برمج رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، جولة أوروبية في الأيام القليلة القادمة لمعاينة بعض اللاعبين مزدوجي الجنسية، قصد تدعيم صفوف الخضر فيما تبقى من مباريات في تصفيات مونديال 2018 بروسيا، لاقتناع رئيس الفاف بمحدودية البدائل الحالية وكذا لقلتهم، وهو ما كشفته بوضوح مواجهة تانزانيا الفارطة، عندما غاب الثنائي “براهيمي” و«فغولي” وتعرض عدة ركائز للإصابة، على غرار “بن طالب” و “ماندي”، وعدم جاهزية كل من “حليش” و«بلكالام”.
كشف مصدر عليم لـ “الشعب”، بأنّ المسؤول الأول على الكرة الجزائرية سيزور عدة بلدان أوروبية في الأيام القليلة المقبلة، على غرار ألمانيا، فرنسا وإنجلترا، للحديث مع بعض اللاعبين المستهدفين لتدعيم المنتخب الوطني، الذي هو في حاجة ماسة لضخ دماء جديدة من أجل تعويض اللاعبين الذين انسحبوا من المنتخب في الفترة الأخيرة، وكذا اللاعبين الذين تقدّموا في السن ولن يكون باستطاعتهم الاستمرار إلى غاية مونديال روسيا أو ستكون مباريات لكأس العالم آخر محطة لهم رفقة المنتخب الوطني، على غرار “جمال الدين مصباح” صاحب الـ 31 ربيعا، “عدلان قديورة” صاحب الثلاثين عاما والذي فقد الكثير من إمكانياته ومن المرشح أن لا يكون حاضرا حتى في” الكان” القادم، “وليد مسلوب” الذي أصبح علامة مسجّلة في وسط الميدان لكن سنه يبعث للقلق هو الذي بلغ 30 سنة مؤخرا، بالإضافة إلى قائد الخضر “كارل مجاني” الذي سيتجاوز الثلاثين عاما بسنة في ماي المقبل، فضلا عن رغبة “روراوة” في تنويع الخيارات والبدائل للطاقم الفني، وكذا لعدم استدعاء البعض مجدّدا الذين أضحوا لا يقدمون الإضافة المرجوة منهم على غرار الثلاثي الشاب الذي ينقصه عمل كبير من أجل حمل الألوان الوطنية في مقدمتهم “بلفوضيل” و«تايدر” و«بودبوز”.
وأوضح مصدرنا بأنّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تشتغل منذ مدة على هذا الملف في سرية تامة، حيث قامت بعملية مسح كبيرة لجميع اللاعبين مزدوجي الجنسية أو من الأصول الجزائرية الناشطين في البطولات الأوروبية، الذين يمكنهم الاستفادة من قانون الباهاماس أو الالتحاق مباشرة بـ “محاربي الصحراء” إذا لم يسبق لهم المشاركة مع منتخبات أخرى. وأضاف نفس المصدر، أنّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حضرت قائمة تضم لاعبين صنفتهم في خانة الأولوية وهي تتحفّظ على أسمائهم، إلى غاية إقناعهم بالانضمام للمنتخب الوطني، لتخوفها من تسريب هويتهم للصحافة ما سيشوّش على عملها، وقد يحرك بعض الأطراف للوقوف في طريقها، مثل ما حدث معها في ملف اللاعب “نبيل فقير” الذي شكّل مادة دسمة لوسائل الإعلام الجزائرية والفرنسية خلال عديد الأسابيع، والذي كان على وشك الالتحاق بـ “الخضر”.
ومن بين الأسباب التي جعلت رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يقرر دعم المنتخب الأول، هو قلة جاهزية أغلب التّعداد الحالي بسبب ابتعاده عن المنافسة وكثرة الإصابات، على غرار “رفيق حليش” مثلا الذي يغيب عن “الخضر” منذ 8 أشهر، وكذا “عبد المؤمن جابو” بعد مونديال البرازيل، فضلا عن غياب “نبيل بن طالب” و«عيسى ماندي” لشهرين كاملين بسبب الإصابة، وهو ما جعل مستوى المنتخب يتراجع في وديتي غينيا والسنغال، إضافة إلى كل من “السعيد بلكالام”، وكذا “عدلان قديورة”، والحارس “رايس وهاب مبولحي”، الذين لا يلعبون بانتظام مع نواديهم ما تسبب في اهتزاز مستوى المنتخب وتراجع أدائه منذ مونديال البرازيل 2014.
وهناك سبب آخر جعل الفاف تتحرك لدعم المنتخب بعناصر جديدة، وهو عدم تمكنها من إعداد قائمة موسعة تضم 50 لاعبا ترسلها إلى الفيفا قبل موعد انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس العالم مثلما تقتضيه القوانين، حيث تملك “الفاف” حاليا قائمة لا تتجاوز 37 لاعبا فقط أغلبهم يفتقدون للمنافسة أو مصابون، في حين أنّ منتخبات كبار إفريقيا تملك أكثر من 50 لاعبا في قوائمها، وكلّهم ينشطون بانتظام مع نواديهم في أكبر البطولات الأوروبية على غرار كوت ديفوار ونيجيريا والكاميرون وغانا الذين دأبوا على تمثيل إفريقيا في المواعيد الكروية العالمية الكبرى.