تعتبر من بين أحسن لاعبات جيلها في الكرة الصغيرة،إنها «فريال بلوشراني«التي تبلغ من العمر 18 سنة لكن مدرب فريق نادي الأبيار للكبريات لا يمكنه الاستغناء عن خدماتها في مباريات البطولة، فتحت لنا قلبها في هذا الحوار:
«الشعب»: في البداية، من هي «فريال بلوشراني»؟
فريال بلوشراني: «فريال بلوشراني» أبلغ من العمر 18 سنة من مواليد 27 جانفي 1998، أحضر لنيل شهادة الباكالوريا، وأنا لاعبة كرة يد في نادي الأبيار.
كيف كانت بدايتك مع عالم الكرة الصغيرة؟
لما بلغت سن أربع سنوات ونصف والدي سجلني في فريق نادي الأبيار لكرة اليد، ومنذ ذلك اليوم لم أغادر الفريق لأني بكل بساطة تعلقت بالفريق وباللاعبات اللائي أعتبرهن مثل أخواتي بالإضافة إلى المدربين والإدارة، نعمل في فريق محترم ومحترف ويقدم لنا كل الدعم من أجل النجاح، كما أنه مدرسة عريقة في كرة اليد الجزائرية تخرج على يدها العديد من لاعبي كرة اليد، وشرف لي أني تخرجت من هذا النادي العريق في الكرة الصغيرة.
وما الذي جعلك تختارين كرة اليد ؟
في البداية لم أختر شيء كنت صغيرة ووالدي المعروف في عالم الرياضة وكرة القدم تحديدا، هو الذي قرر وضعي في فريق كرة اليد، كما أن تقبل فكرة لعب كرة اليد كانت سهلة عليّ لأن أخي الأكبر كان لاعب كرة يد هو الآخر، ومع مرور السنوات أصبحت أعشق هذه الرياضة وأتنفسها، اخترتها ولم أرد مفارقتها ربما لأنها رياضة جماعية تكسب روح المجموعة والمسؤولية، ولأنها لعبة فيها الكثير من الاحتكاك داخل الميدان في المباريات الرسمية، وهي لعبة فيها الكثير من الإثارة والحماس، كما أن رؤية مباراة في كرة اليد ممتع للغاية.
حدثينا عن تكوينك في الفريق؟
ألعب كرة اليد منذ 14 سنة، وخلال مسيرتي لحد الآن هناك أربعة مدربين أثروا ايجابيا على كل مرحلة من مراحل تكويني، بدايتي مع كرة اليد كانت وعمري 4 سنوات ونصف كنت أصغر لاعبة في الفريق لما دخلت مع فئة الكتاكيت، أشكر مدربي الأول «الشيخ فاروق» الذي كان بالنسبة لنا كالأب، كما أنه غرس في حب كرة اليد لأكثر من 5 سنوات، بعدها في فئة الصغريات أشكر «المدرب إلياس» على كل ما قام به من أجل تطوير مستواي وتحركاتي فوق أرضية الميدان، وخاصة العمل الكبير الذي قام به على مستوى احترام المنافس وروح المنافسة الشريفة، كما أشكر كذلك «المدرب لمين» للتكوين العالي الذي قدمه لنا على المستوى التقني والتكتيكي والعمل النفسي الكبير الذي قام به معنا في فئة الشبليات، وكل هذا العمل هو الذي جعلني أتألق وأبرز في كرة اليد في الفئات التي تدرجت فيها، وهو ما سمح لي بالترقية إلى الكبريات، وبالمناسبة أشكر مدرب الكبريات «كريم عاشور» على الثقة التي منحها فيّ وعلى الفرصة التي لا تعوض التي منحها إياي للعب مع الفريق رغم أني صغيرة بكثير على اللائي يحملن قميص الفريق منذ سنوات ولديهن خبرة دولية كبيرة، المدرب يؤمن بي وبقدراتي وهذا ما زاد في نفسيتي قوة داخلية على إعطاء المزيد كي لا أخذل تلك الثقة التي وضعت في من قبل الجميع.
هل لديك ألقاب شخصية؟
بطبيعة الحال، فزت في عدة مناسبات بلقب أحسن لاعبة في الدورة، ونلت مرتين لقب أحسن لاعبة في الجزائر وهو ما أفتخر به وأعمل على التألق أكثر لنيل ألقاب أخرى.
تحضرين لشهادة الباكالوريا وتمت ترقيتك إلى فئة الكبريات، كيف يمكنك التوفيق بين الدراسة والرياضة؟
صحيح أن الأمر صعب للغاية للتوفيق بينهما، لكني تعودت على ذلك منذ أن كنت صغيرة، كرة اليد لا تعيقني على الدراسة لأني مارست الرياضة قبل الدخول إلى الابتدائي، كرة اليد مهمة كثيرا في حياتي اليومية والدراسة لها نفس القيمة وتتواجد في نفس المقام مع الرياضة وأعمل على التوفيق بينهما، تحدثت مع المدرب وتفهمني كثيرا ورخص لي التدرب سوى ثلاث مرات في الأسبوع من أجل التفرغ للتحضير للشهادة التي تنتظرني نهاية الموسم، بغية الفوز بها وبمعدل عالي كي أدخل تخصص إعلام آلي، التنقل إلى الملعب من أجل التدرب أو لعب المباريات يساعدني على تغيير الأفكار والخروج من الروتين.
