أكد المدرب المساعد لفريق شباب قسنطينة واللاعب الدولي السابق «منير زغدود»، أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «محمد روراوة» يتريث لاختيار المدرب المناسب للمنتخب الجزائري وليس عاجزا عن إيجاد مدرب للخضر خصوصا بعد المكاسب الكبيرة التي حققها المنتخب في السنوات الأخيرة، كاشفا بأنه لا يريد أن يخطأ في اسم المدرب الذي سيقود العارضة الفنية للخصر مستقبلا لأن المنتخب الوطني كبر كثيرا ولا يمكنه أن يعود إلى النقطة الصفر بعدما حققه من إنجازات في الـ 8 سنوات الأخيرة، خاصة أن رفقاء «محرز» تنتظرهم مواعيد مهمة مستقبلا في مقدمتها كأس أمم إفريقيا مطلع جانفي المقبل والتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، كما تحدث عن الكثير من الأمور في هذا الحوار.
«الشعب»: طال انتظار اسم المدرب الذي سيخلف «غوركوف» على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني ؟
منير زغدود: أعتقد أن الأمر مدروس ومخطط له، لأنه من غير المعقول أن نجلب مدربا دون القيام بدراسات عن السير الذاتية للمدربين المتواجدين حاليا دون عمل، لأن هذا الانتقاء هو خاص بالفريق الوطني الأول، في السابق ربما كنا نختار اسم المدرب حسب الخبرة والأقدمية وحسب النتائج المقدمة مع الفرق والأندية التي عمل فيها المدرب، لكن الاتحادية بدأت تقوم بانتداب مدروسة ومميزة منذ جلب المدرب السابق «هاليلوزيتش» الذي قاد الخضر إلى مونديال البرازيل وقام بمسيرة استثنائية بتخطيه عقبة الدور الأول، كما بصم اسم الجزائر في ذلك المونديال بعدما خسر بشرف في الوقت الإضافي أمام بطل الدورة المنتخب الألماني، بعدها كان من الصعب على المدرب الذي بعده خلافة المدرب «البوسني»، وتم اختيار أستاذ المدربين كما يلقب في عالم التدريب «كريستيان غوركوف» الذي يكن له الفرنسيون احتراما كبيرا، بدايته كانت موفقة للغاية بعدما تمكن من الفوز بالخمس مباريات متتالية في تصفيات أمم إفريقيا، لكن الانتقادات طالته بعد أمم إفريقيا التي لعبت في غينيا الاستوائية حين خرج المنتخب الوطني من الدور الثاني أمام بطل الدورة السابقة منتخب كوت ديفوار، وتضاعفت الانتقادات بعدما انتقد الجميع طريقة اللعب التي كان ينشط بها المنتخب الوطني، وأعتقد أن ذلك ما دفعه لتغير الخطة في المباريات الأخيرة وهو ما جلب ثماره بعدما تمكن المنتخب من الفوز في مناسبتين بسباعية كاملة وهذا ليس بالأمر الهين، الآن من الصعب اختيار مدرب جديد لأنه أولا يجب أن يكون في مستوى تطلعات الشعب الجزائري وفي مستوى فني كبير يمكنه قيادة العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري، لأن استحقاقات كبيرة في انتظاره في مقدمتها أمم إفريقيا المقبلة بالغابون التي يحلم الشعب الجزائري من خلالها إلى التتويج باللقب، وكذا تصفيات مونديال 2018 بروسيا وضمان التأهل للمرة الثالثة على التوالي.
