«الإرادة غائبة لدى المسؤولين من أجل الرفع من مستوى ألعاب القوى”
دافع مدرب ألعاب القوى للمجمع البترولي سيد علي صابور في حوار مع “الشعب” على عدائي المنتخب الوطني، بعد المستوى الذي قدّموه، خلال الألعاب الأولمبية، بعد أن نجح مخلوفي في افتكاك ميدالية فضية.
حمّل صابور مسؤولية النتائج المسجلة إلى المسؤولين عن هذه الرياضة، خاصة أنهم لم يوّفروا الإمكانيات اللازمة من أجل ضمان أفضل تحضير بما أن العامل الأساسي غير متوفر وهو ظروف العمل .
أكد صابور أن التربصات التي يقوم بها الرياضيون، خارج الوطن، غير كافية، لأن الاستمرارية غائبة في ظل غياب ظروف العمل الناجح في الجزائر، بسبب تدهور المرافق الرياضية الموضوعة، تحت تصرف العدائين.
(الشعب): كيف تقيّم مستوى العدائين الجزائريين في الألعاب الأولمبية؟
صابور – من الناحية الفنية المستوى كان جيدا، بعد تحطيم ثلاثة أرقام قياسية من طرف مخلوفي في 800م وبورعدة في العشاري، إضافة إلى لحولو في 400م دون نسيان حصول مخلوفي على ميدالية فضية، لكن عامة أعتقد أن النتائج كانت بعيدة عن التطلعات في ظل التألق المعهود لألعاب القوى الجزائرية في مثل هذه المنافسات، لكن يجب وضع اليد على الجرح وتفادي الحديث عن الرياضيين فقط وكأنهم هم المذنبون، في حين أنهم يستحقون وسام الكفاح بالنظر إلى ما عانوه، خلال الفترة الماضية، فيما يخص ظروف التحضير القاسية وغير المساعدة على التطور، وهو ما يجعلنا نتساءل حول الدور الذي يقوم به المسؤولون عن الرياضة الجزائرية الذين عوضا أن يحكموا على المستوى الفني، كان الأجدر بهم توفير ظروف العمل، ثم الحديث عن تحميل المسؤولية لطرف أو لآخر .
الجميع تحدّث عن توفر ظروف العمل والإمكانيات، هل تشاطر هذه الفكرة؟
عن أي ظروف عمل وإمكانيات تتحدثون لا يوجد أي شيء يساعد الرياضيين على تحقيق النتائج الجيدة في هذه التظاهرات الكبرى، إن اعتمدنا على الأماكن التي يقوم الرياضيون بالتحضير فيها فالمضمار حالته مزرية والمرافق الرياضية الموجودة لا تتوفر على ظروف العمل المساعدة دون نسيان الإهمال الذي يعاني منه الرياضيون الذين غالبا ما يقومون بتحمل نفقات عملية التحضير بأنفسهم والجميع شاهد على ما قام به بورعدة بإمكانيات منعدمة فبورعدة استطاع احتلال المركز الخامس رغم انه لا يتوفر على ظروف العمل على غرار غياب المدلك الذي يعد أبسط شيء يحتاجه عداء المستوى العالي.
ماذا عن الترّبصات التي قاموا بها خارج الوطن؟
هذه التربصات لا تسمن ولا تغني من جوع لأن الأهم هو الاستمرارية في العمل فعندما تقوم بتربص خارج الوطن لفترة معينة ثم تعود الى الجزائر لا تجد الامكانيات التي تسمح لك بمواصلة العمل الذي قمت به خارج الوطن، لتعود الى نقطة الصفر من جديد وعوض صرف أموال كبيرة على هذه التربصات وجب اصلاح الخلل الموجود على مستوى الهياكل الرياضية التي لا تتوفر على أبسط المرافق الضرورية من أجل الاسترجاع، في حين أن الجميع يتحدث عن استفادة الرياضيين من تربصات في الخارج وكانت هذه الاخيرة، هي التي تضمن النجاح في حين أن العكس هو الصحيح .
لماذا لم ترفعوا هذه المطالب إلى المسؤولين عن الرياضة؟
لقد قمنا بكل ما يستوجب من أجل لفت أنظار المسؤولين إلى المعاناة التي يتعرض لها العداؤون، لكن لا حياة لمن تنادي فالجميع غير معني عندما يتعلق الأمر بتوفير الامكانيات، في حين أن الكل يتهم الرياضيين بالتقصير ويصف سفرهم الى البرازيل أنه من أجل السياحة، ولكن لا يوجد رياضي يحب الهزيمة في هذا المستوى العالي، الارادة وحدها لا تكفي من أجل تحقيق الانجازات، ويجب العمل بطريقة علمية من أجل تطوير مستوى الرياضيين، ليصلوا الى المستوى الذي يؤهلهم للمنافسة على الميداليات.
متى نصل إلى مستوى يؤهلنا للمنافسة على الميداليات؟
الوصول الى هذا المستوى ليس أمرا صعبا إن توفرت الارادة لدى المسؤولين للنهوض بالرياضة و تفادي الحلول الترقيعية التي لا تنفع بل تضر و البداية يجب ان تكون بالمرافق التي لا تتوفر على ظروف العمل حيث يتوجب تجهيزها بطريقة تسمح للعدائين باستغلالها بطريقة جيدة دون الخشية من التعرض لإصابة أو شيء من هذا القبيل، اضافة الى الاجهزة الفنية التي تشرف على العدائين فيجب ان تكون مكتملة اضافة الى المشاركة في المنافسات و الدورات الدولية التي تساهم في الرفع من مستوى الرياضي ليصل الى القمة و يدخل غمار منافسة كالالعاب الاولمبية بدون عقدة .
لاحظت غياب رياضات كانت الجزائر حاضرة من خلالها في الاولمبياد على غرار القفز العالي والوثب الثلاثي، اضافة الى رمي الجلة ما السبب؟
ان استمرت السياسة الحالية سيكون من الصعب رؤية ممثلين عن هذه الرياضات في الالعاب الاولمبية المقبلة، لأن الاهتمام بها قل بسبب العراقيل التي يجدها الرياضيون في طريقهم وهو ما جعل المنتخب الأولمبي الذي يشارك في ريو مكوّن من العدائين فقط لهذا يجب إعادة النظر في السياسة المتبعة قبل فوات الأوان .