عبّر اللاعب الدولي السابق سمير زاوي في تصريح خصّ به “الشعب”، عن فرحته الكبيرة بتأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثالث والأخير من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 بعد الفوز على تانزانيا بسباعية كاملة خلال لقاء العودة أعادته إلى الواجهة من جديد بعد فترة الفراغ التي مرة بها من قبل.
وأرجع زاوي هذا التألق لزملاء براهيمي إلى عملية الاسترجاع الجيدة التي قام بها اللاعبون مباشرة بعد العودة إلى الجزائر في قوله: “صحيح في مباراة الذهاب الفريق لم يكن في الموعد، بدليل أن المنتخب التانزاني كان أفضل منا بكثير، ولحسن الحظ أنهم ضيّعوا عددا كبيرا من الكرات السانحة للتسجيل، وعدنا إلى المواجهة في الوقت المناسب من خلال تعديل النتيجة عن طريق سليماني، الذي استغل كرتين أسكنهما في المرمى ما أعطى ثقة أكبر للمجموعة فيما بعد”.
وواصل محدثنا في ذات السياق: “أين سجّلنا استفاقة المنتخب الوطني في لقاء العودة وتسجيله عددا كبيرا من الأهداف بداية من الدقيقة الأولى التي أخلطت حسابات الفريق المنافس، وذلك راجع أساسا إلى الفارق من ناحية الاسترجاع لأننا عدنا بسرعة إلى الجزائر والمجموعة قامت بعمليات استرجاع جيدة وفقا للبرنامج الذي سطّره الطاقم الفني، عكس التانزانيين الذين لا يملكون الإمكانيات اللازمة لذلك، إضافة إلى تأخرهم في الوصول إلى الجزائر وكل ذلك كان له تأثير إيجابي على فريقنا، والحمد لله أظهر كل ما لديه وأرجع الاعتبار بعد الانتقادات”.
كما تطرّق اللاعب السابق للفريق الوطني إلى الكرة الإفريقية التي تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، ولهذا لا يجب نستصغر منافسينا في قوله “الفرق الإفريقية تطورت كثيرا من ناحية مستوى اللعب في السنوات الأخيرة، وأصبحت تعتمد على لاعبين ينشطون في البطولات الأوروبية، ويبقى العائق الوحيد هو المناخ بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة، وفي بعض الأحيان أرضية الميدان تكون سيئة ما تجعل اللاعبين مجبرين على تفادي الاحتفاظ بالكرة عكس ما هو عليه الحال في أوروبا، ولهذا المباريات ستكون صعبة وعلى الجميع أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار”.
أما عن الانتقادات التي تعرض لها الناخب الوطني غوركوف، أكد زاوي أن هذا الأخير لم يكن محظوظا بسبب كثرة الإصابات في التشكيلة الأساسية، إضافة إلى اعتزال بعض الكوادر في قوله “المدرب غوركوف لم يكن محظوظا لأنه منذ توليه مهام المنتخب الوطني وهو يعاني من مشكل الغيابات بسبب الإصابات التي طالت أغلب اللاعبين مثل حليش، فغولي، بلكالام وبن طالب إضافة إلى اعتزال بعض الكوادر على غرار لحسن وبوقرة”.
وواصل في ذات الموضوع: “وكل ذلك انعكس على النتائج العامة للفريق لأنه في الأخير يبقى مهندس في الكرة لأنه خرّيج المدرسة الفرنسية رغم أنه لم يدرب أي منتخب من قبل، وهو الآن يكتشف الأجواء الإفريقية ولكنه مطالب بتطبيق خططه التكتيكية وفقا للمنطق الجزائري لأننا نمشي حسب تقاليد معروفة، وأرى أنه من الضروري تدعيم الطاقم الفني بمساعد آخر حتى يتمكن من إعطاء الإضافة ويتركوه يعمل لكي يحصد نتائج إيجابية في المستقبل”.
