استرجع المنتخب الوطني المركز الأول افريقيا في ترتيب الفيفا لشهر أفريل الجاري و يتمركز «الخضر» في المرتبة الـ 33 عالميا في الوقت الذي كانت فيه كل الأنظار مشدودة طوال الأيام الأخيرة لذهاب المدرب كريستيان غوركوف الذي غادر العارضة الفنية بعد لقائه بروراوة، وتم الاتفاق على طلاق بالتراضي .. وكذا ظهور العديد من الأسماء سواء في الجرائد والمواقع المتخصصة أو حديث أنصار «الخضر».
مباشرة بعد التأكيد على ذهاب غوركوف، انطلق «سباق الأسماء « المحتملة التي بامكانها أخذ مهمة تدريب الفريق الوطني، والتي تعددت بشكل معتبر في معظم الأحيان بعيدة كل البعد عن المنطق لتسقط المصادر في تناقضات كبيرة .. خاصة و ان الجانب المالي تم تقديمه على كل الاعتبارات الأخرى التي لها صلة بالعمل الفني للمدرب القادم للفريق الوطني .
الفاف تنفي...
في خضم هذه الحالة سارعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الى التذكير ان الأخبار المتداولة عن الأسماء المذكورة لا أساس لها من الصحة و ان الفاف ستأخذ الوقت الكافي لدراسة كل الأمور المتعلقة بخليفة غوركوف في الوقت المناسب.
تكليف مساعد المدرب السابق لـ «الخضر» نغيز بالاتصال باللاعبين ربما لتقديم التوضيح في انه سيقوم بالاشراف على زملاء مبولحي في المقابلة القادمة أمام السيشل و بعدها سيتم الاتفاق مع مدرب سيقوم بتحضير النخبة الوطنية في المقابلة الأخيرة لتصفيات كأس افريقيا و كذا تأهيليات المونديال. المفارقة التي حدثت في هذه المرة تختلف تماما مع فترة تدريب هاليلوزيتش للفريق الوطني، أين قام روراوة عندما لم يتحصل على موافقة تمديد المدرب الفرانكو – بوسني لعقده على الاتصال بغوركوف الذي تابع مونديال البرازيل كملاحظ لينطلق في عمله أياما بعد كأس العالم .. لكن هذه المرة ذهاب غوركوف جاء دون ان يتم الاتفاق مع أي مدرب في وقت كان الحديث على أن رئيس الفاف له فكرة واضحة عن المدرب القادم للفريق الوطني مما جعله يقبل في دقائق فقط استقالة المدرب غوركوف .
تكون التصريحات غير المطمئنة للمدرب الفرنسي هي التي عجّلت الوصول الى قبول استقالته في وقت قياسي، لا سيما عندما أطنب في التصريح على أنه متعود على العمل اليومي و ليس الاكتفاء بتربصات من حين لأخر .. و هو كان يعرف منذ مجيئه انه مكلف بالمنتخب الوطني الأول .
هذه النقطة سوف تكون في مقدمة اهتمامات مسؤولي الفاف الذين سيسعون الى التعاقد مع مدرب سبق له و ان درّب على مستوى المنتخبات و يعرف جيدا الأمور التي تتطلبها هذه المهمة لأن ذلك سيعطي أريحية للطرفين في رسم خطة العمل، عكس ما تم الوصول إليه مع غوركوف.
يمكن القول ان العديد من المتتبعين كانوا قد أشاروا عندما قدم غوركوف ان فقدانه للتجربة على مستوى المنتخبات سوف يؤثر على عمله، لأن من الناحيتين التكتيكية والفنية فإن الفريق الوطني تطور كثيرا ، والمسيرة الناجحة لزملاء تايدر بقيادة غوركوف لدليل على ذلك.
هدف التتويج باللقب القاري في المقدمة
لهذا فإن التأني و دراسة الأمور بشكل معمق من الأولويات في مبدأ الاختيار ، خاصة و أن كل الجوانب تكون مهمة في الاختيار للوصول الى الأهداف المسطرة دون أي تأثير .. و الحديث عن الأهداف سوف لن يقتصر على التأهل الى الدورات النهائية، و انما النظر أكثر الى النتائج التي ينتظر منها في خرجات « الخضر « التي من المنطقي حاليا أن تصل الى دائرة التتويج بكأس افريقيا والذهاب الى مراحل متقدمة في المونديال القادم بعد أن نضمن التأهل.
فكل الاختصاصيين يضعون الفريق الجزائري من أحسن المنتخبات حاليا من الناحية الهجومية و عدد كبير من المدربين المعروفين على المستوى العالمي يتمنون الاشراف عليه، مما «يسهّل « عملية الانتقاء و الاختيار بالنسبة لمسؤولي الفاف الذين بامكانهم التوفيق في الاختيار و السير الى الأمام في طموحات الفريق الجزائري مستقبلا.
عن المدارس التي لها أفضل المدربين، فإن الفكرة التي تتداول في الوقت الحالي تصّب في ضرورة جلب المدرسة الاسبانية أو البرتغالية أين يوجد العديد من المدربين الذين بامكانهم التوفيق في عملهم بهذا العدد الكبير من اللاعبين الجزائريين المميّزين.