بعد إسـدال الستار على الألعاب الأولمبية “ريـو” 2016 ... المشاركة الجزائرية تحت المجهر

إنجازات البطل مخلوفي تغطـي غابــةالإخفقات للرياضة الجزائرية

عمار حميسي

الخروج من الدور الأول أصبح قاعدة والحجة نقص الإمكانيات وقلة التحضير

لم يكن من السهل المرور مرور الكرام على المشاركة الجزائرية في الألعاب الاولمبية وتسليط الضوء عليها خاصة بعد النتائج المخيبة التي طبعت هذه المشاركة في مختلف الرياضات حيث يبقى مخلوفي الاستثناء الذي وجب تحيته بعد أن أصبح بمثابة شجرة الإنجازات التي غطت غابة الاخفاقات فإلى متى تبقى الرياضة الجزائرية رهينة النتائج السلبية خلال المنافسات الكبرى؟.
وضعت اللجنة الأولمبية الجزائرية الحصول على أربع ميداليات خلال الألعاب الاولمبية هدفا لها لكن بعد نهاية هذه الطبعة تأكد أن تحقيق نصف هذا العدد كان من سابع المستحيلات في ظل المستوى الهزيل الذي ظهر به كل الرياضيين حيث حاول البعض تشريف نفسه والرياضة التي يمارسها من خلال الإنسحاب بشرف لكن حتى هذا الأمر أصبح صعبا بسبب الخروج الجماعي من الأدوار الأولى .
وفشل الرياضيون حتى في الوقوف الند للند أمام منافسيهم وتوالت الخيبات من يوم لآخر إلى غاية نهاية الالعاب لتتضح الصورة السوداء للرياضة الجزائرية التي كانت يصدح ابطالها خلال منافسات مماثلة في وقت سابق في حين خفت صوتهم في ريو .
وتغنى البعض بعدد الوفد المشارك وبأنه الأكبر منذ الاستقلال لكن شتان بين من يشارك بالعدد ومن يشارك من أجل التقدم والتطور والسيطرة على النتائج النهائية حيث لم يستطع رياضيونا تشريف رايتهم الوطنية في أكبر تجمع رياضي عالمي وراح الجميع يتغنى باسطوانة نقص الامكانيات والتحضير الجيد فيما تبادل البعض التهم حول من يتحمل المسؤولية ناسين أو متناسين الهدف الاساسي الذي ذهبوا إلى البرازيل من أجله؟
وبالنظر الى المستوى الفني المتواضع الذي ظهر به جل الرياضيين ما عدا الثنائي مخلوفي وبورعدة فإن المستقبل يبقى غامضا خاصة أن المستوى العالمي في تطور مستمر وتراجع الرياضة الجزائرية بهذا المستوى يفتح باب التساؤلات حول الحلول الضرورية من أجل النهوض بهذا القطاع الذي خمل ونام على إنجازات الماضي.
مخلوفي البطل ... يعود من بعيد
صنع مخلوفي الفرجة والمتعة وكان راسم البسمة على شفاه الشعب الجزائري بعد الإنجاز الذي حققه في ريو من خلال الفوز بالميدالية الفضية لسباق 800م دون نسيان مشاركته المميزة في سباق 1500م وهذا رغم ظروف التحضير الصعبة التي مر بها قبل الألعاب الأولمبية بسبب مرضه من جهة والضغوطات التي واجهها بكل عزيمة وإرادة من جهة اخرى.
ورفع ابن سوق اهراس التحدي من خلال مشاركته في سباقين وهو ما كان يمثل مغامرة كبيرة بالنسبة له إلا أنه أصر على ذلك وكان عند وعده عندما شرف ورفع الراية الوطنية عاليا في ريو بعد النتائج المميزة التي حققها مقارنة بزملائه الذين مروا بجانب الحائط ان لم نقل أكثر من هذا .
وكان مخلوفي قد واجه عدة صعوبات خلال الفترة الماضية اثرت كثيرا على تحضيراته للالعاب الاولمبية إلا أن عودته كانت في الوقت المناسب واستطاع الوفاء بالعهد وتأكيد قيمته كبطل أولمبي نجح بفضل عصاميته وتفانيه في العمل بعيدا عن الأضواء وهو ما حقق له النجاح الذي كان يصبو اليه.
