تمكنت الرياضية عاشورة بوكوفة من تحدي الإعاقة الناتجة عن حادث منزلي عندما كان عمرها لا يتجاوز الشهرين والذي تسبب لها في بتر يدها، إلا أنها تمكّنت من تجاوز ذلك المشكل من خلال ممارسة الرياضة التي منحت لها الثقة بالنفس وجعلتها تعيش حياة عادية رغم الصعوبات الموجودة في مجتمعنا، وأكدت في حوار خصّت به «الشعب» أنها لم تجد من يساندها في البداية ولكن إرادتها وعزيمتها هما الدافعان لها للوصول إلى أهدافها وهي الآن من بين أبرز الرياضيات في اختصاص رمي الرمح لدى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث وجدنا متعة كبيرة خلال حديثنا معها ولمسنا روح التحدي في كلامها.
«الشعب»: كيف اقتحمتي عالم الرياضة؟
«عاشورة بوكوفة»: بداية مشواري الرياضي لم تكن سهلة لأنني وجدت عدة عراقيل، خاصة من طرف العائلة التي كانت تريد أن أواصل دراستي ولهذا وضعوا أمامي شرط الحصول على شهادة الباكالوريا، وهذا ما كان بالفعل حيث نجحت في دخول الجامعة ولكني عملت كثيرا من أجل إجراء التحويل إلى جامعة الجزائر بما أنه في ولاية مستغانم صعب أن أصل إلى هدفي في الرياضة.
من ساعدك في النجاح بعد حصولك على شهادة الباكالوريا؟
لم يساعدني أي أحد وقمت بكل شيء لوحدي، حيث اخترت شعبة الحقوق بناءا على رغبة أختي لأنها الوحيدة التي أرادت مساعدتي. ولما جئت إلى العاصمة بعد معاناة كبيرة في تغيير الكلية التحقت بفريق مولودية الجزائر سابقا والمجمع البترولي حاليا وكان ذلك في عام 2004،حيث قدم لي مسّيروه كل التسهيلات من أجل العمل خاصة المدير الفني الهادي مهني وهذا ما جعلني أتحصل على البطولة الوطنية وفي سنة 2005، شاركت في البطولة الإفريقية بتونس والألعاب الإفريقية بالجزائر عام 2007 التي تحصلت خلالها على المركز الرابع، ولكن حلمي الحقيقي لم يتحقق إلى حد الآن وهو المشاركة في بطولة العالم والألعاب شبه الأولمبية.
ما الذي منعك من الوصول إلى هذا الهدف؟
في كل مرة، أجد سببا يمنعني من المشاركة ولكن في السنة الحالية أنا أواصل العمل مع مدربي حتى أتمكّن من تحقيق الحد الأدنى والذي يجب أن يكون 33 مترا على الأقل من أجل التأهل للألعاب شبه الأولمبية المقبلة التي ستكون بالبرازيل، بما أن أفضل مسافة بحوزتي هي 30 مترا فقط، ولهذا فإن تجمع تونس الذي سيكون في الشهر الجاري مهم بالنسبة لي من اجل تحقيق حلمي بالتواجد في اكبر حدث رياضي من اجل تشريف ألوان الجزائر من خلال العمل على الفوز بإحدى الميداليات.
* لكن المأمورية لن تكون سهلة في ظلّ المنافسة الشديدة؟
صحيح المنافسة قوية بوجود رياضيين عالميين ولكن بالإرادة بإمكاني الوصول إلى هدفي بحول الله بما أنني تمكّنت من تجاوز عوائق أصعب في السابق، هذا ما يعني أنه لا يوجد أي شيء مستحيل في عالم الرياضية والذي يطمح للوصول أكيد سينجح في المستقبل.
كيف واجهتي المجتمع في ظلّ الإصابة؟
المجتمع لا يرحم خاصة أني فتاة ومبتورة اليد، وهذا ما شكّل لي بعض الصعوبات في البداية لكن فيما بعد تجاوزت ذلك وركزت على ممارسة الرياضة فقط وبعدما انتقلت إلى العاصمة لم يعد هناك أي مشكل أمامي والحمد لله تمكنت من النجاح في كل مجالات حياتي من خلال الرياضة التي تعد كل شيء بالنسبة لي بدليل أني تحدّيت كل شيء من أجل النجاح في هذا الجانب وتحصلت على الباكالوريا لهذا السبب حتى لا يعترض أهلي خياراتي حاليا أعمل في الجانب الإداري للنادي ألعب فيه، أي لم أبتعد عن الرياضة التي أنقذت حياتي.
من هذا المنطلق كيف تقيّمين الرياضة النسوية في الجزائر؟
بكل صراحة الرياضة النسوية في الجزائرية مازالت تعاني من نقص الممارسة نظرا للتمسك بالعادات والتقاليد لدى بعض العائلات التي لا تسمح لبناتها بممارسة الرياضة خاصة خارج المدن الكبرى ولهذا يجب أن يكون عمل أكبر من طرف المعنيين لتطويرها في المستقبل حتى لا تكون هناك عراقيل أمام الراغبات في التوجه إلى عالم الرياضة لأننا نملك قدرات كبيرة وتنتظر العناية والمتابعة حتى نشرّف الألوان الوطنية في مختلف التظاهرات الرياضية العالمية.
ما هي أجمل ذكرى في مشوارك؟
أجمل ذكرى تكمن في نجاحي في اقتحام عالم الرياضة رغم الصعوبات و كذا حصولي على شهادة الباكالوريا.
كلمة أخيرة بمناسبة عيد المرأة؟
أهنئ كل النساء وخاصة الجزائريات بعيدهن، أتمنى لهن المزيد من النجاح والتألق في كل مشوارهن وشكرا لجريدة «الشعب» على هذه الالتفاتة.