غطّت أخبار رحيل غوركوف من عدمه عن أداء المنتخب الوطني في مباراته الأخيرة أمام اثيوبيا في إطار تصفيات كأس افريقيا للأمم 2017 .. فبالرغم من اقتراب «الخضر» من التأهل إلى الدورة النهائية، إلا أن ذلك لم يلق الاهتمام الكبير وبدا مستقبل الناخب الوطني هو الأهم، بالرغم من أن المعني أشار أنه لم يقدم استقالته ومازال مدربا للمنتخب الوطني الجزائري.
ويمكن القول أن ذهاب غوركوف عن النخبة الوطني ليس جديدا وإنما حدث «خلل» منذ نوفمبر الماضي أين لاحظ جل الاختصاصيين أن الناخب الوطني لم يصبح «مستعدا» من الناحية المعنوية الذهاب إلى آخر يوم من العقد الذي أبرمه مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.
وفي أخر تصريح له لصحيفة « تيليغرام « الفرنسية يوضح غوركوف أنه « لم يقدم استقالته وسيلتقي مع روراوة يوم غد الأحد للحديث عن هذا الأمر .. وفي حالة اصرار رئيس الفاف على بقائي فسوف أكمل المشوار مع المنتخب الجزائري حسب العقد المبرم».
وبالتالي، فإن الأمور لم تتضح منذ عدة أشهر بالنسبة لغوركوف والاتحادية معا، بالرغم من المسار الجيد على مستوى النتائج، أين يسير الفريق الجزائري في رواق سمح له الاقتراب من التأهل إلى «كان 2017» والمرور إلى الدور الثاني لتصفيات كأس العالم 2018.
اجتماع حاسم غدا بين روراوة وغوركوف
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو هل يمكن مواصلة العمل في مثل هذه الظروف التي تشكل صعوبات معنوية لكل محيط الفريق الوطني من خلال وجود ناخب وطني أكد إصراره على الذهاب في أية لحظة، علما وأن التصفيات المونديالية على الأبواب والتركيز أكثر من ضروري بالنسبة للاعبين بخصوص طريقة الأداء والتحضير البسيكولوجي الذي يسبق المقابلات .. وحيث غوركوف في هذا الشأن يعطي الكثير من الوضوح قائلا: «لا أرى أهمية اتحادية تريد الحفاظ على مدرب يريد مغادرة المنتخب».
وأغلب الظن أن تتضح كل هذه الأمور بالنسبة للرأي العام الرياضي الجزائري عشية يوم الأحد من خلال اتخاذ قرارات تصبّ في صالح الطرفين .. ويؤكد العارفين بشؤون المنتخب الوطني أنه بإمكان غوركوف المكوث في مكانه إلى غاية جوان القادم وإجراء مباراة السيشل وبعدها يغادر العارضة الفنية لـ»الخضر»، خاصة وأنه بإمكان الفاف «العثور» على مدرب حسب أهدافها الذي بإمكانه الدخول في مشروع الاتحادية الجزائرية والوصول خاصة إلى الدورة النهائية لكأس العالم المقررة عام 2018 بروسيا.
ومن جهة أخرى، فإن تصريحات غوركوف يوم أول أمس تجعل العديد من الأمور غير واضحة بالنسبة لعمله، كونه أشار أنه غير مقتنع بمشروع الفاف في الوقت الذي كان قد أكد في وقت سابق أنه جد مرتاح لرؤية الاتحادية بالنسبة لمهمته .. فقد أصبح غوركوف يتحدث عن اللاعبين الذين تربطه بهم علاقة عمل قوية وجد منظبطين في مهمتهم حتى أنهم أرادوا أن يقدموا له الدعم المعنوي من خلال إهدائهم لأهداف مباراة اثيوبيا لغوركوف في كل مرة.
إشارات واضحة من اللاعبين ...
وكانت هنا إشارات واضحة من اللاعبين أنهم كانوا يعلمون وضعية غوركوف والذي بإمكانه مغادرة الفريق الجزائري، وحتى تصريحات ماندي وتايدار انصبت على تمسكهم بغوركوف مباشرة بعد المباراة الأخيرة للمنتخب الوطني.
