أساند الأندية في مطالبها لتوفير مراكز التكوين
يعد محفوظ قرباج من بين الشخصيات التي تصنع يوميات كرة القدم الجزائرية، كونه يرأس الرابطة المحترفة لكرة القدم التي تسيّر البطولة الأولى و الثانية، الأمر الذي يجعله تحت الأضواء باستمرار بالنظر لشغف الجمهور الجزائري بمتابعة فريقه المفضل في كل أسبوع في المقابلات و كذا يوميا بترقب أي جديد عن النادي ..
بحنكته كمسيّر و طبعه المفتوح على الاتصال يقوم رئيس الرابطة بعمل متقن منذ سنوات على رأس هذه الهيئة، بالرغم من صعوبة المهمة لعدة أسباب متعلقة بخبايا كرة القدم و شعبيتها الكبيرة في بلادنا .
بتواضعه المعهود نزل «محفوظ « ضيفا «ببيته « جريدة «الشعب» التي عمل فيها لسنوات عديدة ، واحتفظ بذكريات عزيزة في قلبه، بحسب ما ردده، مرارا خلال الجلسة التي جمعتنا به، والتي لم نشعر خلالها بسير الوقت كون الحديث كان شيقا ومميّزا من حيث المعلومات التي قدّمها لطاقم الجريدة .
و من المنطقي ان ينحصر الحديث خلال هذا اللقاء من أخر نشاط للرابطة، و هو انعقاد الجمعية العامة العادية في الأسبوع الماضي، أين طرحت العديد من النقاط التي يرى فيها قرباج أنها ليست كلها منطقية و تصّب في مسؤولية الهيئة التي يرأسها حيث قال : « فتحنا نقاشا خلال الجمعية العامة، لكن بعض الأمور التي طرحت لا تدخل في ملف صلاحيات الرابطة و لا يمكنها حلها، خاصة في موضوع مراكز التكوين، حيث ان الرابطة تساند الأندية في الدفاع على ضرورة تجسيد هذه المشاريع التي وعدت بها السلطات العمومية منذ سنة 2010 ، و التي عرفت تأخرا في الانجاز .. أتفهم كمسير ان الأمور الادارية تتطلب اجراءات بخطوات، لكن لأقول ان كرة القدم تتطلب السرعة .. و حتى من الناحية المالية فإن التكلفة لانجاز مركز للتكوين تغيّرت نحو الارتفاع « .. كما أن مسألة المنشآت طرحت بتركيز كبير في المدة الأخيرة ، كون الأندية لا يمكنها الاعتماد على ملاعب ذات نوعية، حيث قال قرباج في هذا المجال : « الهياكل مفقودة، و حتى الملاعب الموجودة لا تتوفر على المعايير، فإذا طبقنا المقاييس الدولية لا يمكننا تأهيل أي ملعب ما عدا ملعب 5 جويلية .. لذلك أقول أن رؤساء الأندية عند المطالبة بذلك، فإنهم محقون، لكن ليس من صلاحيات الرابطة التي تتلخص صلاحياتها في السهر على تنظيم البطولة وتطبيق قوانينها « .
بإمكان اي ناد العودة إلى نظام الهواة ...
انتقد قرباج ممثلي الأندية الذين يقولون أنه لا يوجد أمور ايجابية أتت بها الرابطة، قائلا: « أقول لهؤلاء هل قرباج هو المسؤول عن وجود 32 فريقا محترفا ؟ فالكل سارع من أجل تقديم الملف للحصول على وثيقة الفريق المحترف والاستفادة من المساعدة التي كانت بـ 10 ملايير سنتيم .. و الكل تسارع للوصول الى الفوز بتسمية فريق محترف .. و أرددها أننا نشجع الفريق الذي يريد أن يصبح هاوي و الأمثلة عديدة بالنسبة للفرق التي عادت الى الهواة من الناحية القانونية و تلعب في قسم المحترفين بدون أي إشكال .. لكن كفانا اتهام الرابطة بأشياء خارجة عن دورها».
و من هذا المنطلق تطرق ضيف «الشعب» الى الأمور الايجابية العديدة التي قدمتها الرابطة و التي ارتسمت على تنظيم المنافسة و على الأندية بشكل كبير، و يوضح : « وضعنا بطولة الآمال للاعبين الأقل من 21 سنة ، و التي أعطت ثمارها من خلال وجود منتخب وطني لهذه الفئة بمستوى جيد الذي سمح له التأهل الى الأولمبياد القادم، و كنا قد فرضنا على الأندية ضرورة إشراك لاعبين من هذه الفئة في مقابلات الأكابر .. و بالتالي أوقفنا النزيف الكبير الذي كان يمس هذه الفئة مباشرة بعد وصول اللاعب الى هذا السن».