الجيدو ... تراجع مستمر في انتظار الإستفاقة
خيب المصارعون الذين شاركوا في الألعاب الاولمبية ممثلين للجيدو الجزائري الظن بعد ان تسابقوا على باب الخروج من الاولمبياد وكانهم يريدون العودة بسرعة لأرض الوطن رغم انهم أكدوا قبل السفر على جاهزيتهم وقدرتهم على رفع التحدي .
وكانت الأمال معقودة على صونيا اصلاح ضافة إلى بويعقوب وزملائه الا انهم خرجوا كما دخلوا بخفي حنين فاتحين الباب امام التساؤلات حول الاسباب الحقيقية التي أدت لتراجع الجيدو الجزائري .
وتعد هذه النتيجة من أسوا النتائج التي حققها الجيدو خلال اسنوات الماضية بالنظر الى الانجازات التي تحققت في الألعاب الاولمبية من طرف بن يخلف وصوريا حداد ليفشل المصارعون الحاليون في اجتياز عقبة الدور الأول .
الملاكمة وعقدة ربع النهائي
كانت الملاكمة من بين الرياضات التي يراهن عليها قبل الالعاب الاولمبية من أجل حصد الميداليات لتكتفي بالدور ربع النهائي الذي اصبح يمثل عقدة لها خلال الالعاب الاولمبية رغم تواجد سبعة ملاكمين .
وفشل السباعي في تخطي عقبة ربع النهائي رغم الامكانيات الفنية المميزة التي يتمتعون بها حيث خرجوا تباعا من دور ربع النهائي الذي لم يقدموا فيه ما يشفع لهم من اجل المرور الى نصف النهائي وضمان ميدالية ما عدا الشاب بن بعزيز .
وتحدثت بعض الاطراف عن تاثر الملاكمين بسبب التغييرات التي حدثت على الجهاز الفني والتي تبقى حجج واهية بما ان الهدف الاسمى كان تشريف الالوان الوطنية في البرازيل وبالتالي كان يجب وضع المشاكل الشخصية جانبا .
ودفع المستوى الذي ظهر به الملاكمون في بطولة العالم التي جرت مؤخرا باب التفاؤل حول امكانية تحقيق نتائج جيدة في ريو الا ان العكس هو الذي حدث ليستءل الجميع حول السبب الحقيقي الذي ادى لهذا التراجع الرهيب .
السباحة، رفع الأثقال، التجديف، المبارزة والمصارعة ...خارج مجال التغطية
لم تحدث المفاجأة في الرياضات الأخرى التي لم تصنع الاستثناء وتتألق في ريو حيث اكتفت بما يسمى المشاركة المشرفة التي يبقى تعريفها صعبا وغير منطقي خاصة أن الاقصاء والخروج كان من الأدوار الأول .
ففي السباحة لم يستطع سحنون مواجهة قوة التيار الذي شكله منافسوه واكتفي بالدور الاول في اختصاصين قبل ان يقصى ويؤكد مرة اخرى غياب استراتيجية واضحة لدى المسؤولين عن هذه الاتحادية بدليل تأهل سباح واحد فقط الى الالعاب الاولمبية رغم ان الجزائر تزخر بشريط ساحلي طوله اكثر من 1500 كلم.
من جهة اخرى ضيعت المبارزة خرجتها في ريو وخرج الثنائي خلفاوي وسنتاس من الدور الاول رغم انهما تم المراهنة عليهما من اجل افتكاك ميدالية على الاقل لكنهما فشلا في مسعاهما.
نفس الامر انطبق على ممثلي رياضة رفع الاثقال حيث كان الثقل كبيرا عليهما مما جعلهما ينسحبان من الدور الاول الذي اصبح قاعدة لدى الرياضيين الجزائريين في ريو في انتظار مجيء أحد لكسر هذه القاعدة .
ولم تحد رياضتا المصارعة والتجديف عن قاعدة الاخفاق بعد ان خرج ممثولهما من الادوار الاولى واكتفوا بالمشاركة فقط من اجل المشاركة ليبقى السؤال المطروح هو كيفية ايجاد رياضيين وتاهيلهم بطريقة تسمح لهم بتحقيق المشاركة المشرفة الحقيقية وهي حصد الميداليات الواحدة تلو الاخرى عوض حصد الخيبة .

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024