رغم كل الانتقادات التي طالته

حصيلة “غوركوف” بالأرقام جد إيجابية

محمد فوزي بقاص

«كريستيان غوركوف” اسم كبير في عالم كرة القدم، يلقب بأستاذ المدربين في فرنسا، حيث تتلمذ على يده كبار المدربين في بلده. قاد العديد من الفرق الفرنسية، أبرزها “لوريون” الذي عمل فيه  لمدة ربع قرن كامل، ورغم نقص الإمكانيات والتركيبة البشرية، إلا أنه في كل مرة كان يتفنن بلاعبين مغمورين في إنهاء الموسم في مركز مشرف. وبعدما قرر الناخب الوطني السابق “وحيد هاليلوزيتش” عدم الاستمرار في منصبه بعدما قاد الخضر إلى تحقيق إنجاز بالمرور لأول مرة في تاريخ مشاركات الخضر في منافسة كأس العالم إلى الدور الثاني، جلب رئيس الاتحادية الجزائرية “محمد روراوة”، المدرب غوركوف، لقيادة الخضر والذي عين على رأسها في 19 جويلية 2014، أين قاد رفقاء “فغولي” من خط التماس في 19 مناسبة، الأولى كانت أمام المنتخب الإثيوبي في السادس سبتمبر من نفس السنة في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015، التي فاز بها الأفناك خارج الديار بهدفين لواحد، ومن هنا انطلقت مغامرة المدرب مع “الخضر”.  
19 مباراة لعبها الخضر تحت إمرة المدرب الذي اكتشف إفريقيا وأدغالها وصعوبة تطبيق منطقه وخططه المعتادة في الظروف التي تعد بالصعبة والتي يواجه فيها المنتخب الوطني منافسيه، كما اكتشف لأول مرة كيف يسير مجموعة يلتقي بها على الأكثر 10 أيام كل 3 أشهر، وهو المعتاد على الالتقاء بلاعبيه يوميا والعمل معهم بطريقة مستمرة من أجل العمل على إطاحة المنافسين.
(إثيوبيا، مالي، مالاوي، تونس، جنوب إفريقيا، غانا، السنغال، كوت ديفوار، قطر، عمان، ليزوتو، السيشل، غينيا، السنغال، ثم تانزانيا)، هي المنتخبات التي واجهها المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم تحت قيادة التقني الفرنسي “كريستيان غوركيف” لحد الآن، ورغم كل الانتقادات اللاذعة التي تطاله من رجال الإعلام والمحللين وكذا الأنصار الذين لم يتجرعوا تراجع مستوى المنتخب بعد مونديال البرازيل والمسيرة الرائعة التي قام بها رفقاء الهداف “سليماني”، إلا أن حصيلة الناخب الوطني تبقى إيجابية إلى حد ما بعد 12 انتصارا تعادلين و 5 هزائم.

12 انتصارا من 19 مباراة

الانتصارات التي حققها التقني الفرنسي مع الخضر كانت 12 فوزا، 9 مرات في مناسبة رسمية واثنتين وديتين، الانتصارات الرسمية جاءت 5 في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا بغينيا الاستوائية أمام كل من “مالاوي” و “إثيوبيا” ذهابا وإيابا، وأمام مالي في لقاء البليدة، ثم فوزين في كأس الأمم الإفريقية، الأول أمام جنوب إفريقيا في اللقاء الأول والثاني أمام السنغال، ليأتي الدور تصفيات “كان” الغابون 2017، حين فاز المنتخب أمام السيشل في البليدة، وضمن نفس التصفيات أمام ليزوتو، كما أن المنتخب حقق فوزا جديدا في الدور الثاني التصفوي المؤهل لمونديال روسيا أمام ليزوتو الثلاثاء الماضي، كما عرف الفرنسي الفوز مع الخضر في وديتين أمام كل من منتخب سلطنة عمان بقطر والسنغال في الودية الأخيرة بملعب 5 جويلية الأولمبي.
وعرف الناخب الوطني مع الخضر التعادل في مناسبتين الأولى في مباراة ودية أمام المنتخب التونسي برادس برسم تحضيرات الخضر لكأس أمم إفريقيا 2015 والتي انتهت بهدف لمثله، والثانية الرسمية الأخيرة بدار السلام والتي انتهت بهدفين في كل شبكة.
أما بخصوص الهزائم التي تعرض لها “غوركوف” مع الخضر، جاءت في 3 مباريات رسمية أمام مالي في باماكو في إطار تصفيات كان 2015، بالإضافة إلى انهزامين رسميين في “كان” 2015 في الدور الأول ضد غانا بهدف لصفر وفي ربع النهائي أمام كوت ديفوار بثلاثة أهداف مقابل هدف، فيما جاء الانهزامين المتبقين في مبارتين وديتين الأولى بقطر في الدوحة ضد المنتخب المحلي بهدف لصفر، والثاني أمام غينيا في 5 جويلية بهدفين لواحد، ولولا أن الانهزامين الأخيرين كانا في اختبارين وديين، إلا أن الهزائم الثلاث الأولى في الرسميات كانت أمام كبار القارة السمراء وتبقى النقطة السوداء في مشوار “غوركوف” لحد الآن.

الهجوم سجل 40 هدفا والدفاع تلقى 17 هدفا

وفي الـ 19 مباراة التي خاضها رفقاء “براهيمي” لحد الآن مع “غوركوف” تمكن الخضر من تسجيل 40 هدفا، وتلقت شباك الخضر 17 هدفا. حصيلة تعتبر ايجابية نسبيا بالنسبة لمدرب اعتاد على تدريب النوادي لا المنتخبات، وبالنسبة أيضا لمدرب يشرف لأول مرة في مسيرته التدريبية على منتخب وطني وهي حصيلة تبين نجاعة الهجوم بالمقابل تبرز رداءة الدفاع الذي يبقى يؤرق المدرب الوطني، “غوركوف” وبعد مشوار امتد  لسنة وأشهر قليلة، كان مجبرا على تحقيق فوزه  الـ 13 مع الخضر أمام تانزانيا للتأهل إلى الدور الثالث من تصفيات مونديال روسيا، وهو الرقم النحس الذي يقبحه الفرنسيون في أعرافهم الأوربية، الذي قد يصبح فأل خير عليه بعدما كان سببا لعودة الهدوء إلى بيت الأفناك بعد سلسلة من الهزات والانتقادات اللاذعة التي تلقاها الفرنسي والتي دفعت المسؤول الأول على كرة القدم الجزائرية في التفكير في البحث عن مدرب جديد، قبل أن يأتي الفوز التاريخي أمام رفقاء “ساماتا” بسباعية نظيفة، ويعود الحوار بين رئيس الفاف والناخب الوطني الذي عاد إلى بيته للتفكير في قضية بقائه من عدمها التي تبقى جد واردة بعدما أعرب “روراوة” عن تجديد ثقته في “غوركوف”.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024