وكل هذه النقاط «أنست» الجميع في التحاليل التقنية ورؤية غوركوف في مشروعه الفني ومدى وصوله إلى النجاح، خاصة وأن الأمور لم تحدث كما تمّ التخطيط لها من طرفه حيث إن المنتخب الوطني بالرغم من وصوله إلى نتائج جيدة واقترابه من التأهل إلى الدورة النهائية لكأس افريقيا 2017 .. إلا أن ذلك حدث أمام منتخبات ليس لديها قوة كبيرة على المستوى القاري .. وكان منتظرا أن يسيطر «الخضر» على مجريات المنافسة.
في حين أن المنتخب الوطني ظهر غير متوازن في أدائه والدليل على ذلك أنه يحتل المركز الـ 28 في الدفاع من مجموع 50 فريقا يشاركون في التصفيات وبالمقابل يتمركز في المرتبة الأولى في خطوط الهجوم.
وهذه المشكلة حقيقية بالنسبة للفريق الوطني الذي تنتظره مواجهات كبيرة في تصفيات المونديال إلى جانب الدورة النهائية لكأس افريقيا .. ولهذا يمكن الإشارة إلى أن غوركوف عمل لحد الآن لمدة سنة ونصف ولم يتمكّن من إحداث هذا التوازن، أين تلقى الفريق الوطني العديد من الأهداف.
والكل يتذكر كيف خرج «الخضر» من كأس افريقيا 2015 أمام كوت ديفوار بعدما تلقى الحارس مبولحي لـ 3 أهداف كاملة .. وفي آخر مباراة بأديس أباب تلقى نفس الحارس 3 أهداف أمام منتخب اثيوبيا الذي كان قد انهزم أمام زملاء ماندي بـ 7 – 1 قبل أربع أيام من ذلك.
عدم التوازن بين الدفاع والهجوم؟
فمحور الدفاع بقي نقطة ضعف الفريق الوطني ولم يعط غوركوف الفرصة للاعبين آخرين بإمكانهم فرض وجودهم وإعطائه الحلول المناسبة لذلك .. وبقي يقدم نفس التشكيلة طيلة الفترة التي يدرب فيها المنتخب الوطني .. والدليل على ذلك أنه في أربع أيام أعطى الثقة لنفس اللاعبين في مقابلتين.
وتأتي هنا المقارنة دائما مع الناخب الوطني السابق هاليلوزيتش الذي أرسى منافسة كبيرة بين اللاعبين بإدخاله من حين لآخر للاعب جديد، ونجاح سليماني يعد من ضمن استثمارات المدرب البوسني.
ولذلك، في حالة بقاء غوركوف أو ذهابه فإن الفريق الوطني يحتاج في الوقت الحالي إلى توازن بين الخطوط والعمل على إيجاد الحلول في الدفاع والوسط الدفاعي .. لأننا نملك حاليا أقوى خط هجوم بوجود كل من سليماني، محرز، براهيمي، فغولي وغزال وحتى بودبوز .. لكن المعادلة غير واضحة بالنسبة للفريق الوطني الذي يسعى للفوز باللقب القاري والتأهل إلى المونديال بكل قواه.
وفي الوقت الحالي يكون رئيس الاتحادية روراوة قد أعدّ الخطة التي تمكن المنتخب الوطني السير في الوصول إلى أهدافه من خلال اتصاله ببعض التقنيين الذين بإمكانهم تدريب زملاء فغولي، خاصة وأن التركيبة البشرية لـ «الخضر» حاليا جد مشجعة لتحقيق نتائج باهرة .. ومن الممكن جدا أن يكون المدرب القادم ذو خبرة على الصعيد القارة السمراء، والسؤال المطروح هل سيكون ذلك قبل جوان أو بعد هذا التاريخ .. وهذا ما سيحدده اللقاء بين روراوة وغوركوف غدا.