الحديث عن المنتخب الكاميروني يقودنا مباشرة إلى ذكر اسماء لامعة في مسار الكرة في القارة السمراء، كون «الأسود التي لا تقبل الترويض» كثيرا ما سجلت نتائج كبيرة بوجود كل من روجي ميلا، نكونو، أنطوان بال، سونغ، أبيغا ... هؤلاء اللاعبين الذين كانوا من حين لآخر ينافسون «نجوم الجزائر» في المنافسات القارية على غرار ماجر، بلومي، عصاد وآخرون.
والاحصائيات التي سجلتها الكرة في القارة السمراء كانت فيها الغلبة للفريق الكاميروني الذي التقى بـ»الخضر» 5 مرات في المقابلات الرسمية..
جيل ماجر، بلومي، ميلا، نكونو ...
كانت الأولى منها في كأس افريقيا للأمم 1984 بكوت ديفوار، حيث التقى الفريقان في نصف نهائي المنافسة انتهى اللقاء بالتعادل الأبيض قبل أن يتأهل الكاميرون إلى النهائي بضربات الترجيح أين ضيع قندوز الضربة الخامسة.
وفي الدورة الموالية بمصر 1986 تنافس الفريقان في مرحلة المجموعات، وفاز الكاميرون بنتيجة 3 ـ 2 بعد تألق النجم «روجي ميلا»..
1998 .. «الخضر» انهزام وخروج من المنافسة
وشاءت الصدف أن أكون حاضرا في الجولة الثالثة من سلسلة مقابلات الجزائر والكاميرون، وذلك بواغادوغو ببوركينا فاسو في كأس افريقيا 1998.. والتي لم يتمكّن خلالها الفريق الوطني من المرور إلى الدور الثاني بعد أن سجل 3 انهزامات متتالية بقيادة المدرب عبد الرحمان مهداوي.. وذلك أمام كل من غينيا، بوركينا فاسو والكاميرون في المقابلة الثالثة التي كانت بمثابة خروج «الخضر» من المنافسة، حيث كان هذا الإقصاء مرا بالنظر للطموحات الكبيرة التي انتقل بها زملاء الهداف تاسفاوت إلى العاصمة البوركينابية.
فقد أعطى لنا بلال دزيري الأمل في إمكانية البقاء في المنافسة بتوقيعه للهدف الأول للفريق الوطني في الدقيقة 40 .. لكن انقلبت الأمور بشكل سيء للفريق الوطني الذي تلقى هدفين في المرحلة الثانية من طرف جوب وتشامي أمام ذهول الحارس حمناد والمدافع منير زغدود.
2000 .. رغم مهارات دزيري وموسوني
وكان الموعد مع مقابلات الفريقين في كأس افريقيا 2000، التي جرت بغانا ونيجيريا حيث إن الفريق الوطني تأهل إلى الدور الثاني بقيادة المدرب سنجاق بمساعدة حميمي، والتقى في الدور ربع النهائي بالفريق الكاميروني بمدينة كوماسي الغانية.. وكانت المباراة شيقة للغاية من طرف الفريق الجزائري لاسيما في الشوط الثاني، لكنه مرة أخرى يعود الفوز للكاميرون الذي وقّع هدفيين من طرف ايتو و فوي، ولم يكف هدف تاسفاوت الوحيد للفريق الجزائري الذي ترك انطباعا مميزا بوجود كل من موسوني، دزيري، مفتاح، صايب ...
2004 .. خطة سعدان أثّرت على زملاء ايتو
أربع سنوات يعد ذلك تضع قرعة الدورة النهائية لكأس افريقيا 2004، بتونس الفريق الجزائري في المجموعة التي تضم الكاميرون الذي كان المنافس الأول لـ «الخضر»، وكان من ضمن المرشحين لنيل اللقب كونه نشط قبل سنة نهائي كأس القارات بفرنسا وكذا بوجود لاعبين مميّزين في تشكيلته على غرار ايتو، مبوما، سونغ، جيريمي وبقيادة المدرب الألماني ويلفريد شافر .. لكن تشكيلة المدرب الوطني سعدان أفشلت مخطط الفريق الكاميروني الذي بالرغم من افتتاحه لباب التسجيل عن طريق مبوما في الدقيقة 43، استطاع الفريق الجزائري من تعديل النتيجة من طرف زفور.
ومازلت أتذكر بعض اللحظات التاريخية بملعب سوسة الذي كان مكتظا عن آخره بأنصار المنتخب الجزائري بالدرجة الأولى، حيث إن سعدان فاجأ الجميع بإدخال قواوي كحارس أساسي في تلك المباراة التي كانت البداية الحقيقة للحارس السابق لشبيبة القبائل مع الفريق الوطني.. كما أن لحظة تسجيل الفريق الكاميروني للهدف قام أحد الزملاء الصحافيين الكاميرونيين بإشارة بأن «الأسود الجموحة» ستفوز اليوم بنتيجة أربع أهداف .. لكنه خرج قبل 5 دقائق من انتهاء المباراة لأن الفريق الجزائري كان أقوى بحضور مميّز للاعبين أمثال عنتر يحي، زياني، منصوري، أشيو .. هذا الأخير الذي كان مُسجّل الهدف الثاني للمنتخب الجزائري أمام نظيره المصري في المباراة الثانية .. وتأهل عن هذه المجموعة كل من الكاميرون والجزائر على حساب مصر وزيمبابوي.