تعكس ظاهرة إقالة المدربين في البطولة الوطنية مرض الكرة الجزائرية حسب اللاعب الدولي السابق والمدرب حسين ياحي، الذي أكد في حوار لـ “الشعب” أن بعض المدربين يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية.
كما يتحمل رؤساء الاندية حسب ياحي مسؤولية كبيرة فيما يحدث، خاصة ان معظمهم لا يملك ثقافة التسيير الرياضي او استراتيجية عمل على المديين المتوسط والبعيد، وهمهم الوحيد هو الفوز في المباريات.
ودخل المدربون الاجانب حسب ياحي في لعبة الاقالة والاستقالة، مستفيدين من نقص الاحترافية لدى رؤساء الاندية الذين لا يفرضون عليهم اهدافا متوسطة وطويلة الامد، لان الفوز بمباراة حسب ياحي لا يحتاج الى مجهود كبير.
❊ الشعب: كيف تفسّرون تكرار ظاهرة إقالة المدربين في البطولة كل موسم؟
❊❊ حسين ياحي: إجابتي ستكون عامة في البداية ثم أجيبك بالتفصيل، فتكرار هذه الظاهرة كل موسم يعكس مرض الكرة الجزائرية، اما اجابتي التفصيلية فهي تنقسم لمحاور عديدة اهمها تراجع مصداقية المدربين،
وهنا لا اقصد كل المدربين لأنه مازال هناك بعض المدربين من يملك الشخصية والمصداقية،
وتراجع هذه الاخيرة يعود للهث المدربين وراء المادة فقط ناسين مهمتهم التربوية اولا والرياضية ثانيا، لهذا في ظل تواجد هذه الفئة فتراجع الظاهرة يبقى امرا غير وارد اطلاقا.
❊ ماذا تقصدون بتراجع مصداقية المدرب؟
❊❊ المدرب الذي يملك شخصية ومصداقية لا يقوم بالاتصال مع رؤساء الاندية، ويعرض خدماته بعد ان ينهزم الفريق في احدى المباريات، وان كان هذا المدرب يملك جزءا بسيطا من المصداقية لا يقوم بهذا الامر وزميله مازال في منصبه، فعندما يصبح المنصب شاغرا تستطيع عرض خدماتك من خلال اتباع طرق معينة وليس الوسائل “الرخيصة” التي تهين وتقلل من شأن المدرب، كما ان المدرب المحترم لا يتآمر مع بعض الاطراف ويساهم في تراجع نتائج الفريق الذي لا يدربه حتى يتم اقالة الرئيس مثلا كل هذه الظواهر تحدث في بطولتنا للأسف الشديد، وما خفي كان اعظم.
❊ لماذا لم يحد قانون “الفاف” الذي يمنح إجازتين فقط لكل مدرب من توسع هذه الظاهرة؟
❊❊ قانون “الفاف” لا يستطيع انهاء المشكل لأنه لم يعالجه من العمق، فمنح اجازتين فقط لكل مدرب لا ينهي الامر، والدليل ان هناك اندية اشرف عليها منذ انطلاق الموسم اكثر من 3 مدربين اي اكثر من اجازتين، وبالتالي فالمشكل مازال موجودا وحسب اعتقادي فحتى في حال تطبيق هذا القانون على الاندية، لا اعتقد انه سيجدي نفعا في ظل مرض الكرة الجزائرية بسبب عوامل عديدة.
❊ هل يتحمّل رؤساء الأندية جزءاً من المسؤولية؟
❊❊ بل يتحمّلون جزءا كبيرا من المسؤولية رفقة بعض اشباه المدربين، فرئيس الفريق الذي يتعاقد مع 3 و4 مدربين في الموسم اعتقد انه بعيد كل البعد عن التسيير الرياضي الاحترافي، لأنني شخصيا لم اسمع ان هناك فريقا في اوروبا وحتى في الدول المجاورة اشرف عليه 5 مدربين في موسم واحد، وسبب قيام رؤساء الاندية بتغيير المدربين يعود لعدم خبرتهم في المجال الرياضي، اضافة الى عدم تناسق امكانياتهم مع اهدافهم، فتجد فريقا لا يملك موارد مالية تسمح له بدفع اجور لاعبيه يضع التتويج بالثنائية هدفا له وهذا خاطئ، يجب على رؤساء الاندية الاجتماع بالأنصار والحديث معهم بصراحة، إن كان يستطيع المنافسة على اللقب يصرح بهذا لكن إن كان لا يملك الامكانيات لا يجب عليه الدخول في مثل هذه المتاهات.
❊ المدرّبون الأجانب أصبحوا معنيين كذلك بهذه الظاهرة؟
❊❊ صراحة لا يوجد أي مدرب اجنبي أستطيع ان اقول انه قام بعمل متوسط او طويل المدى، بدليل ان جل المدربين الاجانب عندما يغادرون فريقا يمسكون اخر ولا يستطيعون الظفر بعقود خارج الوطن، لان امكانياتهم محدودة جدا، كما انهم استفادوا كثيرا من نقص الاحترافية والخبرة لدى عدة رؤساء اندية الذين يريدون الفوز بالمباريات فقط، ولا يشترطون على المدرب الاجنبي القيام بعمل على مستوى التكوين مثلا، لان الفوز بمباراة او اثنين ليس امرا صعبا بل الصعب هو بناء فريق قوي يستطيع المنافسة على الالقاب أو يقدم مستوى مميزا على الاقل.