لا يوجد حل آخر إلا عقوبة اللّعب بدون جمهور ...
الى جانب سير البطولة في رزنامة محددة و التي لاحظ الجميع تحسنا كبيرا في برمجة الجولات، وعدم وجود المقابلات المتأخرة كما كان في السابق خلال السنوات الأخيرة ذكر قرباج الجانب المالي الذي عرف تحسنا نوعيا بالنسبة للبطولة و حقوق الأندية ، حيث أشار : « تتحصل الأندية على متوسط 3 ملايير سنتيم في كل موسم من النقل التلفزي، في الوقت الذي كانت في السابق لا تتحصل على 300 مليون سنتيم و أنا أعلم ذلك من خلال أنني كنت رئيسا لفريق .. كما أننا قمنا لأول مرة بتسويق البطولة مع «موبيليس» مقابل مبالغ مالية ، و كذا الكأس الممتازة و سوّقنا حقوق البث التلفزي لأول مرة كذلك للرابطة الثانية .. و بالتالي فإن الأمور تسير في اتجاه ايجابي و في صالح الأندية وأنها نتاج هذه الأندية « .
كما تحدث قرباج عن لعب المقابلات دون جمهور، أين حدث البعض عن كثرتها، و قال : « لا يوجد حل آخر ، و الرابطة تطبق القانون ، فإذا تم رمي مقذوفات فإن القانون واضح ، و اقتراح خصم النقاط لم يتقبله أي واحد و بالتالي ، فإن الحل الوحيد هو اللعب دون جمهور .. و انتهز الفرصة لأقول أن وضع حد للعنف داخل الملاعب هو بتظافر جهود كل الفاعلين في كرة القدم الجزائرية « .
أتحسر و أتأسف للمبالغ المالية الضخمة التي تقدم للاعبين «عاديين «
في سؤال عن الأمر الذي احتكر الواجهة الكروية الجزائرية و المتعلق بتسقيف أجور اللاعبين، رد قرباج : « إنها ليست قضية الاتحادية و الرابطة و إنما تهم الأندية التي طالبت بذلك و تشتكي بغياب الأموال ، لكن في المقابل تقدم أموالا طائلة للاعبين بمردود متواضع، و في رأي المقياس الأول عند تقييم لاعب هو وجوده كأساسي في الفريق الوطني .. و أتحسر على هذه المبالغ الضخمة التي تقدم للاعبين عاديين .. فلا بد من التضامن و رؤية منطقية بين رؤساء الأندية للوصول الى تسقيف أجور اللاعبين « .
و من خلال تطرقه لهذه النقطة قدّم رئيس الرابطة العديد من الأمثلة التي تصب في عدم التحكم في التسيير الجيد على مستوى الأندية، عندما يتم الاتفاق على تسقيف أجور اللاعبين و في نفس اليوم يتم استقدام لاعب بمبلغ خيالي، و يضيف: « كل الأندية لديها مشاكل مالية و الحصة الكبيرة من الميزانية تذهب في اطار رواتب اللاعبين، و لا توجد هناك رؤية أو استراتيجية مستقبلية في اطار التكوين و المنشآت و حتى تصريحات رؤساء الأندية تتلخص في المطالب المالية لاغير للأسف الشديد « .
نسير في الاتجاه الايجابي بفرض المراقبة عن المنشطات
كما أن مشكل تناول المنشطات أصبح مطروحا بإلحاح على الساحة الكروية الجزائرية في المدة الأخيرة من خلال اكتشاف 5 حالات، بحسب تقرير الرابطة الأخير، و قال في شأنه قرباج : « هذه المراقبة لابد من وعيها في الأمور الايجابية التي وضعتها الرابطة التي تقوم بمراقبة لاعبين في 16 مقابلة في كل أسبوع ، و هو مكلف من الناحية المالية، لكن الشيء المهم أننا نسير لإرساء بطولة نقية .. و إبعاد اللاعبين عن التصرفات الخارجة عن الرياضة و تلقينهم ثقافة الاعتماد على استشارة الطبيب في أي دواء يتناوله .. وربما قبل ان تتم هذه العملية كان اللاعبون يتناولون مواد منشطة دون علمهم بأنها منشطة « .
