الدفاع عن اللقب المحقق بالجزائر عام 2014 بعد سقوطه في المربع أمام تونس بنتيجة ثقيلة أمام الوصيف بـ 27 مقابل 18 في لقاء لم تقدم خلاله العناصر الوطنية مستوى كبير والأكثر من ذلك فشلوا في الظفر بالمركز الثالث وسقطوا أمام أنغولا بنتيجة 25 مقابل 19 وهذا ما لم يكن متوقعا من كل المتتبعين الذين عبروا عن دهشتهم لعدم تأهل الجزائر للمونديال.
وبهذا فإن الفريق الوطني الذي دخل المنافسة في ثوب البطل اكتفى بالمركز الرابع في هذا الموعد الهام...
المشاكل وغياب الاستقرار أبرز الأسباب
أما بالنسبة للمنتخب الوطني الذي لم يتمكن من الحفاظ على لقبه لعدة أسباب في مقدمتها غياب التحضير بالنسبة للمجموعة التي بقيت من دون عمل لفترة طويلة قبل الاستنجاد بالمدرب بوشكريو الذي كان مرتبطا مع منتخب البحرين، ما جعله يسير الأمور من كرسي البدلاء بعدما حامت شكوك كبيرة في عدم السماح له بذلك، إضافة إلى غياب التحضيرات و اكتفى الفريق الذي تنقل بتشكيلة شابة بنية كبيرة بعدما تم الاعتماد على دماء جديدة لم يسبق لها المشاركة في مثل هذه المواعيد الكبيرة وكذا الظروف الصعبة التي عاشتها كرة اليد الجزائرية في الفترة الأخيرة.
الفريق الوطني من دون مدرب والتساؤلات مستمرة
طغت المشاكل والصراعات الشخصية بين القائمين على الكرة الصغيرة المحلية ما جعل الأمور تنعكس بشكل سلبي على النتائج بالنسبة للفريق الوطني الذي لن يشارك في بطولة العالم، وحاليا يتواصل الوضع الصعب مع الفريق الأول، حيث يبقى من دون مدرب بعد رحيل بوشكريو عن العارضة الفنية بسبب المشاكل وغياب الأجواء التي تسمح له بالتركيز على العمل ما يعني أن مصير المنتخب يبقى مجهولا لحد الآن وسننتظر إلى غاية انتخاب مكتب تنفيذي جديد حتى تتضح الأمور.
المنتخب الوطني النسوي
كان ضحية غياب التحضيرات و ..
من جهته الفريق الوطني للسيدات هو الآخر حقق أسوأ نتيجة له على الصعيد القاري في تاريخ المشاركات ككل خلال الطبعة الـ 22 لبطولة إفريقيا التي جرت وقائعها مؤخرا بأنغولا من الـ 28 نوفمبر إلى 7 ديسمبر الجاري، حيث اكتفت شبلات الجزائر بالمركز السابع بعد 6 هزائم وفوز واحد فقط في المباراة الترتيبية التي جمعتهن مع نظيراتهن من غينيا بعدما كان الفريق رابعا في الدورة التي سبقتها والتي جرت بالجزائر قبل سنتين فقط.
والأسوأ أننا انهزمنا أمام غينيا التي حققت أول فوز لها في لقاء رسمي وهذا دليل على أن كرة اليد الجزائرية ليست بخير وهي تعاني كثيرا، خاصة في السنوات الأخيرة بعدما انعكست الأمور على نتائج الفرق الوطنية رغم أن الجزائر تعتبر من بين أقوى المنتخبات على الصعيد الإفريقي.
الغياب عن المنافسة لمدة عامين .. ؟؟
ويمكن الإشارة أن الفريق الوطني إناث بقي من دون مدرب لمدة سنتين ولم يلعب أي مقابلة منذ سنة 2014، وبعدما اقترب موعد أنغولا تم الاستنجاد بالمدرب زهير قرنان الذي أشرف على المجموعة شهرين قبل التنقل إلى موقع الحدث وقام بتربصين فقط خارج الوطن في كل من فرنسا والبرتغال وهذا غير كاف من أجل التحضير لمنافسة بحجم بطولة إفريقيا وبعدها كانت انشقاقات داخل الطاقم الفني بعدما تمّ تعيين المدرب الأجنبي سمير زوزو على رأس الفريق وهذا الأخير غير ملم بواقع الكرة الصغيرة الإفريقية.
ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول اللازمة
وبالتالي، فإن الوضع الحالي الذي تمر به كرة اليد الجزائرية يحتاج إلى إيجاد الحلول اللازمة في أقرب الآجال، خاصة أن الجزائر مقبلة على تحديات جديدة في المستقبل وفي مقدمتها بطولة العالم لأقل من 21 سنة التي ستجري في منتصف سنة 2017، وبعدها الألعاب الإفريقية للشباب والألعاب الأولمبية بطوكيو 2020 ثم ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 ...