أجمع كل اللاعبين الحاليين والقدامى الذين تحدّثنا معهم حول ظاهرة إقالة واستقالة المدربين، على ضرورة الحد منها من أجل فرض الاستقرار في النوادي بهدف التركيز على العمل الميداني الذي يضمن تحقيق النتائج مع مرور الوقت، من خلال الاعتماد على قاعدة واستراتيجية واضحة في كل الفرق، وهذه السياسة تضمن النجاح في عالم الاحتراف في المستقبل.
❊ عبد الرؤوف بلهاني: “أنا ضد عملية تغيير المدرّبين”
عبّر حارس مرمى وفاق سطيف عبد الرؤوف بلهاني في تصريح خص به “الشعب” عن أسفه الكبير لانتشار ظاهرة تغيير المدربين في النوادي الجزائرية، لأنّها تؤثّر بشكل سلبي على النتائج، ولهذا من الضروري إعادة النظر في الوضع من جانب المختصين من اجل إيجاد الحلول في أقرب وقت، في قوله: “أنا ضد ظاهرة تغيير المدربين لأنّها تنعكس بشكل سلبي على نتائج الأندية، في كل مرة يأتي مدرب جديد يباشر مهامه وفقا لطريقة عمله الخاصة، وهذا ما يعني أنه سينطلق من الصفر، وكل ذلك يؤثر على اللاعبين بشكل سلبي ولا يتركهم يظهرون بكامل امكانياتهم”.
وواصل بطل إفريقيا للموسم الماضي في ذات السياق: “لا يوجد أفضل من الاستقرار من اجل تحقيق نتائج إيجابية، لأنه العامل الأساسي في النجاح في كل فريق مثلما هو عليه الحال مع كل من اتحاد الحراش، الوفاق وإتحاد العاصمة الذي يسير في الطريق الصحيح، وأتمنى أن يواصلوا في هذا المنهج لأن المدرب عندما يتعود على اللاعبين يتمكن من التحكم في التشكيلة حسب الخطة التكتيكية التي يراها مناسبة لما يتناسب مع معطيات المقابلة، ولهذا فإن المسؤولين على الكرة الجزائرية مطالبين بوضع القوانين اللازمة من أجل الحد من هذه الظاهرة السلبية حتى يرتفع مستوى البطولة أكثر في المستقبل”.
❊ سمير زاوي: “الضحية المباشرة..المدرّب الجزائري”
أما اللاعب الدولي السابق سمير زاوي، أكّد خلال تصريحه لـ “الشعب” أنّ ظاهرة تغيير المدربين منتشرة في العالم وليست جديدة، ولكن في الجزائر تختلف بعض الشيء لأن المتضرر المباشر هو المدرب في قوله: “ظاهرة إقالة واستقالة المدربين منتشرة في العالم وليست جديدة، ولكن في الجزائر تختلف لأن المدرب هو المتضرر المباشر لأنه لن يستفيد من كامل حقوقه المادية، وذلك راجع إلى العقود وطريقة إمضائها لأنه في أوروبا يأخذ كل مستحقاته في حال تم فسخ الارتباط من طرف إدارة النوادي”.
وواصل اللاعب السابق لفريق أولمبي الشلف قائلا: “وهنا يكمن الفرق بين التعاقد مع مدرب أجنبي وجزائري، الأول يضمن كل حقوقه المادية منذ البداية عكس الثاني الذي يتسامح لأنه متواضع،
ولا يحب إحداث مشاكل للنادي الذي يكون معه لعدة أسباب لأنه يحب الفريق والأنصار. نلاحظ أنّ هذه الظاهرة تأتي بالنظر إلى رغبة الرؤساء والمسيّرين في تحقيق نتائج إيجابية وسريعة، ولا يفكرون في المدى البعيد والضحية المباشرة هو المدرب رغم أنه بإمكان التقليل منها عندما تكون الأمور تسير بالطريقة الصحيحة، واللجوء إليها في حال استمرار النتائج السلبية فقط”.
