أفرزت النتيجة المخيبة للمنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية التي جرت وقائعها بجنوب إفريقيا بعض “الهزات الارتدادية” التي استطاع هاليلوزيتش تجاوزها، لكنها امتدت إلى المنتخب بصفة مباشرة خاصة اللاعبين و الجهاز الفني.
وعلى العموم وفي الحالات المماثلة، غالبا ما يتحمل المدرب مسؤولية الإخفاق وهو الأمر الذي اعترف به هاليلوزيتش الذي فكر في الرحيل، لكن الدعم اللامتناهي الذي لقيه من روراوة ساهم بصفة مباشرة في إعطائه الأمان في المرحلة المقبلة التي أصبح مطالبا فيها بالاستماتة “للدفاع عن مشروعه” الذي بدأه منذ مجيئه إلى العارضة الفنية للمنتخب في جويلية 2011، لكن السؤال الذي تمّ طرحه خلال الفترة الماضية هو هل يتحمل هاليلوزيتش وحده المسؤولية؟
لكن الإجابة عن هذا السؤال كانت بطريقة غير مباشرة من خلال التفكير في إجراء “عملية جراحية” دقيقة على التشكيلة وأيضا على الجهاز الفني بطريقة لا تحدث شرخا عميقا يصعب تجاوزه في ظل ضيق الوقت بما أن مباراة البنين على الأبواب.
لكن السؤال الآخر الذي يطرح، هو عن صاحب فكرة إجراء بعض التغييرات المحدودة على الجهاز الفني والتشكيلة روراوة أم هاليلوزيتش؟
ورغم أن روراوة لا يملك حلا آخر غير الدفاع عن التقني البوسني بما أنه هو من احضره لكنه بالمقابل يريد وضع لمسته على التغييرات المتوقع حدوثها، بما انه يعلم جيدا أن المنتخب مقبل على فترة حساسة تتطلب الحفاظ على الاستقرار كما يريد أيضا تكرار سيناريو 2010، والتأهل إلى كاس العالم للمرة الثانية
قريشي “الحاضر الغائب”
رغم أن جهازه الفني يضم كل من قريشي كمساعد وكاوة وبلحاجي لتدريب حراس المرمى، إضافة إلى سيريل موان وبيسكوتي في التحضير البدني وبريكسي في التحليل عبر الفيديو .
إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا من أجل ضبط بعض الأمور التي خرجت إلى السطح بعد الخروج المخيب من كأس الأمم الإفريقية، لدرجة أن هاليلوزيتش أمر بإبعاد كاوة وبوتنون لأنهما كانا يعلما ـ حسبه ـ بالتجاوزات التي كانت تحدث من ورائه ولم يعلماه.
لكن الأمر أعمق من هذا، فالتيار بين هاليلوزيتش وكاوة لا يمر منذ فترة بسبب الاحتجاج المتكرر من كاوة على رغبات هاليلوزيتش، إضافة إلى المستوى المخيب الذي ظهر به مبولحي في “الكان”.
كل هذه الأمور دفعت إلى التخلي عن كاوة والتفكير في ضم مساعد محلي خاصة في ظل تساؤل بعض الأطراف الفاعلة داخل الاتحادية عن الإضافة التي قدمها نور الدين قريشي للمنتخب.
بيرة وبوعلي وشرادي في المفكرة
رغم أن بعض المصادر أكدت “للشعب” أن الأمور حسمت بنسبة كبيرة لصالح تعيين عبد الكريم بيرة مساعدا لهاليلوزيتش ومدربا في نفس الوقت للمنتخب المحلي.
إلا أن هناك بعض الأسماء المرشحة من اجل دخول جهاز هاليلوزيتش على غرار بوعلي مدرب شباب بلوزداد، مع العلم أن هذا الأخير كان مرشحا للانضمام إلى جهاز سعدان بعد كأس إفريقيا 2010، وقبل المونديال، لكن “الشيخ” رفض ذلك كما يتواجد رشيد شرادي أيضا في المفكرة.
وسيكون على عاتق المساعد المحلي لعب دور أكبر من خلال محاولة “كسب ود” اللاعبين و لعب دور “الصديق” وهو الأمر الذي لم يعرف قريشي القيام به.
اسمان مرشحان لتدريب حراس المرمى
أما عن خلافة كاوة في تدريب حراس المرمى فيتواجد اسمان مرشحان لحد الآن رغم أن روراوة يريد الاحتفاظ ببلحاجي، إلا أن هاليلوزيتش يرغب في ضم الحارس الفرنسي السابق غريغوري كوبي ليكون مدربا لحراس المرمى.
في حين ترغب أطراف داخل “الفاف” في جلب مدرب حراس نادي لخويا القطري عيسى بوراس الذي سبق له العمل في سوشو الفرنسي.
وفي انتظار اتضاح الرؤية خلال الأيام المقبلة، يبقى الحفاظ على الهدوء ضروري من اجل استعادة التركيز لإعادة القطار إلى السكة بداية من مباراة البنين.