تتركز الأضواء بصفة خاصة في معظم الأحيان خلال منافسات البطولة الوطنية على فرق المقدمة التي تتنافس على لقب الرابطة المحترفة الأولى ، وتكون المقابلات التي تشارك فيها أندية المقدمة حماسية أكثر في نظر الجمهور العريض .. لكن مع اقتراب المنافسة من الجولات الأخيرة، فإن الاهتمام ينصّب بشكل أكبر على الأندية المهددة بالسقوط، والتي قد يكون عددها كبيرا، كما حصل في الموسم الماضي، أين كانت تقريبا نسبة تفوق الـ 80 بالمائة من الأندية معنية بهاجس السقوط.
خلال هذا الموسم وقبل أن تطوى المرحلة الأولى من البطولة، فإن هناك أندية لم تساير النسق ووجدت صعوبات كبيرة للتأقلم مع الوتيرة السريعة التي فرضتها الأندية الأخرى لأسباب متعدّدة لم تسمح على سبيل المثال لفرق أمل الأربعاء، جمعية وهران و شباب قسنطينة تحقيق نتائج جيدة وتعد هذه الفرق مهدّدة بالسقوط إن لم تحسّن نتائجها في مرحلة العودة، ولو أن المسيرة مازالت طويلة وقد تتغير الأمور في الجولات القادمة .. ومع ذلك فإننا سنسلط الضوء على هذه الفرق لمعرفة الأسباب الحقيقية لتراجع نتائجها، رغم أن أهداف البعض منها كانت كبيرة قبل انطلاق الموسم.
أمل الأربعاء .. عدم الاستقرار أثّر على نتائج النادي
لعل فريق أمل الأربعاء الذي أبدع الموسم الماضي وتمكن من تنشيط المباراة النهائية لكأس الجمهورية أصبح الآن من أكبر المهدّدين بمغادرة الرابطة الأولى، كون النتائج التي سجلها كانت ضعيفة، وهذا بسبب عدم الاستقرار الذي عرفه الفريق الذي يعاني من الناحيتين المادية والفنية، الأمر الذي أفقد لاعبيه التركيز في المقابلات السابقة.
ويمكن القول أنه قبل بداية الموسم كان المدرب الأول في الفريق، بلال دزيري، قد وعد الأنصار بضرورة تحسين نتائج الفريق مقارنة بالموسمين الماضيين وهذا بالاعتماد على امكانيات الفريق الفنية .. لكن الأمور سارت عكس ذلك تماما وفشل الأمل في الانطلاقة التي كان يتمناها الأنصار وسجل “الفريق الأزرق” هزائم متتالية أثّرت على معنويات اللاعبين، ووصل الضغط الى حد إقالة المدرب دزيري الذي استخلف بالمدرب الصربي يانكوفيتش .. هذا الأخير الذي لم يعمر طويلا وتم إقالته هو كذلك وواصل المشوار المدرب بوصبيع الذي حقق بعض النقاط التي أعادت الأمل الى الفريق الذي قبل استئناف منافسات البطولة عيّن اللاعب الدولي السابق خالد لونيسي الذي كسب تجربة بتدريبه للعديد من الفرق، ووضعت فيه الثقة لمحاولة تدارك الموقف، وربما سيقوم النادي بجلب بعض اللاعبين في الميركاتو الشتوي حاليا.
جمعية وهران .. فلسفة مواسة لم تكن ناجحة هذه المرة
في حين أن جمعية وهران التي تمّكنت الموسم الماضي من تقديم كرة جميلة أعادت هذا الموسم المدرب مواسة الذي حاول استعادة “الزمن الجميل” حين صعد مع الفريق الى القسم الأول .. لكن الأمور سارت عكس ذلك وبدت “المدرسة” غير قادرة على السير بشكل موفق في الرابطة المحترفة الأولى وضيعت العديد من النقاط التي كانت السبب في تدهور وضعية الفريق في الترتيب العام .. وبعد انتظار لعدة جولات تم الاتفاق بين الادارة ومواسة على فسخ العقد .. وفضّل مسيرو الفريق تعيين المدرب نبيل مجاهد على رأس العارضة الفنية للفريق من أجل إعطاء دفع جديد قد يساعد اللاعبين على التأقلم من الناحية الفنية .. خاصة وأن التشكيلة الوهرانية تزخر بأسماء لها امكانيات كبيرة أمثال عواد وبن قابلة .. لكن تعرض الحارس فلاح للاصابة أثر على نتائج الفريق الذي استنجد في الأيام الأخيرة بالحارس السابق لاتحاد الحراش قارة الذي سيعطي الاضافة الضرورية لفريق المدينة الجديدة.
شباب قسنطينة .. رغم الأسماء اللامعة... لكن؟
كما أن شباب قسنطينة احتكر قبل انطلاق الموسم الواجهة بالاستقدامات “الرناّنة” التي زيّنت بيت “السي أس سي” من أجل لعب الأدوار الأولى، لا سيما وأن اللاعب الدولي السابق مراد مغني إلتحق بالفريق لتقديم الاضافة لتشكيلة المدرب فيلود .. ومع مرور الجولات بدأت الأمور الصعبة تظهر وتراجعت النتائج بشكل كبير حتى أن هدف اللقب ابتعد كثيرا على طموحات الفريق الذي وجد نفسه في المراتب التي لا يحسد عليها، وهو ما دفع الادارة الى الاستغناء عن فيلود و تعويضه بالمدرب غوميز الذي أعطى وعودا بتحسين أداء الفريق، وخلال الجولات الأخيرة غادر اللاعب بوشريط صفوف “السنافر” بسبب خلاف مع أحد اللاعبين.
وبالتالي، فإن هذه الفرق لديها مشكل مشترك، وهو عدم استقرار الطاقم الفني حيث أن من ضمن الحلول التي يراها المسيرون هي تغيير الطاقم الفني لانتظار امكانية تحسن النتائج .
وبالرغم من حديثنا عن هذه الفرق، فإن فرق أخرى ليست بعيدة في الترتيب وتعاني هي أيضا من تراجع نتائجها، أمثال سريع غليزان الذي من المرّجح أن يضع الفوز الذي حققه في منافسات كأس الجمهورية على شبيبة القبائل بمثابة الدفع المعنوي للعودة في البطولة.