بموجب خبرته الكبيرة في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، وبحكم أنه من المدربين الأجانب الذين فرضوا اسمهم بقوة مع أندية النخبة، اقتربنا من المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لفريق شباب بلوزداد صاحب وصافة البطولة، الذي أكد لنا في هذا الحوار بأن المدرب يعيش ضغطا رهيبا خلال كل أسبوع.
❊ الشعب: هل يعيش المدرب في الجزائر تحت الضغط بما أنّكم تعملون منذ سنوات هنا؟
❊❊ المدرب ألان ميشال: في حقيقة الأمر، الضغط رهيب في البطولة الجزائرية، من قبل الإدارة والأنصار والجميع يبحث عن النتائج ولا أحد يبالي بالمشروع الرياضي، وهو في نظري ما جعل مستوى البطولة الوطنية لا يرقى إلى تطلعات الجمهور الجزائري الذي يعشق كرة القدم إلى النخاع. منذ قدومي للجزائر عملت في أكبر الفرق الجزائرية، وفي الفرق التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، والضغط في هذه الأندية رهيب على اللاعبين والمدرب، لكن هذا الأخير هو الذي يكون مستهدفا دائما، كما أن المناصر الذي يتنقل إلى التدريبات لتوقيفها من أجل غزو مكان التدريب أعتبره بالأمر الخطير مثل ما حدث مؤخرا مع فريق مولودية الجزائر.
❊ تتحدّثون على ما جرى تحضيرا للقاء الداربي أمام المولودية؟
❊❊ في الحقيقة أحيانا لا أتفهم الجمهور الذي يتدخل في غير شؤونه وفي وقت جد حساس قبل يومين من الداربي، نتنقل للتدريب في ملعب 20 أوت نجد فريقا يتدرب نستفسر عن الأمر يقال لنا بأن هذا فريق لمؤسسة ويلعبون مباراة في إطار الرياضة والعمل. هنا أطرح العديد من التساؤلات في مقدمتها، أين الإدارة؟ وأين هو مدير الملعب مما حدث لنا؟ بعدها انتظرنا لأزيد من ساعة من الزمن تحت الأمطار وأمرنا اللاعبين بالركض بجانب الملعب، ليسمح لنا بالتدرب بعدها، وبشق الأنفس شرعنا في التدرب بعدما فقد الجميع الرغبة في ذلك، نصف ساعة بعدها تنقلت مجموعة من الأنصار وتهجمت على اللاعبين “نمديل” وكذا “دراق” ووصفتهما بشتى أنواع الصفات القبيحة نظرا لأن الإقصاء من الكأس أمام وفاق سطيف في نظرهم راجع إليهما، وطالبتهما بالرحيل عن الفريق وطلبت مني عدم إشراكهما.
❊ رغم ذلك تحتلّون هذا الموسم المركز الثاني مع الشباب؟
❊❊ هذا هو الأغرب في الأمر، لما قدمت الموسم الماضي كان الشباب يتخبط في المراكز الأخيرة، وقبل نهاية مرحلة الذهاب بتضافر جهود الجميع أعدنا الفريق إلى المراتب الأولى، بعدها في مرحلة العودة لم نفارق المركز الثاني في 6 جولات متتالية وأصبح الجميع يحلم باللقب بعدما كان يتمنى عدم السقوط وفقط.
❊ راجت بعض الأخبار تفيد على أنّكم كنت تودّون مغادرة الشباب قبل الداربي أمام المولودية؟
❊❊ لا أخفي عليك أن كل ما حدث بعد مباراة الوفاق وقبل الداربي دفعني إلى التفكير في الرحيل عن الشباب للأسباب التي ذكرتها، لكن بعد العمل الكبير الذي قمت به هذا الموسم، والنتائج التي حققناها رفقة اللاعبين جعلتني أفكر أكثر من مرة في البقاء أكثر من المغادرة، لأني أريد رفع التحدي والذهاب بعيدا في البطولة ولما لا مداهمة الإتحاد في الأخير وخطفها منه، لكني الآن تقدمت في السن ولا أريد اللعب في فريق يحاول نيل الألقاب، الآن أريد العمل في فريق لديه الإمكانيات وجماهير كبيرة، وأريد أن أعيش في نهاية مسيرتي الكروية نشوة كبيرة في المباريات وضغط كبير جراء المباريات القوية في إطار الروح الرياضية، الآن قررت المواصلة لكن لا أدري ربما سأغيّر الرأي في أي لحظة، وعن ما قلته عن المولودية اتصلت بي الإدارة لما كانت تبحث عن مدرب في مرحلة الذهاب قبل مجيء “إيغيل” ورفضت الذهاب، لكن ما يمكن أن أقوله لك بأن العمل في المولودية يعدّ شرفا لكل مدرب ولاعب ومسير، لأنه هو الأكبر دائما من الجميع بتاريخه العريض.
❊أنصار الشباب يهتفون باسمكم بعد كل نهاية مباراة؟
❊❊ الأنصار الحقيقيون هم الذين يهتفون باسمي في بداية ونهاية المباريات، بقيت في الفريق لأجلهم لأنهم يقدّرون العمل الذي نقوم به، هم يهتفون باسمي في الانتصارات وعندما نعود بالنتائج الايجابية من خارج الديار، لكن في حالة الهزيمة فإني أسمع وأشاهد العكس. ما أتمنّاه هو أن يبقى الجمهور معنا دائما، وأن نتمكّن من جلب اللقب الذي ينتظره الجميع منذ 2002.