قبل انطلاق بطولة إفريقيا المؤهلة إلى أولمبياد “ريو دي جانيرو” البرازيلية، اتّصلنا بقائد المنتخب الوطني الأولمبي، مهاجم اتحاد العاصمة “أسامة درفلو” العائد حديثا من الإصابة التي تعرض لها، الذي أكّد لنا بأنّه عاد إلى أجواء التدريبات وأنه جاهز لقيادة الفريق للتأهل على الأقل إلى الأولمبياد باحتلال المركز الثالث، ورغم قوة المجموعة وصعوبة المأمورية إلا أن الخضر لديهم ما يبحثون عنه في هذه “الكان”، كاشفا في هذا الحوار بأن تضحيات سنتين كاملتين لن يذهب أدراج الرياح.
❊ الشعب: أولا، كيف حالكم وطمئنا على صحّتكم؟
❊❊ أسامة درفلو: الحمد لله تعافيت من الإصابة التي كنت أعاني منها، والتي حرمتني من لعب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية رفقة فريقي اتحاد العاصمة، التي تحسّرت كثيرا على تضييعها وعدم المشاركة فيها، كما أنّي كنت أنوي لعب بعض المباريات رفقة الإتحاد خاصة بعدما جئت من كوريا الجنوبية رفقة المنتخب الوطني العسكري في لياقة جيدة وبمعنويات جد مرتفعة للأسف الشديد. المهم الآن أنّي حاضر رفقة زملائي في السينغال، أنا جاهز لخوض غمار منافسة كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة المؤهلة لأولمبياد “ريو”، بعدما عدت إلى التدريبات وشاركت في المباريات الودية مع الخضر، وأتمنّى أن تكون مشاركتنا مشرفة في هذه الطبعة ونتمكّن من رفع راية الجزائر عاليا، بتحقيق هدفنا الذي ضحّينا من أجله لمدة سنتين كاملتين.
❊ وكيف جرت التّحضيرات لهذا الموعد؟
❊❊ التّحضيرات جرت على أحسن ما يرام وفي أحسن الظروف، حيث أنّنا في الأيام الأخيرة من التربص لعبنا مباراتين وديتين الأولى كانت جد مفيدة أمام منتخب تونس، ورغم الهزيمة إلاّ أنّنا عملنا على تصحيح الأخطاء ولعبنا أمام منافس مرشّح بقوة لنيل اللقب وطريقة لعبه تشبه بكثير المنتخب المصري، بعدها عدنا إلى الجزائر وحضّرنا في مباراة ودية أخرى أمام فريق شباب بلوزداد أكابر، الذي يحتل المركز الرابع في الترتيب العام للرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، انهزمنا في المقابلتين لكننا استخلصنا العديد من الأمور، بالنسبة لي المباريات الودية نلعبها من أجل البقاء في المنافسة وتدارك الأخطاء.
❊ تواجهون المنتخب المصري في المباراة الأولى، كيف ترون المباراة؟
❊❊ أعتبره اللقاء الأصعب في منافسة كأس أمم إفريقيا هذا الموسم، أولا لأنه داربي شمال إفريقيا، والمباريات بين البلدين لطالما كانت مليئة بالإثارة والحماس، وثانيا لأنها المباراة الأولى في المجموعة، والجميع يعرف أنه في هذا النوع من المنافسات الكروية، يمنع منعا باتا التعثر في المباراة الأولى، رغم كل الصعوبات التي ستواجهنا في هذا اللقاء، إلا أننا سنلعب بـ 200 بالمائة كي لا نندم في نهاية اللقاء، وكي نشرع في تعبيد الطريق للمرور إلى الدور الثاني، خصوصا أننا وقعنا في أصعب مجموعة في هذه المنافسة، وسنلعب مباريات نارية.
❊ بالحديث عن المجموعة الثانية..هل تعتقدون أنّ لديكم الإمكانيات للتأهل للدور الثاني؟
❊❊ لدينا الإمكانيات من أجل التأهل إلى الأولمبياد، وإذا ساعفنا الحظ لما لا نحقّق المفاجأة ونعود باللقب إلى الجزائر، صحيح أن ذلك حلم الجميع في المجموعة لكن يلزمه الكثير من التضحيات. نضحّي منذ سنتين من أجل هذا الموعد، قمنا بعشرات التربصات خلاله ضحّينا بعطلنا بعائلاتنا التي ابتعدنا عليها لأسابيع عديدة، كل هذا من أجل”كان” السينغال 2015، كن متأكدا بأننا لن نكون في نزهة بمدينة “مبور” وسنعمل المستحيل لبلوغ هدفنا، أدرك أن الجميع لا يعلّق علينا آماله من أجل التأهل، ويعتقدون أنّنا سنعود خائبين في الدور الأول من السينغال، وهذا ما سيزيدنا قوة وإرادة على إظهار العكس.
❊ ألن يؤثّر عليكم غياب المحترفين على غرار بن سبعيني، الذي لم يسمح له فريقه “مونبولييه” من المشاركة في هذه الدّورة؟
❊❊ بن سبعيني قيمة ثابتة ومضافة للمنتخب الأولمبي، غيابه يجعل لدينا بعض الحسرة لأنه لاعب جيد ويجلب الأمان للخط الخلفي، لكن هذا الأمر سيكون فرصة كبيرة للاعب الذي سيعوضه من أجل البروز وإظهار إمكانياته، الجزائر لطالما أنجبت لاعبين كبار في محور الدفاع، ولا أعتقد أنه سيكون لدينا مشكل في الخط الخلفي في هذه المنافسة، كما أنّنا سنسعى من أجل إبراز قيمة اللاعب المحلي الذي شرف الجزائر في العديد من المناسبات.
❊ كسبتم نوعا من الخبرة رفقة بعض زملائكم على غرار صالحي وفرحات والآخرين، هل هذا سيساعدكم على تجاوز الفترات الصعبة في هذه البطولة؟
❊❊ لا أخفي عليك أن كل اللاعبين لديهم خبرة في مثل هذه المواعيد الكبيرة، أنا والحارس صالحي لعبنا مونديال كوريا الجنوبية الماضي وعدنا بالكأس العالمية العسكرية، فرحات وعبد اللاوي
وبن خماسة لعبوا جل مباريات إتحاد العاصمة، وخاصة في رابطة الأبطال الإفريقية وكان لهم دور فعال في بلوغ النهائي، كما أن بقية التعداد لعب كأس أمم إفريقيا بالجزائر لأقل من 21 سنة، وغالبيتهم يلعب أساسيا في فرق الرابطة المحترفة الأولى والثانية ويلعبون من أجل الألقاب، لذا الجميع متعوّد على الضغط وعلى المستوى العالي، وهو ما سيكون في صالحنا في هذه الدورة.