المنتخب الوطني يبهر، يقنع ويمطر شباك المنافس

هل تراجع غوركوف عن استراتيجيته التّكتيكية؟

حامد حمور

“لقاء حاسم” بين روراوة والنّاخب الوطني بحر الأسبوع الحالي

 سجّل المنتخب الوطني نتيجة تاريخية في تصفيات كأس العالم 2018 عندما سحق تانزانيا بسباعية كاملة، والتي أذهلت كل المتتبّعين وأدخلت عدّة تساؤلات في أذهان أنصار “الخضر”، الذين عادت لهم صورا جميلة لأداء المنتخب الوطني والتي انتظروها لعدة أشهر أي منذ المونديال البرازيلي.
فقد اتّسم قدوم الناخب الوطني الحالي غوركوف بمفارقة أنّ الفريق الوطني بلغ مستوى كبيرا في كأس العالم بقيادة هاليلوزيتش الذي انتهى عقده في تلك الفترة، وبدأ غوركوف عمله بطريقة جيدة أين لم يجد زملاء غولام صعوبات في التأهل إلى كأس إفريقيا 2015..لكن مشوار الفريق لم يكن كبيرا في الدورة النهائية وخرج “الخضر” في نصف النهائي، أين لاحظ الجميع تغيّرا كبيرا في اداء الفريق، وتواصل ذلك خلال المقابلات التي لعبها الفريق الوطني في التصفيات القارية الحاليةو فالطريقة أصبحت لا تقنع ولو أنّ النّتائج مازالت في المستوى.

المقابلتان الوديّتان..لماذا؟
وحدث أنّ مسؤولي الاتحادية أرادوا تغيير مكان إجراء المنتخب الوطني لمقابلاته بمناسبة إعادة فتح ملعب 5 جويلية، وإجراء مقابلتين وديتين أمام غينيا والسنغال، فلم يقدّم أشبال غوركوف المردود الذي انتظره الجميع لأسباب عديدة منها غياب بعض العناصر الأساسية..لكن الجمهور لم يهضم أسلوب اللعب وأوصل ذلك للناخب الوطني الذي عاش أصعب أوقاته منذ بداية تدريب  «الخضر”، حتى أنّه صرّح أنّه قد يرحل عن الفريق الجزائري بعد شهر أي مباشرة بعد مقابلتي تانزانيا.
والاشكالية الكبرى المطروحة هي أنّ غوركوف يتم مقارنته باستمرار مع هاليلوزيتش، الذي بلغ القمة مع الفريق الوطني من جهة ومن جهة أخرى فقد جاء لتدريب “الخضر “ بمشروع لعب وهو تغيير الخطة إلى 4 – 4 – 2، والتي طبّقها باستمرار في المقابلات التي لعبها الفريق الوطني دون أن تعطي النّجاح المنتظر، وبلغت ذروة الاخفاق في الشوط الأول من مباراة تانزانيا في دار السلام أين لم يتمكّن زملاء تايدار من مسايرة النّسق قبل أن يعيد
«الكوتش” القاطرة إلى السكة بتغييرات في خطة اللعب وبعض اللاعبين، وبدأت الأمور تتّضح ويسجّل سليماني الهدفين.
وفي حقيقة الأمر، ظهر كل شيء خلال مباراة العودة أمام تانزانيا بالبليدة، فقد اعتمد غوركوف على الخطة التي “تناسب” لعب الفريق الوطني ومهارات اللاعبين الموجودين أي 4 – 3 – 3، والتي استعدنا قوة المنتخب الوطني أداءً  وفعالية.

توضيح عدّة أمور قبل موعد مارس القادم
فهل أخطأ غوركوف كل هذه المدة ليعود إلى التكتيك المميّز؟ ردّ بلا، فقد أبقى الأمور بدون رد واضح بأنه فعلا غيّر الخطة، حيث قال أنّ الظّروف هي التي دفعته خلال هذه المباراة لرسم هذه الخطة بالنظر لما لاحظه من ضعف في الدفاع بسبب التغييرات المستمرة في هذا الخط، ومن جهة أخرى لإعطاء فعالية للهجوم في هذه المباراة التصفوية تماشيا لما لاحظه في مباراة دار السّلام.
ففي الوقت الذي كان الجميع يتحدّث على أنّ غوركوف يشرف على أخر مباراة له مع
«الخضر” يوم الثلاثاء الماضي، فإنّ الأمور تغيّرت بفعل أنّ المسؤولين على الكرة الجزائرية مطمئنّين على امكانيات وطريقة عمل الناخب الوطني، بالاضافة إلى ارتياح اللاعبين معه، ممّا يعني أنّ غوركوف سيبقى على رأس الفريق الوطني لبلوغ الأهداف المسطّرة في العقد الذي أبرمه مع “الفاف”.
و في هذه النقطة، لابد من الاشارة أنّ مسؤولي الاتحادية الجزائرية يريدون الاستقرار على رأس الفريق الوطني، ذلك أنّ سيناريو المدرب السابق هاليلوزيتش كان تقريبا نفسه حين طالته انتقادات كبيرة بعد كأس إفريقيا 2013..لكن تمسّك روراوة به جعل العمل يتواصل ويبلغ مستوى كبيرا.
فهذه المرة أيضا انتقادات التّقنيّين والاعلاميّين كانت كبيرة حول الطّريقة التي اختارها غوركوف..لكن حقيقة الميدان والاحصائيات تجعل غوركوف في وضعية محترمة لمواصلة عمله، حتى أنّ النّتيجة الأخيرة أعطته قوة أكثر في امكانية بقائه على رأس الخضر إلى ما بعد المونديال الروسي في حالة تأهل الفريق الوطني إلى هذه الدورة، فتغيير الاستراتيجية قد تؤثّر على العمل وننتظر عدة أشهر لرؤية الثّمار.
لذلك فإنّ الجمهور الرياضي العريض ينتظر الاجتماع المرتقب بين روراوة وغوركوف بحر الأسبوع الحالي من أجل الاتفاق على خطة عمل في حالة توصّل الرّجلان إلى الاستمرار في المغامرة.
والأمر الذي يعطي قوة أكثر لبقاء غوركوف هو أنّ العقد الذي أبرمه يحمل تأهيل المنتخب الوطني إلى مونديال 2018، والجزائر حقّقت أكبر نتيجة في التصفيات وتنتظر عملية القرعة لمعرفة منافسيها من جهة، ومن جهة أخرى، فإنّ النّاخب الوطني قالها بصراحة: “لم أفكّر يوما في الاستقالة، بالرغم من الأوقات الصعبة التي مررت بها..وعندما صرّحت أنّه بعد شهر قد لا أكون مدرب المنتخب الجزائري بعد مباراة السينغال تمّ فهمي بالخطأ”، وهذا ما يعني أن تلك الفترة كانت مجرّد سحابة والتي جعلت ربما الأمور تسير إلى الأحسن بالنسبة للفريق الوطني، الذي لم يكن محظوظا من ناحية تعرض الكثير من اللاعبين الأساسيين لإصابات..لكن إلى غاية شهر مارس القادم تكون الأمور أحسن على جميع المستويات لرؤية مردود ونتائج في المستوى الذي يمكّننا من بلوغ الدّورات النّهائية في كأس إفريقيا وكأس العالم.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024