❊غول:
“لاحظت وجود سلبيات أكثر من الإيجابيات”
وصف اللاعب السابق لإتحاد العاصمة طارق غول خلال تصريح لـ “الشعب” مباراة الذهاب التي لعبها المنتخب الوطني في تانزانيا بالكارثية خاصة في الشوط الأول: “الفريق الوطني قدّم مستوى كارثيا في لقاء الذهاب ضد تانزانيا لحسن الحظ قام المدرب بتغييرات في محلها ما جعلنا نعود في النتيجة فيما بعد من خلال تسجيل هدفين عن طريق سليماني، وهذا ما أعطى الثقة للاعبين فيما بعد من أجل تقديم مردود أفضل لأن الفريق كان حاضر بشكل كلي وطيلة المواجهة، خاصة بوجود براهيمي الذي قدم الدعم اللازم لزملائه
وتمكّن من تسجيل أول الأهداف في الدقيقة الأولى ما جعله يخلط أوراق التانزانيين”.
وواصل غول قائلا: “لأن تسجيل الهدف في البداية قبل تمركز الفريق المنافس أثّر عليه سلبيا وجعله يتراجع ما سمح لنا بإضافة الهدف الثاني الذي استسلم بعده زملاء ساماتا، كل ذلك نتيجة اللعب الجماعي الذي ميّز الفريق فوق الميدان عكس ما كان عليه الحال بتانزانيا، وهنا توجد المفارقة لأنّ تصريح بعض اللاعبين عن المناخ وغيرها من الأمور التي تعوّدنا عليها لا تؤثّر بتلك النسبة لأنهم قادرين على تسيير الأمور بعد نصف ساعة على الأكثر، وهنا نفهم أنّ عودة براهيمي أعطت دافعا كبيرا للفريق ما يعني أن الناخب الوطني يبني خططه على لاعب واحد ولولا تسجيل سليماني لهدفين ذهابا لكان هناك كلام آخر الآن”.
كما استحسن محدثنا وجود لاعب قادر على إحداث الفارق وتقديم الإضافة للفريق مثل براهيمي، ولكن من يجب أن يكون بديلا؟ في قوله “أمر إيجابي أن يكون هناك لاعب يقدم الإضافة للفريق الوطني وبإمكانه على صناعة الفارق فوق الميدان مثل براهيمي لأنه سيعطي حلولا أكثر للمدرب، ولكن من السلبي أن نعتمد عليه بفرده ومن الضروري إيجاد البدائل حتى نقع في مشكل في حالة غيابه عن المجموعة مثلما كان عليه الحال في تانزانيا”.
بينما اعتبر اللاعب الدولي السابق الانتقادات التي وجهت للمدرب غوركوف من الوسط الرياضي الجزائري إيجابية لأنها جعلته يغير عدة أمور خاصة في طريقة اللعب في قوله: “صحيح هناك انتقادات أظن أنها مسته، ولكن هذا هو الواقع لأنه في ميدان يفرض عليه تقبل الانتقادات، لأنه بكل صراحة هناك عناصر لم تقنع إلى حد الآن ولم نفهم بعض الأمور التي يقوم بها غوركوف لم نفهمها لأنه يشرف على الفريق لأكثر من سنة وأصبح يعرف الإمكانيات الموجودة في المنتخب
وكذا العقلية الجزائرية، ولهذا أنا لاحظت وجود سلبيات أكثر من الإيجابيات بالنسبة لهذا المدرب لأنه قبل مجيئه المجموعة كانت حاضرة تكتيكيا بصفة رائعة، ولكن حاليا لا يوجد انضباط وهناك تساهل مع بعض العناصر، ولهذا الفوز على تانزانيا واجب لأنه ليس فريقا قويا، وأتمنى أن تكون الأمور أفضل في المستقبل”.
❊ مهداوي:
“المدرّب الوطني تمكّن من تصحيح الأمور في الوقت المناسب”
أما المدرب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي كان له رأي آخر في هذا التصريح الذي خصّ به “الشعب” لأن الفوز بسباعية أمام المنتخب التانزاني في إياب الدور التصفوي الثاني أعاد الهبة والاعتبار للتشكيلة.
وأكّد مهداوي أنّ غوركوف يملك الإمكانيات التي تسمح له بتقديم الأفضل للفريق في المستقبل في قوله: “صحيح الفريق مرّ بفترة فراغ وهذا أمر عادي ولكن الناخب الوطني تمكّن من تصحيح الأخطاء وتداركها في لقاء العودة بالجزائر لأنه كانت هناك مشاكل كثيرة في الخط الدفاعي،
وأعتقد أن الأمور ستتحسّن في المستقبل بحول الله، وسنشاهد فريقا قويا مثلما كان في السابق”.