بعد غياب طويل عن الساحة الإعلامية، اتّصلنا بالمهاجم الدولي السابق حميد مراكشي، الذي حدثنا في هذا الحوار عن حظوظ المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، مؤكدا بأنها ضئيلة.
❊ الشعب: بداية كيف هي أحوالك؟
❊❊ حميد مراكشي: الحمد لله أنا بخير وعلى أحسن ما يرام، الآن أنا مقيم بفرنسا وتحديدا بالعاصمة الفرنسية باريس رفقة عائلتي الصغيرة، وأعمل كمدرب مع الفئات الصغرى، أكسب قوتي جيدا والحمد لله.
❊ بصفتك لاعب دولي سابق، كيف تعلّق على بداية مشوار الخضر في تصفيات مونديال روسيا 2018؟
❊❊ مؤسف هذا أقل ما يمكننا أن نقوله عن بداية مشوار المنتخب في رحلة البحث عن تأهل ثالث على التوالي إلى المونديال، غابت الإرادة والعزيمة وحتى الروح القتالية التي عوّدنا اللاعبون على الظهور بها منذ سنوات خلال مباريات الخضر، لا أدري ما الذي يحدث لنا لدينا منتخب متكون من خيرة اللاعبين في كل الخطوط، لكن قاموا بأخطاء بدائية خاصة في المباراة الثانية أمام نيجيريا، وبرهنا للمرة الألف أنّنا عندما نواجه كبرى منتخبات القارة نجد عجزا كبيرا في اللعب بطريقتنا المعهودة، ونجد أنفسنا دائما مضطرين إلى محاولة العودة في النتيجة والركض وراء الكرة، وهو ما تعوّدنا عليه في إفريقيا، وفي مثل هذه الظروف يجب علينا أن ننوّع في التشكيلة الأساسية بين اللاعبين المحترفين والمتعودين على الأجواء الإفريقية، لدينا الكثير من الفرق في الجزائر لاعبيهم يملكون خبرة إفريقية لا بأس بها ويملكون المستوى ليكونوا مع المنتخب. أقولها لك التنقل إلى أدغال إفريقيا بلاعبين تعوّدوا على اللعب في أفضل الملاعب في العالم وتحت درجة حرارة منخفضة لا يليق بمنتخبنا، ويجب إعادة النظر في اختيار اللاعبين الذين يتنقّلون للعب في أدغال إفريقيا، فمثلا في اللقاء الأخير شاهدنا «زيتي» لعب أساسيا وأدى مباراة دون خطأ وكان في المستوى. منح اللاعب المحلي الفرصة ليس انتحارا لأنّنا نشاهد الآن المستوى الذي بلغه كل من سليماني وسوداني، وما كان عليه حليش وبلكالام.
❊ وما الخلل في نظرك؟
❊❊ أعتقد بأنّ الخلل واضح وضوح الشمس، هذه المرة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة لم يوفّق في اختياره للمدرب، فبعد المستوى الباهر والأداء الرائع الذي قدّمه المنتخب في البرازيل مع المدرب السابق وحيد هاليلوزتش، كان على الرئيس اختيار مدرب من طينة البوسني أو أفضل منه، لكن للأسف أداؤنا تراجع كثيرا ولم نستطع إيجاد الحلول مع غوركوف لتطوير المنتخب أكثر. أعتقد أنّ عدم استقرار الجهاز الفني والاختيارات غير المدروسة هي التي جعلتنا نصل إلى هذه الوضعية، وكان علينا جلب مدرب عالمي يزيدنا قوة بعد مونديال البرازيل لنطمع على الأقل في التتويج بكأس أمم إفريقيا واحدة وضمان التأهل إلى مونديال روسيا.
❊ إذن في رأيك حظوظ المنتخب الوطني ضئيلة للغاية في التأهل إلى روسيا ؟
❊❊ حسابيا الحظوظ مازالت قائمة، لكن منتخب بنقطة واحدة أمام منتخب نيجيري يتواجد في أحسن أحواله وكسب 6 نقاط بعلامة كاملة وبمعنويات جد مرتفعة من الصعب علينا إسقاطه، نحن الآن حتى نضمن التأهل يجب علينا الفوز بأربع مباريات، وانتظار انهزام نيجيريا في الكاميرون وتعثرها أمام نفس المنتخب بعقر دارها، ثم الإطاحة بالكاميرون هناك والفوز على نيجيريا في تشاكر، التأهل ليس بيدنا أولا ومن غير المنطقي بعد تدني معنويات اللاعبين، المهم الآن هو العمل على الظفر كأس افريقيا لإسعاد الشعب الجزائري الذي ينتظر بشغف إهدائه لقبا قاريا، وبعدها قد تفرج الأمور بعودة الثقة إلى التشكيلة.
❊ سنة 2016 مرّت تقريبا ولم نستغل تواريخ الفيفا في برمجة لقاءات ودية لتحقيق الانسجام، ما رأيك؟
❊❊ دائما ما أفكّر في هذا الأمر لا نستغل التواريخ ولا نلعب مباريات ودية تسمح لنا بتطوير أنفسنا، فمثلا بعد مباراة الليزوتو كان من الأفضل برمجة مباراة ودية مع أحد المنتخبات الإفريقية، وبعد هزيمة نيجيريا كذلك، حتى يتعرف المدرب أكثر على لاعبيه، خصوصا أن «الكان» على الأبواب وتواريخ الفيفا انتهت. عدم اللعب مباراة ودية واحدة خلال سنة بأكملها أمر غريب ومحيّر، وهذه خسارة كبيرة لمنتخبنا، وما يمكنني أن أقوله هو أنّنا يجب علينا السيطرة إفريقيا على المنتخبات التي تملك تقاليد عريقة في القارة حتى نتمكن من الفوز بكأس إفريقيا.
❊ وهل تظن أنه بإمكاننا الفوز بكأس أمم إفريقيا المقبلة؟
❊❊ في كرة القدم كل شيء وارد، الاتحادية تصرف أموالا طائلة في كل التربصات والمنافسات الدولية وتوفر كل أساليب النجاح، لكن هل بإمكان اللاعبين العودة بالتاج لا أدري، حتى لا أكون متشائما أقول لك بأنّ لدينا كل شيء حتى نعود بالتاج، لدينا أفضل اللاعبين من الناحيتين التقنية والتكتيكية، لكن هل سيعرف الطاقم الفني توظيفهم فوق الميدان؟المباراة الأولى ستكون حاسمة لباقي المنافسة، وإذا تمكنا من الفوز فيها وتسير باقي المباريات إلى غاية التأهل إلى الدور الثاني سنؤدّي كأسا ممتازة.