تمكّن فريق اتحاد العاصمة من خطف اللقب الشتوي الشرفي للرابطة المحترفة الأولى قبل جولتين من انهاء مرحلة الذهاب، وذلك بفضل المستوى الذي يقدمه منذ انطلاق الموسم مسيطرا على مجريات المنافسة كونه يتقدم على أبرز ملاحقيه بـ 7 نقاط كاملة، وبمقابلة ناقصة ستجمعه بالجار مولودية الجزائر يوم 22 ديسمبر الجاري بملعب 5 جويلية.
فكل الأضواء ارتكزت عند الأخضر، أين وجد الفريق ضالته ولم ينهزم إلا في مباراة واحدة أمام نصر حسين داي في الجولة الأولى من البطولة، لكن الأمور سارت في الاتجاه الايجابي الذي ينتظره أنصاره الأوفياء في كل موسم. فأخطاء الموسم الماضي التي عرفت وجود أصحاب الزي الأحمر والأسود في وضعية صعبة، ساهمت في القفزة النوعية لهذا الموسم التي يلعب بها الاتحاد ولها عدة معطيات.
الاعتماد على نفس التّشكيلة منذ سنوات...
فالاتحاد اعتمد على نفس التشكيلة تقريبا التي تشارك في المنافسات منذ 3 سنوات، أين تشكّلت لحمة أساسية بين اللاعبين الذين يقدّمون أعلى مستوى لهم كون التجانس هو الموضوع الرئيسي للفريق الذي يشكله كل من الحارس زماموش واللاعبين خوالد، مفتاح، بن موسى، أندريا، بوشمة، كودري، سيقار..إلى جانب تدعيم التشكيلة تدريجيا بكل من بلجيلالي، ناجي وعودية.
والأمر الرئيسي الذي ساعد الاتحاد الى جانب الامكانيات المادية المعتبرة المسخرة، فإن استقدام المدرب حمدي غيّر العديد من الأشياء، لأن هذا المدرب نجح في الموقع الذي فشل فيه من سبقوه في هذا المنصب، وكان بالفعل مفاجأة سارة كونه عرف كيف يستخدم كل الامكانيات الموجودة والاعتماد على لاعبين مركزين على المقابلات. ولعل المشوار الذي أدّاه الفريق في رابطة الأبطال الافريقية لدليل على حنكة المدرب لأنه وصل إلى نهائي المنافسة بكل ثبات في تجربة مشجعة للغاية، وبالرغم من خسارة الاتحاد في النهائي أمام تي بي مازمبي إلا أن الأشياء المعنوية كانت في الموعد، أين استقبل الفريق بالورود لدى عودته من الكونغو، وهو الأمر الذي زاد من عزيمة اللاعبين لتقديم الأحسن.
تركيز اللاّعبين بقي في المستوى بعد المنافسة القارية
فالعديد من المتتبّعين كانوا يرون أنّ تضييع الاتحاد للقب القاري سوف يدخل اللاعبين في دوامة من الأشياء السلبية، التي من الممكن أن تستغلّها الفرق الأخرى في البطولة لتحقيق نتائج أفضل.
وهذا الشيء لم يحدث وسيّرت ادارة الاتحاد مع الطاقم الفني المرحلة التي أعقبت المنافسة القارية باحكام،
وتواصلت النتائج الايجابية محليا التي جعلت من الفريق المرشّح الرئيسي لنيل اللقب هذا الموسم بالرغم من بعد «المسافة”.
والأمر الآخر الذي زاد في “قوة” الفريق هو تسيير قضية اللاعب بلايلي، الذي كان بمثابة المحرك الرئيسي للتشكيلة قبل أن يتعرض للعقوبة المعروفة..لكن خطة اللعب والتحضير البسيكولوجي الجيد للاعبين جعل الفريق يتجاوز تلك المرحلة، ويعتمد على لاعبين آخرين عادوا في الوقت المناسب على غرار سيقار، الذي ما فتئ يفاجئ المتتبعين بأهدافه المتوالية ودوره الكبير في أداء الاتحاد.
رغم غياب “الأولمبيّين”...
كما أنّ ثراء التشكيلة ظهر بشكل مؤكد في المباراة الأخيرة التي أجراها اتحاد العاصمة أمام اتحاد الحراش، فبالرغم من الغيابات العديدة في صفوف تشكيلة المدرب حمدي بسبب الاصابات أو تواجد كل من عبد اللاوي، بلخماسة، فرحات ودرفلو في صفوف المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة الذي يلعب التصفيات الأولمبية، إلا أن الفريق العاصمي أدى مباراة جيدة وكسب النقاط الثلاث التي أبقته في الريادة و بفارق محترم عن الملاحقين.
فالمسيرة لحد الآن هي مسيرة بطل، قبل الدخول كذلك في منافسات كأس الجمهورية التي تعد في كل سنة من أهداف هذا الاختصاصي في المنافسة الشعبية رقم واحد، حيث سيستعيد الاتحاد كل عناصره في المقابلات القادمة التي تمكّنه من إراحة بعض اللاعبين الذين لم يستفيدوا من الراحة كون الفريق استهل الموسم مبكرا في المنافسة القارية.
وبذلك، فإنّ المرحلة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى عرفت تألّقا كبيرا للاتحاد الذي يسعى في المرحلة الثانية الى الاحتفاظ على نفس النسق، خاصةإذا علمنا أنه لن يكون معنيا بالمنافسة القارية هذه المرة، ممّا يوفّر للاعبيه التركيز الأساسي في المنافسة المحلية من جهة، ومن جهة أخرى الاستراتيجية التي اعتمدتها الادارة بتجنب التغييرات في التشكيلة والاحتفاظ باللاعبين الموجودين، وربما تدعيم الفريق بلاعب أو لاعبين.
في حين أنّ المدرب حمدي كسب ثقة كبيرة من خلال المقابلات التي لعبها لحد الآن فريقه، وطريقته أراحت الجميع لا سيما اللاعبين الذين وجدوا ضالتهم حول رؤيته الجيدة لتسيير التّشكيلة وخطّة اللّعب.