بما أن والدك هو الذي سجلك لممارسة كرة اليد، فحتما لقيت الدعم من الأولياء؟
من دون الأولياء الذين وقفوا معي وسهروا على نجاحي لما بلغت هذا القدر من النجاح، والداي منذ نعومة أظافري يعاملونني على أنني إنسانة كبيرة وهو ما جعلني أتحمل مسؤولياتي منذ الصغر وأختار القرارات الصائبة، والدي معروف بأنه يعشق الرياضة وهو الذي رافقني إلى الملعب لأول مرة سجلني وقدم لي المدرب الذي عملت معه، كما أنه وضع في الثقة منذ اليوم الأول ويشجعني دائما على الدراسة وعلى المواصلة في كرة اليد.
ما هي أهدافك في عالم الكرة الصغيرة؟
هدفي الأول الذي عملت عليه منذ بداية مشواري الرياضي هو بلوغ المنتخب الوطني الأول سيدات، والحمد لله تلقيت أول دعوة للخضر هذا الموسم رغم أني لاعبة تمت ترقيتي من الشبليات إلى الكبريات، لكني مع الدراسة لا يمكنني التنقل إلى كل التربصات التي نقوم بها مع المنتخب قبل الامتحان، أشكر كثيرا الناخب الوطني «ريان عبد القادر» الذي تفهم الوضع جيدا، واتفقت معه على دخول التربصات قصيرة المدى وتفادي التربصات الطويلة في الأشهر الأخيرة قبل شهادة الباكالوريا، بعدها أعود بشكل عادي إلى أجواء التدريبات وتقبل الفكرة بصدر رحب، لدي دعم الجميع في المنتخب والفريق ومن قبل العائلة والأصدقاء وهذا أمر أعتز به، كما أن هدفي الرئيسي مواصلة العمل والبروز رفقة فريقي والمنتخب الوطني ولما لا تحقيق أكبر حلم يراودني بإمضاء عقد احترافي مع أحد الفرق في أوروبا لتطوير مستواي أكثر.
ما هي أجمل ذكرى لك في كرة اليد؟
أجمل ذكرى لي بدون منازع هو أول لقب تمكنت من الفوز به مع الفريق في نهائي كأس الجمهورية للمبتدئات الذي أقيم في قسنطينة ضد فريق «آقبو» وبفارق هدف وحيد، وكان ذلك بحضور عائلتي وأخي الأصغر.
وما هي أسوأ ذكرى؟
الانهزام سنتين بعد ذلك مع نفس الفريق في نهائي كأس الجمهورية وبنفس الفارق في فئة الصغريات.
معظم اللاعبات يتوقفون عن ممارسة الرياضة بسبب دخولهن القفص الذهبي، هل أنت مع هذه الفكرة؟
أنا ضد هذه الفكرة، لأنه بكل بساطة اللاعبة التي تمارس أي رياضة جماعية أو فردية كانت هي بحاجة إلى هذا الأمر، لأن الرياضة النسوية في الجزائر تفتقد الدعم وتلقى التهميش، والذين ينشطون في مختلف البطولات يلعبون لأنهم يعشقون الرياضة والاختصاص الذين ينشطون فيه.
العالم يحتفل بالعيد العالمي للمرأة، ما هي رسالتك للمرأة الجزائرية؟
أعتقد أن المرأة الجزائرية ليست كالسابق وتمكنت من فرض نفسها في المجتمع الجزائري وفي مختلف المجالات، كما أنها تمارس الرياضة، لكن الرياضة النسوية الجزائرية تفتقر للإمكانيات، الكثير من السيدات لديهن مستوى عالٍ لكن الإمكانيات شحيحة، وأتمنى أن يقدم لنا المسؤولون إمكانيات أكبر .
كلمة أخيرة؟
نادي الأبيار فريق معروف بطابعه التكويني ويملك العديد من اللاعبين الموهوبين في مختلف الفئات، لذا ننتـظر إنتهاء الاشغال في الملعب الخاص بالتدريبات ، كون غيابه قد يؤثر على النادي وكرة اليد الجزائرية عموما، ومن هذا المنبر أطلب المسؤولين بإيجاد حل سريع، كما أطلب من المسؤولين ورجال الإعلام إعطاء أكثر أهمية للرياضات الفردية والجماعية، صحيح أن كرة القدم هي الرياضة رقم واحد في العالم لكن هناك الكثير من الرياضات الأخرى يمكنها تشريف الراية الوطنية فقليلا من الاعتبار.