هل تظن أن الانتقادات اللاذعة التي أطلقها مؤخرا «غوركوف»عن كرة القدم الجزائرية والمسيرين وقبله «هاليلوزيتش»هي التي جعلت المدربين يخافون من قبول مهمة تدريب الخضر؟
لا أظن ذلك، لأن تدريب المنتخب الوطني الجزائري خصوصا بعدما بلغوه من مستوى في السنوات الأخيرة والمشاركات العديدة للخضر في «الكان» والمونديال أصبحت تهم الكثير من المدربين الذين يريدون تدعيم سيرتهم الذاتية بالانجازات مع الخضر، كما أن جميع المدربين الأجانب يدركون بأن الخضر لديهم الإمكانيات من أجل جلب لقب قاري في الطبعة المقبلة أو التي بعدها، بعد ظهور جيل جديد قوي من اللاعبين الجزائريين في كبرى البطولات الأوروبية يتقدمهم الثلاثي المتألق هذا الموسم (محرز، سليماني وغزال)، كما أن لاعبين مثل «سوداني» توج بالثنائية و»بودبوز» أختير في التشكيلة المثالية للبطولة الفرنسية لموسم (2015-2016)، وهناك العديد من اللاعبين قادمين بقوة على غرار «بن زية» والآخرين، ومن غير المعقول بأن تصريحات هؤلاء المدربين هي التي ستبعد المدربين الأجانب الكبار عن تدريب الخضر، لأن لكل طريقته في العمل كما أنهم تربطهم عقود عمل هنا والاتحادية لا تطلب منهم المساعدة لأنهم يتقاضون أجورا خيالية.
البعض وصف المدرب المقبل على تدريب الخضر بالانتحاري هل تشاطر هذه الفكرة؟
لدينا مثل شعبي يقول بالعامية «لي ما يلحق العنب يقول قارص»، هناك آلاف المدربين في الجزائر يتمنون أن يكونوا في ذلك المنصب والعديد من المدربين الأوروبيين يودون العمل مع الجزائر، وقرأت في العديد من المناسبات تصريحات مع مدربين أوروبيين كبار يقترحون خدماتهم على الخضر من خلال حوارات مع وسائل إعلام جزائرية أو أجنبية وهذا دليل على أن المنتخب الوطني يسيل لعاب المدربين الأجانب، كما أن المدربين الذين يملكون مستوى وسيرة ذاتية يطمعون لحصد الأموال من الاتحادية ببلوغ الأهداف المسطرة في المفاوضات، والمدربين الذين يتواجدون في بداية مسيرتهم التدريبية يطمعون إلى فرض وجودهم في عالم التدريب مع المنتخبات، لأن الجزائر تصنع اسما للمدربين وتجلب لهم الشهرة وفي كلتا الحالتين المدرب مستفيد، لذا يجب أن يختار المدرب الذي نستفيد نحن من مؤهلاته ومهاراته لحصد الألقاب، لأن لا معنى لسيطرتنا القارية على ترتيب الفيفا دون حصد لقب أمم إفريقيا لكرة القدم، وأعتقد أن ذلك ما يصبوا له رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «محمد روراوة» الذي يملك من الخبرة والحنكة اللذان يؤهلانه لاختيار «الربان» الأمثل لقيادة سفينة الخضر.
هل تظن أن خليفة «غوركوف»سيخوض منافسة أمم أوروبا المقبلة، لذا لم يتم الإفصاح عن اسم المدرب؟
كل شيء ممكن، لأن أغلبية المدربين الذين سيخوضون منافسة كأس أمم أوروبا المزمع إجرائها بفرنسا الصيف المقبل، سيكونون في نهاية عقودهم مع المنتخبات التي يعملون لها، هذا احتمال وارد وأعتقد أنه من أحد الأسباب التي جعلت رئيس الاتحادية يقرر الإعلان عن المدرب الجديد بعد يورو 2016، كما أن المدربين الأجانب الذين يحترمون اسمهم وعملهم لن يقبلوا مباشرة العمل في لقاء أخير من تصفيات أمم إفريقيا، لأنهم حين يتحدثون يكون دائما بالإحصائيات والأرقام، ويرفضون أن لا تكون بداياتهم غير موفقة في بداية مسيرتهم مع منتخب جديد، تماما مثل ما حدث مع «غوركوف».