رغم الانتقادات لمستوى اللاّعب المحلي

تبي، منصوري، حامية، عرجي ورضواني..أسماء واعدة تطرق أبواب «النّجومية»

حامد حمور

يتحدّث أغلب المتتبّعين للبطولة المحلية عن تدني مستوى أداء الفرق وعدم وجود لاعبين بإمكانهم التألق لعدة أسباب متعلقة بالتكوين، وكذا الظروف التي يلعب فيها هؤلاء اللاعبين والمتعلقة بحالة أرضية الميدان والضغط المتزايد من الجمهور.

لكن رغم ذلك، فإنّ الرابطة المحترفة الأولى لهذا الموسم «قدّمت» بعض الصور التي جعلت الأمور قد تختلف في المستقبل بالنسبة لمستوى لاعبينا، وقد تفتح لهم آفاقا واسعة إن وجدوا الظروف التي تسمح لهم بتطوير أدائهم باستمرار.
فقد تابع الجمهور الرياضي باهتمام بروز الأسماء التي تصنع الفارق في أنديتها والفرجة في البطولة، على غرار هدّاف أولمبي المدية، الذي في فترة وجيزة استطاع أن يجلب اليه الأنظار بفعاليته الكبيرة أمام المرمى، ويساهم في المشوار المميّز الذي سجّله لحد الآن الصاعد الجديد للرابطة المحترفة الأولى.
ومن المرجح أن لا يمكث حامية كثيرا بالأولمبي بالنظر لطلب العديد من الفرق خدماته في الميركاتو الشتوي، خاصة وأن ناديه الحالي قد يقبل حصة مالية كبيرة تمكّنه من إحداث توازن مالي مقابل التخلي عن حامية، الذي قد تكون لديه طموحات كبيرة للعب منافسة قارية مع أحد الأندية التي تسعى لجلبه.
عرجي..مراوغات ورؤية جيدة للعب
 كما أنّ اللاّعب الموهوب عرجي في فريق نصر حسين داي، الذي بالرغم من تذبذب نتائج ناديه إلا أنه «يضيء» الميدان بفنياته ومراوغاته التي قلّما نراها حاليا، وهذا منذ السنوات التي كان عدد من «المراوغين» يحتكرون الواجهة في عدة أندية جزائرية، وحديث كثير يسير على هذا اللاعب الموهبة الذي يذكّر «الكهول» باللعب الجزائري الذي يرتكز على الفنيات في المقام الأول.
وبالنظر لحاجة الأندية الجزائرية للحصول على اللاعبين الذين يحسنون الوصول الى الشباك، فإن لاعب سريع غليزان «تبي» يكون ضمن الأولويات التي وضعها كل من وفاق سطيف وشبيبة القبائل، بعدما أثبت اللاعب المعني امكانياته، وهو كذلك ساهم في العودة القوية لفريقه بالرغم من المشاكل الكبيرة التي عاشها «الرابيد» في بداية الموسم.
 وتكمن قوة «تبي» في ذكائه الكبير في منطقة العمليات، ممّا يؤهّله لأن يكون ضمن أحد الفرق الكبيرة في البطولة الوطنية.
ملال..اكتشاف جديد
في القائمة الطّويلة لشارف
وبما أنّ اتحاد الحراش عرف لعدة سنوات أنه خزّان حقيقي للمواهب الشابة التي يفضّلها المدرب بوعلام شارف، والذي يقوم بعمل كبير في ظل الظروف المالية الصعبة للنادي، فإنّه يعطي الفرصة للاعبين الشبان الذين انتهزوا هذه الفرصة ووظّفوها بشكل جيد على غرار اللاعب ملال، الذي وجد ضالته وأصبح يحتكر الواجهة بأهدافه الثمينة وبدأ «يصنع» لنفسه اسما في فضاء الرابطة المحترفة الأولى.
وتألّق المدافع رضواني مع شبيبة القبائل رغم التراجع الكبير لمستوى الفريق، حيث أنّ اللاعب السابق لاتحاد العاصمة يقدّم مقابلات مميّزة بفضل امكانياته الكبيرة، والكل يرشّحه لأن يكون ضمن الحلول الممكنة مستقبلا على الرواق الأيمن للمنتخب الوطني بفضل نزعته الهجومية وتغطيته الجيدة للمنطقة في الدفاع.
ولا يمكننا الحديث عن المواهب الشابة دون أن نذكر «أكاديمية بارادو» التي «وزّعت» العديد من اللاعبين لمختلف أندية الرابطة المحترفة الأولى، والاسم الذي أصبح متداولا بقوة هو زكريا منصوري الذي يضعه بعض الاختصاصيين في مقدمة القائمة التي تضم المواهب الشابة، ويلعب حاليا ببارادو بعد فشل انتقاله الى العميد، لكن من المحتمل جدا أن يعود الى المولودية في الميركاتو الشتوي، ولو أنّ أندية عديدة تسعى للفوز بخدماته وفي مقدمتها نصر حسين داي.
المنتخب الوطني للمحليّين
 في الخطوة الأولى
 وإضافة إلى كل هؤلاء اللاعبين، يمكن القول أن هناك شبان آخرين لهم امكانيات كبيرة، ويساهمون باستمرار في النتائج الكبيرة لفرقهم أمثال الحارس شعال في المولودية العاصمية وبن خماسة في اتحاد العاصمة، إلى جانب اكتشاف الموسم لاكروم في شباب بلوزداد الذي أبهر الجميع بمستواه، لكن التساؤل الذي طرح بشأنه أنه لم يتم اكتشافه في بداية مشواره ولعب للعديد من الفرق في الأقسام السفلى، في حين ينتظر أنصار مولودية الجزائر ومتتبّعي الكرة الجزائرية بشغف كبير عودة اللاعب شيتة إلى الميادين بعد أن تلقّى الضوء الأخضر من طرف الطاقم الطبي، وسيساهم بدون شك في ترقية مستوى الموجة الجدية للاعبينا الموهوبين.
ومن الممكن أن تكون هذه الأسماء ضمن التشكيلة الوطنية للمنتخب الوطني للاعبين المحليين الذي يشرف عليه الناخب الوطني ليكنس، وسيكون معنيّا بتصفيات البطولة الافريقية، وقد تكون طموحات البعض من هؤلاء اللاعبين «الفوز» بمكان في الفريق الوطني الأول، كون هذه الغاية تضاءلت في السنوات الأخيرة نظرا لتراجع مستوى لاعبينا المحليين.
وأشرنا إلى هذه الأسماء التي «سطعت» في المرحلة الأولى من البطولة، لكن يؤكد العديد من المتتبّعين أن المشكل بالنسبة للاعب المحلي أن الاستمرارية غير موجودة في غالب الأحيان، أين يمكنه أن يتألّق في فترة قصيرة لكنه يتراجع لأسباب غير واضحة، والأمثلة عديدة عن اللاعبين الذي أبهروا الحضور بفنيات راقية ثم «اختفوا» وأصبح ظهورهم غير مقنع إلى درجة أنهم يلعبون لأندية من الدرجة الثانية أو الثالثة.
وربما يكون ذلك لأسباب متعلقة بالتكوين غير «السليم»، وكذا عدم قدرة بعض اللاعبين على مسايرة الضغط من طرف محيط الفرق التي يلعبون لها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024