و تطرق رئيس الرابطة المحترفة لقضية البرمجة التي لا تكون دائما خارجة عن معطيات لا تتحكم فيها الرابطة ، و بالتالي تضطر لتغيير توقيت المقابلات أو الملعب كما حدث في مباراة العودة بين شباب بلوزداد و مولودية الجزائر، و عن هذه الأخيرة أشار أنه لم يكذب تماما وإنما سار في الاتجاه المنطقي ببرمجتها في ملعب 20 أوت 55 .. و قدم لنا كل التفاصيل التي تصّب في منحى انه اتبع كل الأمور القانونية التي وصلت الى ذلك .. و سارت المباراة في روح رياضية عالية .
شكاوي عديدة لدى «الفيفا» من طرف اللاعبين الأجانب و المغتربين
بالنسبة للاعبين الأجانب و القرار الذي اتخذ في مايخص تجميد عملية استقدام اللاعب الأجنبي بالنسبة للأندية قال قرباج : « القرار اتخذ لأن الأندية لا تحترم تبعات الاستقدام عند الاستفادة من خدمات اللاعب من حيث تلقيه الراتب بصفة مستقرة والايواء و كل ظروف عمله و تقديم الحصة المالية لناديه الذي كوّنه، لتأتي كل هذه المشاكل الى الاتحادية التي أصبحت بمثابة بنك لدفع المبالغ للأندية الأجنبية بعدما تصل الشكوى الى الفيفا .. و أصبحت الاندية الجزائرية في كل موسم على طاولة النزاعات على مستوى الاتحادية الدولية للأسف الشديد «.
أفتخر بكل ما يقوم به سليماني، لكن ...
عن ارتباط اسم قرباج باللاعب المتألق اسلام سليماني، هداف المنتخب الوطني و سبورتينغ لشبونة، أشار قرباج : « أفتخر بكل ما يفعله سليماني حاليا حيث كنت طرفا في ابراز قدراته، لكن أصل الشيء هو ان قدرات اللاعب و طموحه الكبير و عمله المستمر هو ما أوصله الى هذا المستوى ..أما أنا فقد شجعته و ساندته ليصل الى الموقع الذي أراد الوصول إليه .. كما افتخر عندما يستشرني من حين لآخر .. و أقول إنني سافرت معه للتفاوض حول انتقاله و كنت رئيس الرابطة و ليس لأمور مادية بتاتا .. فبفضل تنقله الى سبورتينغ استفاد فريق شباب بلوزداد بمبلغ 300 ألف أورو .. و سيستفيد كذلك بنسبة 5 بالمائة من قيمة تحويل اللاعب في حالة ذهابه الى فريق آخر .. و أقول ان سليماني سيذهب الى أبعد مما نشاهده الآن « .
و بالنسبة للمدرب الوطني كريستيان غوركوف يقول قرباج : «مدرب يمكننا الحكم عليه من خلال النتائج التي تصب الأن في صالحه، فلديه أهداف ضمن العقد المبرم مع الفاف و هي التأهل الى كأس افريقيا و المونديال .. لديه التزامات و خطة عمل و تواريخ معينة .. و استغرب للاشاعات التي تطلق حول غيابه حاليا في بعض وسائل الاعلام» .
قليلا ما أتصفح الصفحات الرياضية ...
هذه النقطة الأخيرة المتعلقة بوسائل الاعلام و هل يتابع قرباج أحداث كرة القدم عبر الصحافة ، فأجاب : « أقرأ الصحف باستمرار و كل المواضيع تهمني تقريبا، لكن الأمور الرياضية لا أتابعها على الجرائد إلا قليلا و في مناسبات استثنائية كانعقاد الجمعية العامة للرابطة كما حدث في الأسبوع الماضي .. في حين أن الأخبار الرياضية يعلمني بها بعض الأصدقاء في أكثر الأحيان كوني لا أراها و لا أقرؤها .. و اهتمامي يصب في المواضيع السياسية و الثقافية .. و أتابع النقاشات السياسية و الثقافية و الاقتصادية عبر التلفزيون .. بالاضافة الى متابعة مقابلات البطولة كذلك يومي الجمعة و السبت و أحيانا أخرى أذهب الى الملاعب لمتابعة المقابلات و أجلس وسط الجماهير وأستمتع بالمقابلات».