❊ طارق غول: “الظّاهرة طالت حتى الفرق التي تحقّق نتائج إيجابية”
من جهته اللاعب السابق في صفوف إتحاد العاصمة طارق غول، هو الآخر أكد أن ظاهرة إقالة واستقالة المدربين ليست بالجديدة في البطولة الوطنية خلال تصريح خص به “الشعب”، في قوله: “ظاهرة تغيير المدربين ليست جديدة في البطولة الوطنية، ولكن أعتقد أن القرارات التي اتخذتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من خلال منح المدرب فرصة تغيير الفريق مرتين فقط في السنة الكروية، ولكن السؤال يبقى مطروح لرؤساء النوادي الذين يقومون بتغيير المدربين لعدة أسباب يرونها هم حسب الأهداف التي يسطّرونها خلال الموسم”.
وواصل محدّثنا في ذات السياق قائلا: “رأينا ظاهرة أخرى، هي حتى عندما تكون النتائج إيجابية يتم تغيير المدرب على غرار ما حدث مع فريق اتحاد بلعباس الذي فاز باللقب الشتوي للموسم الحالي في القسم الثاني، وهذا ما انعكس سلبيا على النتائج ما عدا تعادله في الجولة الماضية على أرضه، ولهذا فإن الأمور لم تعد واضحة في الفترة الحالية لعدم وضوح أسباب تغيير المدربين”.
وأضاف اللاعب الدولي السابق: “هذه الظاهرة تنعكس بشكل سلبي على اللاعبين بالدرجة الأولى، لأنه عندما يتم تغيير المدرب تتغير طريقة العمل، ولهذا من الضروري إعطاء الفرصة للمدرب من أجل العمل على المدى البعيد حتى يتمكن من النجاح، لأنه في السابق كنا نشاهد هذه الظاهرة عندما تكون النتائج السلبية فقط، من حق الإدارة البحث عن الأفضل لتغيير الأوضاع إلى الأحسن”.
كما تطرّق إلى وضعية حمدي وبشكل حصري حسب طارق غول في قوله: “الإتحاد أصبح يفكر في الفوز بكأس إفريقيا، ولهذا من حقه البحث عن طاقم فني متمكّن من قيادة النادي، لأنّ حمدي محضّر بدني وليس مدربا، وفي حال تمّ تغييره لا يعني أن الإدارة أخطأت لأن اللاعبين هم من حقّقوا النتائج الحالية وليس هو بسبب توفر لاعبين يملكون قدرات كبيرة، والأمر عادي عندما يستقدم مدرب آخر”.
❊ مليك عسلة: “تغيير المدرّبين ظاهرة لها سلبيات أكثر من الإيجابيات”
لم يختلف رأي حارس مرمى شباب بلوزداد مليك عسلة خلال تصريحه لـ “الشعب” حول ظاهرة تغيير المدربين، واعتبرها سلبية بدرجة أكبر في قوله: “ظاهرة تغيير المدرّبين لا تخدم البطولة الوطنية لأن الاستقرار أهم عامل لنجاح مثلما هو الحال معنا بعدما ترك الوقت الكافي للمدرب تمكن من العمل من دون ضغط، وها هي النتائج تظهر لأنّنا في المركز الثاني للموسم الحالي، ولهذا فإنه في حال ترك المدرب يعمل على المدى البعيد ستأتي النتائج من دون شك مع مرور الجولات”.
وأضاف عسلة: “ظاهرة إقالة واستقالة المدرّبين لها سلبيات أكثر من الإيجابيات، لأنّ المدرب الذي يأتي سينطلق من الصفر وهذا سينعكس على أداء المجموعة، وفي بعض الأحيان يعتمد على عناصر أخرى، ولهذا فإنه من الضروري أن تكون استراتيجية عمل تتركّز على المدى البعيد لتحقيق نتائج إيجابية من خلال بناء فريق قوي، وفي حال لم تكن نتائج هنا من حق الإدارة التصرف”.