يعاني فريق اتحاد الحراش منذ عدة أسابيع من مشاكل تنظيمية عديدة أثرت بشكل كبير على أداء اللاعبين و تأثرت نتائج النادي العاصمي بكل ما يحدث بداخله، حيث احتكرت « الصفراء « الواجهة ليس بفضل النتائج المعتبرة و إنما بتراكم المشاكل التي مازالت تصنع الحدث في الرابطة المحترفة الأولى .
و كل المتتبعين للبطولة الوطنية يتحسرون لما يحدث لهذا الفريق الذي يعد مدرسة حقيقية و انتهج رواقا مخالفا للأندية الأخرى منذ سنوات باعتماده على اللاعبين الشبان الذين يتخرجون من مركز التكوين الخاص بالفريق أو جلب شبان من الأندية الصغيرة.
لكن الأمور لم تسر بالشكل الذي تمناه الجميع في المرحلة الأخيرة، أين أصبح المشكل المالي يفرض نفسه بإلحاح، أين لم يتمكن مسيرو النادي الحراشي من تأمين علاوات اللاعبين حسب الالتزام الذي تم مع اللاعبين والطاقم الفني.
فكم من مرة سمعنا عن إمكانية إقرار اللاعبين لإضراب من أجل الوصول إلى مبتغاهم و حثّ المسيرين على التحرك و إيجاد الحلول التي تضع الفريق في وضعية مريحة .. كما أن هؤلاء اللاعبين كانوا « في المستوى « عندما عقدوا ندوة صحفية شرحوا من خلالها الوضعية الصعبة التي يعيشونها دون إهمال مصالح الفريق في اللعب بكل قوة فوق الميدان احتراما لألوان هذا الفريق العريق و كذا أنصاره الأوفياء .. و متمنين في نفس الوقت أن يكون المسيرون في المستوى لإيجاد الحلول .
جمعية عامة استثنائية يوم 2 ماي ...
و يمكن القول أن ادارة رئيس النادي عبد القادر مانع لم تتمكن من فرض وجودها بالوصول إلى الحلول و بقيت الأمور على حالها .. إلى أن وصلت الحالة إلى سحب الثقة من رئيس النادي، الذي من جهته لم يعترف بذلك و قرّر عقد جمعية عامة استثنائية والمقررة يوم 2 ماي القادم للنظر في مستقبل النادي .
كما أن الوضعية تأزمت أكثر من خلال إقدام مدرب الفريق بوعلام شارف على مغادرة العارضة الفنية للفريق بعدم حضوره للتدريبات منذ أسبوعين تقريبا، بعد الخلاف الذي نشب بينه و بين مسيري النادي الذين قرروا إرسال محضر قضائي للمدرب المعني بعد غيابه عن الفريق .
غياب بوعلام شارف يتواصل ؟
و حسب بعض المصادر، فإن بوعلام شارف و بالرغم من عدم حضوره لتدريبات الفريق فإنه قدم برنامج عمل للثلاثي حنيشاد – بشوش و بن عمار الذين يقومون بتحضير التشكيلة التي ستواجه وفاق سطيف اليوم في إطار الجولة الـ 26 للرابطة المحترفة الأولى . و إلى جانب المشاكل العديدة التي يواجهها الفريق الحراشي إداريا، فإنه سيلعب اليوم مباراته في غياب جمهوره الوفي بسبب العقوبة المسلطة من طرف الرابطة الوطنية .. هذا الأمر الذي قد يعقد من مأمورية الفريق في مهمته لتجنب التراجع أكثر في الترتيب العام و تفادي اللعب من أجل عدم السقوط إلى الرابطة الثانية.
فبعد أن كان الهدف في بداية الموسم هو اللعب على إحدى المراتب الأولى من خلال النتائج الباهرة التي سجلها أصحاب الزي الأصفر و الأسود .. انقلبت الأمور بسبب المشاكل المالية إلى إنقاذ الموسم في الجولات الأخيرة .. مما يفسر أن النتائج التقنية لابد أن تكون متابعة بشكل جيد من الجانب الإداري .. فالكل يعترف أن اتحاد الحراش يقدم « أحسن العروض الكروية « في البطولة الوطنية بفضل العمل الكبير الذي يقوم به المدرب بوعلام شارف منذ عدة سنوات و الذي ارتبط اسمه بالطريقة التي انتهجها للوصول إلى مستوى فني كبير.
و حتى إقدام المسيرين على الاستعانة باللاعب السابق و المدرب خالد لونيسي كمناجير عام للفريق لمحاولة تنسيق الجهود و الخروج من الأزمة لم تكن كافية، أين تحدثت بعض المصادر القريبة من النادي الحراشي أن المعني قرر رمي المنشفة بسبب عدم وجود المناخ المناسب لذلك .
و حسب العديد من المتتبعين، فإن مباراة اليوم قد تكون المنعرج الحقيقي لرؤية الأمور تتغير في حالة تسجيل نتيجة جيدة التي تسمح للفريق بإنهاء الموسم في راحة .. و بالتالي السماح للمسيرين بإيجاد حلول في طمأنينة .. علما بأن هؤلاء المسيرين دعوا اللاعبين يوم أول أمس إلى مأدبة عشاء لإرساء جو مناسب داخل الفريق الذي قد يسمح له السير بشكل أفضل في انتظار الجمعية العامة الاستثنائية المقررة يوم 2 ماي .. و التي يتابعها الجمهور الحراشي بكل اهتمام كونه حريص على عودة الاستقرار للنادي الذي يعد مثالا للعب الجميل و منح الفرص للاعبين الشبان الذين وصل العديد منهم إلى الفريق الوطني واحترف في الخارج بفضل اتحاد الحراش على غرار بونجاح و بلقروي ...